c ألمانيا تتجه نحو قانون لجوء أكثر تشددًا - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 06:32:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألمانيا تتجه نحو قانون لجوء أكثر تشددًا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ألمانيا تتجه نحو قانون لجوء أكثر تشددًا

أنغيلا ميركل وهورست زيهوفر
برلين ـ مصر اليوم

يخفي النزاع الحاد داخل معسكر المحافظين في ألمانيا حقيقة أن البلاد باتت تتجه نحو قانون لجوء أكثر تشددًا من أي وقت مضى، الأرضية المعتمدة للقانون المنتظر ستكون خطة من 63 نقطة طرحها وزير الداخلية من الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري (أحد قطبي التحالف المسيحي). وهي ذات الخطة التي أشعلت فتيل النزاع بين المستشارة أنغيلا ميركل ووزير داخليتها هورست زيهوفر.

ويدور الخلاف الجوهري بشأن مسألة إرجاع طالبي اللجوء على الحدود الألمانية والمسجلين في دول أخرى. ميركل ترفض هذه الخطة، وحصلت على دعم حزبها، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وعلى دعم جزء من حزب زيهوفر نفسه أيضًا.

وتنطلق المستشارة الألمانية من قناعة أنه لا بد من حلول أوروبية لأزمة اللاجئين، وأن التحرك من وجهة نظرية وطنية ضيقة ستزيد من تعقيدات المشهد الأوروبي الحالي، وحتى الآن لم يطلع على تفاصيل خطة زيهوفر إلا القلة من السياسيين في برلين وعلى رأسهم ميركل، بل حتى الصحافة الألمانية لم تحصل على نسخة منها. بينما وفي تصريحات عديدة يوضح زعماء الحزب البافاري أن الخطوط العريضة لهذه الخطة، تتضمن على سبيل المثال تقديم مساعدات عينية مقابل مساعدات مالية للاجئين، والإسراع في دراسة طلبات اللجوء، والعمل على توسيع رقعة البلدان المصنفة "آمنة" لتسهيل عملية ترحيل اللاجئين، وتأسيس مراكز المرساة كمراكز يتوجب على اللاجئين عدم تركها حتى الإقرار في طلباتهم للجوء.

ورغم هذا النزاع بين ميركل وزيهوفر والذي تصدر وبقوة المشهدين الإعلامي والسياسي في البلاد، يجب التذكير بأن ميركل وافقت "دون أي قيد أو شرط" على النقاط الـ62 لخطة زيهوفر، ما يعني أن الخلاف اقتصر على نقطة إعادة اللاجئين على الحدود فقط.

ويبدو أن محاولات رأب الصدع بين الحزب الأكبر وشقيقه الأصغر، أسفرت عن  شبه توافق يقضي بإعادة اللاجئين من على الحدود الألمانية الصادرة بحقهم قرارات الحظر لدخول البلاد. وهو ما جعل زيهوفر يبدو سعيداً أثناء المؤتمر الصحافي المشترك مع ميركل يوم أمس الاثنين (18 حزيران/ يونيو 2018)، رغم أنه كان يود الحصول على موافقة كاملة من قبل رئيسته لكي يعلن عن خطته الأسبوع المقبل

ولم يستفد في نهاية الأمر سوى حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي والمناهض للاجئين والإسلام، إذ كشفت أحدث نتائج استطلاعات الرأي أن الوضع المتأزم تسبب في تراجع شعبية التحالف المسيحي بمقدار أربع نقاط مئوية، لتصل إلى 30 بالمائة. وهذه هي أدنى نسبة حصل عليها التحالف منذ الانتخابات البرلمانية في أيلول/ سبتمبر الماضي عندما وصلت إلى 33 بالمائة.

في المقابل، ارتفعت شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى جانب حزب الخضر بمقدار نقطتين مئويتين لكل منهما.

قضية أن أزمة اللاجئين لا يمكن حلها سوى في إطار أوروبي شامل، حقيقة يدركها زيهوفر أيضاً. فألمانيا لا تحدها دولة من خارج دول الاتحاد الأوروبي. والمهاجرون يصلون أراضيها في الغالب عبر ما يطلق عليه دول ثالثة. غير أن الحل الأوروبي لأزمة الهجرة واللاجئين لا يزال بعيد المنال، ومشروع التوزيع العادل للاجئين والمهاجرين يصطدم بصخرة الحسابات الوطنية الضيقة للدول الأعضاء، وهذا ما تعنيه ميركل عندما تحذر من الخطر الذي يواجه مشروع أوروبا.
القمة الأوروبية
ويتساءل العديدون في برلين لماذا احتدم الصراع بين المحافظين، في حين أنه وبعد أسبوعين فقط ستنعقد أزمة أوروبية من المنتظر أن تفضي إلى حلول تمّ انتظارها منذ ثلاث سنوات على الأقل. 

لكن، ماذا إذا خرجت القمة الأوروبية خالية الوفاض؟ وكيف ستنعكس على الوضع الألماني الداخلي؟ في هذه الحالة، فإن زيهوفر يشدد أنه سوف يستخدم صلاحياته الوزارية لفرض النقطة 63 والأخيرة.

غير أن هكذا تحرك سيجبر ميركل على استخدام الفيتو بموجب صلاحياتها العليا كمستشارة، ما سيعني نهاية المسار السياسي لميركل وزيهوفر على حد سواء من جهة، وسيشكل زلزالاً في برلين بعواقب مفتوحة لا أحد يمكنه ضبطها.

ومباشرة عقب المؤتمر الصحافي مع زيهوفر، توجهت ميركل لاستقبال رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبيه كونتي الذي يقود حكومة شعبوية تتبنى سياسة هجرة صارمة.وبعد لقاء كونتي ستقوم ميركل بزيارة إلى فرنسا، تدخل ضمن الماراثون الصعب الذي بات عليها أن تقطع أمياله حالياً في سبيل البحث عن حلفاء يسعون مثلها إلى حل أوروبي لهذه المعضلة. وإذا نجحت في ذلك فإنها ستقوي في الوقت ذاته موقفها على المستوى الداخلي.

وعدت ميركل إيطاليا في دعم جهودها لخفض عدد المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئها، موضحة "نريد دعم إيطاليا في دعوتها إلى التضامن ونأمل أن تلقى ألمانيا أيضاً تفهماً فيما يتعلق بالتضامن في أوروبا بخصوص قضايا اللجوء والهجرة".في المقابل، تلقت ميركل إشارات طيبة من الجانب الإيطالي، إذ أعرب كونتي أن "ألمانيا مدركة" للمطالب الإيطالية.

وأضاف أن بلاده تريد تعديل قواعد تنظيم اللجوء في الاتحاد الأوروبي من أجل "مفهوم جديد أكثر تناغماً، بحيث يكون من تطأ قدمه إيطاليا يكون قد وطأت قدمه أوروبا".

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا تتجه نحو قانون لجوء أكثر تشددًا ألمانيا تتجه نحو قانون لجوء أكثر تشددًا



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon