بيشاور - أ ف ب
قتل زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود في ضربة لطائرة اميركية بدون طيار الجمعة في شمال غرب باكستان كما قالت مصادر متطابقة ما يشكل ضربة كبرى لهذه الحركة.وقال مسؤولون امنيون ان الطائرة اطلقت صاروخين على سيارة في مجمع قرب ميرانشاه، ابرز بلدات منطقة شمال وزيرستان القبلية التي تعتبر معقلا لمسلحي طالبان والقاعدة.وقال مسؤول امني كبير في بيشاور لوكالة فرانس برس "لقد قتل حكيم الله محسود" بضربة من طائرة اميركية بدون طيار اوقعت اربعة قتلى الجمعة.واكد ثلاثة مسؤولي استخبارات في ميرانشاه مقتل حكيم الله محسود فيما قال مصدر كبير في طالبان ان محسود قتل في الضربة مع مرافقه وسائقه وعمه.وياتي مقتل محسود بعد اسبوع على طلب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف من الرئيس الاميركي باراك اوباما وقف الضربات من طائرات بدون طيار، خلال لقائهما في واشنطن.ووقع الهجوم في منطقة داندي دارباخيل على بعد خمسة كلم شمال ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان.كما يأتي مقتل محسود غداة مقتل ثلاثة متمردين في ضربة اخرى بطائرة بدون طيار استهدفت ايضا مجمعا للمسلحين قرب ميرانشاه.وكانت الولايات المتحدة اتهمت محسود بالارهاب بعد مقتل سبعة اميركيين في هجوم انتحاري في قاعدة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في افغانستان في كانون الاول/ديسمبر، في اعنف هجوم على الوكالة منذ العام 1983.كما رصدت واشنطن مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لكل من يقدم معلومات عن مكانه وادرجت حركة طالبان الباكستانية على لائحة المنظمات الارهابية الاجنبية.وقد تولى حكيم الله محسود قيادة طالبان الباكستانية في اب/اغسطس 2009 بعد مقتل بيعة الله محسود قائد الحركة التي تاسست في 2007 بهدف اطلاق "الجهاد" ضد حكومة اسلام اباد المتحالفة مع الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب.وتعتبر شمال وزيرستان احدى سبع مناطق تحظى بشبه حكم ذاتي في الناطق القبلية في باكستان.وتعتبر واشنطن ان هذه المناطق تشكل ملاذا لمسلحي طالبان والقاعدة الذين يخططون لهجمات في الغرب وفي افغانستان.ومنذ العام 2004 كثفت الولايات المتحدة غاراتها بالطائرات بدون طيار في المناطق القبلية شمال غرب باكستان التي اوقعت اكثر من 2200 قتيل بينهم مدنيون بحسب منظمات عدة.واعلنت وزارة الدفاع الباكستانية الاربعاء ان 317 ضربة اميركية من طائرات بدون طيار على المناطق القبلية ادت الى مقتل 67 مدنيا و2160 متمردا في باكستان منذ العام 2008. لكن منظمات عدة اعطت تقديرات اعلى عن القتلى المدنيين في هذه الضربات في المنطقة.وتعتبر واشنطن ان هذه الهجمات هي احد الاسلحة الاكثر فاعلية ضد المتمردين الاسلاميين من طالبان وحلفائهم في القاعدة الذين يقاتلون خصوصا القوات الاميركية في افغانستان المجاورة.لكن معارضي تلك الهجمات يرون انها غير قانونية وتؤدي الى قتل مدنيين ابرياء وتاتي بنتائج معاكسة لانها تساهم في تاجيج عدم الاستقرار في المناطق التي تستهدفها وتغذي الشعور المعادي للاميركيين لدى السكان المحليين.وتعتبر باكستان رسميا ان هذه الضربات "تاتي بنتائج عكسية" وانها تمس "بسيادتها الوطنية" لكنها اعطت بشكل شبه رسمي موافقتها على ضربات عدة بحسب ما اظهرت وثائق كشفتها الصحافة الاميركية ومسؤولون باكستانيون.وقد قتل نائب محسود ولي الرحمن في ضربة بطائرة اميركية بدون طيار في شمال وزيرستان في ايار/مايو بعد اسابيع على فوز شريف في الانتخابات العامة بعدما تعهد بالسعي لاجراء محادثات مع طالبان.وتريد حكومة شريف ان تبدأ محادثات سلام مع حركة طالبان الباكستانية لانهاء نزاعها المستمر منذ ست سنوات ضد حكومة باكستان والذي خلف الاف القتلى.والشهر الماضي حصل شريف على دعم ابرز الاحزاب السياسية لفتح حوار مع طالبان وكذلك من قائد الجيش.وقال مسؤولون الخميس ان "عملية الحوار" قد بدأت لكن بدون اجراء محادثات رسمية بعد.لكن شهيد الله شهيد المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية قال الجمعة لوكالة فرانس برس انه لم يتم الاتصال بعد بالحركة.
أرسل تعليقك