c ألمانيا: مشروع إنذار مبكر للتصدي لأعمال القتل العشوائي - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:43:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألمانيا: مشروع إنذار مبكر للتصدي لأعمال القتل العشوائي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ألمانيا: مشروع إنذار مبكر للتصدي لأعمال القتل العشوائي

برلين ـ وكالات

تشكل حوادث إطلاق النار العشوائي في عدد من المدن الأمريكية صدمة كبيرة للرأي العام الذي يجهل خلفيات هذه الجرائم في حق العديد من الأبرياء. ويسعى مشروع " تارغيت" الألماني إلى البحث في الآليات ودوافع مرتكبي هذه الجرائم.اهتز الرأي العام الألماني من فاجعة في مدينة إرفورت الألمانية عام 2002، حين أطلق تلميذ الرصاص على زملاءه وقتل 16 منهم. وتكرر السيناريو  عام 2009 في بلدة فينيندن، ليسيطر الخوف على المسؤولين من حدوث فاجعة ثالثة ورابعة. وهذا ما دعا إلى إطلاق مشروع "تارغيت" بهدف تطوير آليات تساهم في تحليل ودراسة ظاهرة إطلاق النار في المدارس. ولحسن الحظ لم تشهد ألمانيا إلا نادرا مجازر من هذا النوع. ماذا دار برأس ذلك التلميذ حين دخل صباحا عام 2002 مدرسته بإرفورت الألمانية، وهو  يحمل مسدسين، فقتل في غضون عشرين دقيقة ستة عشرا من زملاءه، ثم أقدم على الانتحار!في إطار هذا المشروع يعمل فريق متكامل، يضم عددا من علماء النفس والاجتماع وتربويين وخبراء في علوم الجريمة وتحليل الأدلة الجنائية، بهدف التوصل إلى آليات تمكن من التعرف المبكر على القاتل. ويرأس المشروع بروفسور هيبرت شايتهاور من جامعة برلين التقنية، وهو يشرح طريقة عمله بالقول: "إلى غاية اللحظة اعتمدت الدراسات الخاصة بهذا المجال على تقييم كل جريمة على حدة أو بعض الجرائم المشابهة. أما نحن، فنقوم بدارسة جميع الحالات بشكل متوازٍ، حتى تلك التي ينفذها البالغون أو عمليات تهديد فقط. كما إننا نعتزم إجراء حوارات مع القتلة وعائلاتهم، لغرض التوصل إلى ما قد يساعدنا على استكشاف التطور الحاصل في نفسية الجناة قبل قيامهم بالجريمة". بصرف النظر عن صعوبة الحديث عن "بروفايل" أو الصورة النمطية لمنفذي تلك الجرائم، فإنه يلاحظ أن الإعلام صنع لهم صورة معينة قدمها للعموم وكأنها "بروفايل" جاهز بالفعل ويمكن تطبيقه في كل مكان، فبات الجميع يؤمن بأن ما وقع مثلا في مدرسة إرفورت الألمانية عام 2002، وبعدها في فينيندن عام  2009، أو في ولاية كونيتيكت الأمريكية عام 2012 هوعمل قام به شبان ذكور منطوون على أنفسهم، تحركوا في عملهم هذا بشكل انفرادي، هوسهم بالسلاح كبير حيث يلعبون باستمرار ألعابا قتالية على الكمبيوتر و يعانون من اضطرابات نفسية حادة. بيد أن الحقيقة أعقد من ذلك بكثير. فهناك الكثير من الشبان الذين يتعرضون إلى السخرية من قبل زملاءهم، مهووسون بالسلاح ويلعبون ألعاب الكمبيوتر، غير أن عددا ضئيلا منهم حمل السلاح أوأطلقت الرصاص بشكل عشوائي. فهل توجد بالفعل صورة نمطية لمن يقوم بتلك الجرائم؟ بريتا باننبيرغ المتخصصة في علم الجريمة بجامعة غيسن الألمانية، تنفي بشكل قاطع وجود أي بروفايل أو وصف جاهز لهؤلاء القتلة، لأن لكل شخص "بصمته الجنائية المنفردة"، مضيفة أنه من "الصعب استيعاب تلك الظاهرة عبر البحث عن أسباب أو تفسيرات معينة غير قائمة أساسا".وتعتبر بريتا بانينبرغ أن الأسباب هي "نتاج لتطور استمر على مدى سنوات وشهد تداخل عدة عوامل ". وهنا تقول المتخصصة:" نحن أمام شبان ليس لديهم أصدقاء حقيقيون مكبوثين وليس لديهم أحلام الآمال. وهم وهم أشخاص غير قادرين على التواصل مع العالم الخارجي. وهو ما يزيد من حدة الكراهية تجاه الذين يعتبرونهم موفقين في حياتهم. أي أن هؤلاء الشباب يشعرون بأحاسيس متداخلة، تولِّد لديهم رغبة هائلة في الانتقام وتزرع العنف في مخيلتهم". بريتا باننبرغ، متخصصة في علوم أبحاث الجريمةوإذا كان الخبراء يرفضون الحديث عن "بروفايل جاهز" لهؤلاء الأشخاص، فإن يمكن وجود نقاط تقاطع بين منفذي  عدد كبير من تلك الجرائم، ومن أبرزها أن هؤلاء يتحركون بشكل انفرادي، وهذا لا يعني أنهم لا يخاطبون الناس أو أنهم دائما منفردين، بل معناه أن نوعية العلاقات التي يعقدونها مع العالم الخارجي تتميز بالسطحية، حسب بانينبرغ. بل حتى علاقتهم بعائلاتهم هي غير "قوية". ويضاف إلى كل هذا، "خشية هؤلاء الشباب من الفشل في تحقيق ما تنتظره العائلات منهم، وهو ما يدفعهم عادة إلى الانطواء على أنفسهم".وينحدر عدد كبير من منفذي تلك العمليات من عائلات متوسطة، تقطن مدنا صغيرة. وهذا ما قد يجعل  حسب بانينبرغ مهمة إيجاد "مخبأ" داخل هذا الوسط في غاية الصعوبة.يعتقد الكثيرون أن العاب الكمبيوتر القتالية تلعب دورا في تعزيز الميول الإجرامي لدى منفذي العمليات خاصة وأنهم يقضون الساعات الطوال في ممارسة هوايتهم هذه. بيد أن المتخصص في علم الطب النفسي الاجتماعي أندرياس سيك من جامعة بيلفيلد يستبعد هذه النقطة تماما ويعتبر أنه "لا يمكن ربط دوافع الجريمة بألعاب الكمبيوتر. فمن يمارس اللعبة يعرف أنها لعبة. فالظروف والمحيط أثناء ممارسة اللعبة هو ما يجعلهم يغوصون في دهاليز العالم الافتراضي أكثر فأكثر. ومع زيادة شعورهم بأنهم منبوذين من محيطهم، تزداد لديهم الرغبة في نقل اللعبة إلى أرض الواقع".بيد أن تلك المعطيات تدعو الى سؤال آخر محيرز فإذا كان هناك العديد من الشباب يشعرون باضطهاد العالم الخارجي لهم، فلماذا لا يقومون جميعهم بنفس أعمال العنف؟ ولماذا تكون درجة الحساسية لدى منفذي عمليات القتل قوية مقارنة بباقي أقرانهم؟! مشهد من إحدى عمليات إطلاق النار العشوائي التي حدثت في مدرسة كولومبيا الأمريكيةقد يكون المرض النفسي سببا منطقيا ودافعا مؤثرا في القيام بجرائم القتل، كما حصل عام 2007 حين قام سيونغ هوي شو الذي كان يعاني من مرض انفصام الشخصية بإطلاق الرصاص في جامعة فيرجينيا الأمريكية وقتَل 32 شخصا قبل أن ينتحر. وتشير جل المعطيات إلى أن القلة القليلة من منفذي عمليات القتل العشوائي يعانون من أمراض نفسية حقيقية كما يقول أندرياس سينك. "فكل من قام بجريمة مماثلة نعتبره أنه يعاني من اضطرابات في الشخصية، لأننا ننطلق من قيم اجتماعية تعتبر ذلك سلوكا غير سوي".من يتابع التسلسل في أحداث المجازرالتي تم تنفيذها يكتشف أن تلك الجرائم تم التخطيط لها قبل سنوات ولم تكن وليدة اللحظة. وبعد وصول الخطة لمراحلها النهائية، تأتي بعدها مرحلة التطبيق التي يكافئ فيها القاتل نفسه. وكلما طالت مدة التخطيط، الا و شعر باستمرار بضغط نفسي إضافي، يحثه على سرعة تطبيق المخطط. وينطلق هؤلاء أن عمليات القتل التي يقومون بها ستمكنهم من ولوج الذاكرة العامة والخروج من دائرة العدم والمجهول.  فالجميع "سيتذكرهم" بعد وفاتهم، كما يعتقدون. وكان هذا دافع إيريك هاريس ودالين كليبولد اللذان قاما بمذبحة في ثانوية كولومباين الأمريكية عام 1999، حتى ـ"يردد العالم  إسميهما". وللأسف  نجحا في ذلك العمل الشنيع، بل وتحولا إلى قدوة لدى البعض.وقد ينجح مشروع "تارغيت" على تطوير آليات تساعد على التعرف مبكرا على الميول الاجرامية لدى بعض الناس، أو على التوصل لاستكشاف مدى تطورهم الإجرامي. وقد يساهم ذلك في تعثير مسيرة القاتل وتوجهاته قبل حدوث الكارثة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا مشروع إنذار مبكر للتصدي لأعمال القتل العشوائي ألمانيا مشروع إنذار مبكر للتصدي لأعمال القتل العشوائي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 02:21 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

تعرّف على أشهر 9 رؤساء للبرلمان المصري

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الراحة النفسية في ارتداء الملابس أهم من المنظر الجذاب

GMT 12:06 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

أحدث صيحات حقائب الشاطئ لهذا الصيف

GMT 10:16 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يزهر الخريف

GMT 09:39 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

الفرق بين العطور الصيفية والشتوية

GMT 21:14 2021 الأربعاء ,02 حزيران / يونيو

هواوي تطلق رسميا نظام HarmonyOS لـ 100 مليون جهاز الليلة

GMT 09:33 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج القوس

GMT 22:33 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

أول إعلان رسمي من إدارة بايدن بشأن سد النهضة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon