موسكو - أ.ف.ب
بحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراءات مشتركة ممكنة لتسوية الأزمة في سورية في إطار من المساعي الدبلوماسية الدولية المكثفة الهادفة لوقف هذا النزاع.
وتاتي زيارة كاميرون الى سوتشي على ضفاف البحر الاسود بعد ثلاثة ايام على اتفاق موسكو وواشنطن على السعي للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ اكثر من سنتين في هذا البلد الذي اوقع اكثر من 70 الف قتيل بحسب الامم المتحدة.
وسيلتقي رئيس الوزراء البريطاني الاثنين الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض. وكاميرون يقوم بزيارته الاولى الى روسيا منذ عودة بوتين الى الكرملين في ايار/مايو 2012، وذلك بعد ايام من لقاء روسي اميركي دعا الى عقد مؤتمر دولي حول سورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.
وفي ختام محادثاته مع كاميرون، اعلن بوتين انه بحث مع ضيفه "خيارات ممكنة" لحل الازمة.
وقال بوتين "بمبادرة من رئيس الوزراء ناقشنا خيارات ممكنة لاحراز تطور ايجابي في الوضع (في سورية) واجراءات ملموسة بهذا الخصوص".
واضاف "لدينا مصلحة مشتركة في انهاء العنف سريعا واطلاق عملية الحل السلمي والحفاظ على وحدة اراضي سورية كدولة ذات سيادة".
وصرح كاميرون من جهته انه بالرغم من الاختلاف في وجهات النظر بين بلاده وروسيا حيال حل الازمة في سورية فالبلدان يسعيان الى الهدف نفسه اي وقف النزاع والقضاء على التطرف في البلاد.
كما رحب باقتراح تنظيم مؤتمر دولي للتوصل الى حل سياسي يتماشى مع اتفاق ابرم في جنيف في 30 حزيران/يونيو 2012 بين القوى الكبرى وتوافقت عليه موسكو وواشنطن الثلاثاء.
وقال كاميرون في تصريحات ترجمتها الى الروسية وكالة ريا نوفوستي ان "بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة يجب ان تتعاون لاقامة حكومة انتقالية في سورية".
واتفاق جنيف لا يحدد مصير الرئيس السوري بشار الاسد فيما تواصل المعارضة السورية الاصرار على اعتبار رحيله عن السلطة شرطا مسبقا لاي محادثات.
والجمعة اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وارسو ان موسكو في اخر مراحل تسليم صواريخها للدفاع الجوي الى سورية.
وصرح امام الصحافيين ان "روسيا تبيع (الصواريخ) منذ فترة طويلة. لقد وقعت العقود وهي في اخر مراحل عمليات التسليم عملا بالعقود المبرمة. ولا يحظر ذلك اي اتفاق دولي". واضاف وزير الخارجية الروسي "انه سلاح دفاعي حتى تتمكن سورية البلد المستورد من الدفاع عن نفسها ضد الغارات الجوية".
من جهته طالب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي خلال المؤتمر الصحافي نفسه بوقف تسليم الاسلحة لسورية.
وقال "اننا مقتنعون بان تسليمات الاسلحة الدولية الى سورية يجب ان تتوقف وانه علينا القيام بكل شيء لاعطاء فرصة للحل السياسي" وذلك في ختام لقاء ثلاثي لوزراء خارجية بولندا وروسيا والمانيا.
وفي جنيف دعت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الجمعة الى تحرك دولي طارىء لوقف اراقة الدماء في سورية بعد افادات عن مجازر ارتكبتها قوات النظام السوري وحلفاؤها في مدينة بانياس.
وعبرت من جانب اخر عن ارتياحها للمبادرة الروسية-الاميركية حول عقد مؤتمر دولي.
في عمان، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان لدى بلاده مؤشرات الى استخدام سلاح كيميائي في سورية، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني
وقال اوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره الاردني ناصر جودة في عمان ان "هناك ادعاءات تتعلق باستخدام السلاح الكيميائي في سورية اخذناها بجدية ونقوم بفحوصات لبعض المصابين ولدينا مؤشرات الى ان السلاح الكيميائي تم استخدامه".
واضاف ان "استخدام السلاح الكيميائي هو جريمة ضد الانسانية"، مشيرا الى "ادعاءات محددة بان المعارضة السورية استخدمت سلاحا كيميائيا".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان صرح في مقابلة مع قناة ان بي سي نيوز الاميركية بثت مساء الخميس ان سورية استخدمت اسلحة كيميائية.
وقال اردوغان "من الواضح ان النظام (السوري) استخدم اسلحة كيميائية وصواريخ" من دون تقديم تفاصيل اضافية حول مكان او تاريخ استخدام هذه الاسلحة.
ميدانيا، ألقت القوات النظامية السورية مناشير تحذيرية لسكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص (وسط) بوجوب مغادرتها محذرة من هجوم وشيك في حال عدم استسلام المقاتلين، وهو ما نفاه ناشطون معارضون مؤكدين عدم وجود ممر آمن للمغادرة.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الجمعة ان "منشورات القيت فوق القصير تدعو السكان الى مغادرة المدينة، وفيها خارطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلاءها، لان الهجوم على المدينة بات قريبا في حال لم يستسلم المسلحون".
وتحقق القوات النظامية مدعومة من اللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من حزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس بشار الاسد، تقدما في مجمل ريف القصير وصولا الى المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ اكثر من عام.
وتواصلت الجمعة اعمال العنف في مناطق سورية عدة. وفي بلدة حلفايا في محافظة حماة، افاد المرصد عن "توثيق أسماء خمسة شهداء سقطوا بينهم سيدة وطفل، نتيجة القصف من قبل القوات النظامية".
وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس عن "انباء عن سقوط 16 قتيلا بسبب القصف".
من جهتها، افادت "الهيئة العامة للثورة السورية" عن "قصف مكثف ومستمر" على البلدة، مشيرة الى "حركة نزوح كبيرة تشهدها البلدة جراء القصف وتخوف الاهالي من اقتحامها من قبل قوات النظام".
وكان المرصد افاد في وقت سابق الجمعة عن مقتل ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة في قصف على حي الوعر في مدينة حمص وسط البلاد.
وادت اعمال العنف الجمعة الى مقتل 46 شخصا، بحسب حصيلة اولية للمرصد.
وتظاهر سوريون الجمعة في مختلف انحاء البلاد للتنديد بصمت المجموعة الدولية حيال الجرائم التي ترتكب.
وفي حماة (وسط) رفع المتظاهرون لافتات تندد ب"المجازر" التي ارتكبت في بانياس منتقدين في الوقت نفسه الرئيس الاسد والامين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ورفع المتظاهرون لافتة كتب عليها "الصمت العالمي ومجازر النظام الخطر الاكبر على سورية".
كما رفع مشاركون في التظاهرات يافطات كتب عليها "بشار وحزب الشيطان انتم كالارانب في الجولان" في اشارة الى اعلان نصر الله وقوفه الى "جانب المقاومة في سورية (...) من اجل تحرير الجولان السوري".
من جانب اخر افاد احد قادة المقاتلين السوريين المعارضين وكالة فرانس برس الجمعة انه التقى السفير الاميركي في سورية روبرت فورد الذي غادر دمشق العام 2011 على معبر حدودي مع تركيا تسيطر عليه المعارضة السورية الخميس.
وقال العقيد عبد الجبار العكيدي الذي يرأس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب (شمال) "زار السفير روبرت فورد معبر باب السلامة مرافقا مساعدات اميركية هي عبارة عن وجبات غذائية وحقائب طبية". واضاف "دخلنا الى المعبر وشربنا فنجانا من القهوة سويا".
ويأتي اللقاء البريطاني الروسي وسط سلسلة من التحركات الدبلوماسية الدولية للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، وادى الى مقتل اكثر من 70 الف شخص.
وعقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري سلسلة من اللقاءات خلال الايام الثلاثة الماضية، خصصت في غالبيتها لبحث الموضوع السوري، ابرزها في موسكو الثلاثاء حيث التقى الرئيس بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
واعلن كيري ولافروف في مؤتمر صحافي اثر المحادثات، اتفاقهما على الدعوة الى مؤتمر دولي حول سورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة، للتوصل الى حل يقوم على اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012.
ويدعو الاتفاق الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة في سورية، من دون التطرق الى مصير الرئيس الاسد. ورحبت دمشق بهذا التقارب الروسي الاميركي، في حين شددت المعارضة على ان اي حل سياسي يجب ان يبدأ برحيل رأس النظام الذي تنتهي ولايته الحالية في العام 2014.
واكد كيري من روما الخميس ان الاسد "لن يكون مشاركا" في الحكومة الانتقالية.
من جهة اخرى، اعربت الفيليبين عن رغبتها في سحب جنودها العاملين ضمن قوات فض الاشتباك في هضبة الجولان السورية التي تحتل اسرائيل اجزاء منها، وذلك اثر احتجاز مجموعة مقاتلة اربعة منهم ظهروا في شريط مصور.
واحتجزت مجموعة سورية مقاتلة تقدم نفسها باسم "لواء شهداء اليرموك" الثلاثاء اربعة عناصر فيلبينيين من موقع مراقبة في هضبة الجولان، بعد شهرين من خطف 21 عنصرا فيلبينيا آخرين من المنطقة نفسها، اطلقوا بعد ثلاثة ايام.
وبثت المجموعة شريطا مصورا على شبكة الانترنت مدته 26 ثانية، يظهر شخصا ملتحيا يتلو بيانا مكتوبا وسط العناصر الجالسين بزيهم العسكري الى كراسيهم.
أرسل تعليقك