واشنطن ـ وكالات
يصادف الاثنين ذكرى رحيل الرئيس السادس عشر لأميركا، الذي لملم الولايات المتشرذمة وأعادها الى الحكم المركزي بقوة السلاح، وتم تجسيد تفاصيل نضاله لتحرير العبيد، وتمت استعارة الحرب الأهلية الأميركية في فيلم حمل اسمه وحصد جائزة أوسكار في هذا العام .
تمكن رئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق ابراهام لينكولن، من السيطرة على جميع التحديات التي خبأها له القدر، في أكثر الفترات حساسية من تاريخ الولايات المتحدة في منتصف القرن التاسع عشر.
ولد ابراهام لينكولن في عام 1809 بولاية كنتاكي، وكان والداه مزارعين ميسورين، وعلى الرغم من أنه حصل على أقل من عام واحد من التعليم الرسمي، إلا أنه أصبح كاتباً ماهراً من خلال قراءة الكتاب المقدس وغيرها من كلاسيكيات الإنجليزية. ومارس مهنة القانون في ولاية إيلينوي وخدم في الجمعية العامة لإلينوي ثم انتخب عضواً في مجلس النواب الأميركي.
تزوج لينكولن عدة مرات، الى أن وجد الاستقرار الأسري مع ماري تود عام 1842، وأنجبا أربعة أبناء والتي استمر زواجه بها طيلة فترة اعتلائه للمنصب الرئاسي وصولاً يوم اغتياله.
وفاز لينكولن في الانتخابات الرئاسية بعام 1860 في أجواء من تفاقم الخلاف بين ولايات الشمال والجنوب، وبين مناهضي الرق ومؤيديه، وكان بذلك أول رئيس للولايات المتحدة من الحزب الجمهوري، الذي لا يزال يلقب بـ"حزب لينكون" إلى اليوم.
ويتطرق فيلم "لينكولن" لأكثر الفترات حساسية في تاريخ الولايات المتحدة، والذي حصد جائزة أوسكار في هذا العام بعد أن كان مرشحاً لنيل 12 منها، وهي حكاية القضاء على العبودية في الولايات المتحدة، ملقياً الضوء على تفاصيل ما حدث داخل أروقة البيت الأبيض، والصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تمرير إضافة المادة الثالثة عشر في الدستور الأمريكي، والتي تنص على إنهاء العبودية بكافة أشكالها بالولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة في تلك الفترة مقسمة بين ولايات شمالية، قد منعت الرق منذ أوائل القرن التاسع عشر، واتجهت إلى الاقتصاد الصناعي، وولايات جنوبية يقوم اقتصادها على الزراعة المكثفة، وتعتمد في ذلك على عدد كبير من العمالة المستعبدة ذات الأصول الإفريقية. ولأن الولايات المتحدة كانت قد منعت استيراد العبيد الجدد منذ عام 1808، فقد حرص سكان الولايات الجنوبية البيض على إبقاء نسل عبيدهم في الرق بشكل أبدي.
وسعى الرئيس الأميركي الجمهوري أبراهام لينكولن للضغط على أعضاء الكونغرس من أجل الموافقة على تعديل دستوري يضمن إلغاء العبودية للأبد أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وبالتحديد لعام 1860. وعلى أعقاب ذلك أعلنت سبع ولايات جنوبية الاستقلال، وتشكيل اتحاد منفصل عن الولايات المتحدة تحت اسم الولايات الكونفدرالية (وكانت من بينها ولاية ميسيسبي)، وأجبر الانفصال لينكولن على إعلان الحرب على الولايات المتمردة فنشبت الحرب الأهلية.
وكان لينكون يميل إلى اتخاذ سياسة مرنة ومتسامحة نسبياً مع الولايات المهزومة، وعلى الرغم من سعيه ونضاله للقضاء على العبودية، الا أنه لم يكن مؤمناً بالمساواة بين الأعراق، ولعل ثورة القبيلة الهندية "السو" أفضل مثال على ذلك، فقد تم القضاء عليها وإعدام ما يقارب الثلاثمائة من الثوار بعد توقيع لينكولن على قرار الإعدام.
وفي 14 ابريل من عام 1865 حضر ابراهام لينكولن مسرحية في ماريلاند مع زوجته، بعد خمسة أيام على انتهاء الحرب الأهلية، تسلل خلالها أحد الممثلين واسمه جون ويلكس بوت الى الشرفة الرئاسية، وقام باغتيال أبراهام لينكولن برصاصة أصابت رأسه فتوفي في اليوم التالي، ليذكره التاريخ كأحد أعظم رؤساء الولايات المتحدة.
وتم تكريم ذكراه بنصب تذكاري مؤلف من 36 عمود (ما يعادل عدد الولايات الأمريكية في عهده) ويتضمن تمثالاً ضخماً يجسد لينكولن في وضعية الجلوس، ونقش في أسفله كلمات من خطاباته، ويقع بمواجهة مقر الكونغرس. كما أطلق اسمه على الشوارع و المؤسسات التعليمية وحاملة طائرات حربية وماركة سيارات، كما تم نحت وجهه على سفح جبل راشمور بولاية داكوتا الجنوبية ليجاور الرؤساء جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وثيودور روزفلت.
أرسل تعليقك