تبادلت إدارة إحدى شركات المياه الغازية الشهيرة الاتهامات مع العاملين
بشأن أزمة إغلاق المصنع في محافظة سوهاج، وسط محاولة المسؤولين حل الأزمة
دون جدوى.
وكانت بداية الأزمة بطلب إدارة المصنع من العاملين الحضور إلى نادي
القضاة لتوجيه رسالة لهم من رئيس مجلس إدارة الشركة وبحضور العاملين،
وأرسلت إليهم رسالة عبر البريد الإلكتروني قرأها مدير المصنع في سوهاج
تفيد بصدور قرار من الشركة بإغلاق فرع محافظة سوهاج، الذي يمد كافة
محافظات الجنوب بالمنتج الشهير.
وأفادت الرسالة بأنَّ القرار جاء عقب خسائر الفرع وعدم مقدرة الشركة على
تحمُّل المزيد من الخسائر، مما أثار غضب العاملين في المصنع وقرَّروا رفض
تنفيذ القرار والاحتجاج عليه حتى تتراجع الإدارة عن ذلك.
كما قرَّر العمال الاحتجاج أمام المصنع رافعين لافتات مدون عليها "لا
لإغلاق المصنع" و"الخسائر كذبة كبيرة"، أي أن ادّعاء الشركة بأنَّ الفرع
يخسر هو ادّعاء غير صحيح.
وناشد العاملون الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل لمنع تشريد أسرهم بعد
إغلاق المصنع وطردهم ما يغلق أمامهم باب الرزق ولقمة العيش.
والتقى "مصر اليوم" بالعاملين في المصنع، وأكدوا أنهم لن يسمحوا بتنفيذ
القرار أو سحب الماكينات.
وأشار أحد العمال ويدعى أشرف البدري أنه يحضر يوميًا إلى المصنع في أوقات
عمله ويظلّ واقفًا مع زملائه نظرًا لإغلاق الأبواب، مؤكدًا أنهم لن
ينصرفوا إلا بعد فتح المصنع، مضيفًا أنَّ الإدارة منحتهم إجازة بحجة
تظاهرات الإخوان المسلمين وعقب انتهاء التظاهرات رفضت الشركة عودتهم
وطلبت منهم عدم العودة إلا حين الاتصال بهم، ومنذ ذلك الحين لم يذهبوا
إلى العمل، إلى أنَّ فوجئوا بقرار إغلاقه برسالة رئيس مجلس الإدارة
البريدية.
كما نفى البدري قيامهم بقطع الطريق كما أذيع، قائلاً: "نحن لسنا بلطجية
حتى نقطع الطرق أو نؤذي أحد، نحن أصحاب حق ونطالب به بسلمية"، وأكد على
أنَّ الشركة لا تخسر كما ادّعت ودليل على ذلك حضور ممثل الشركة وعقد
برتوكول مع محافظ سوهاج لتمويل مشاريع تنموية في المحافظة باسم الفرع.
ومن ناحية أخرى، حاولت إدارة الشركة تهدئة العمال الغاضبين فأرسلت لهم
قرار منحهم "معاش مبكر"، إلا أنَّ ذلك لم يرضِ العمال جميعًا؛ حيث أنَّ
أغلبهم في عُمر الشباب ولا يرضي طموحاتهم تلك المعاشات التي تمنح دون
عمل، في حين أسعد القرار العمال الذين يتجاوز عمرهم الـ50 عامًا.
وحضر وكيل وزارة القوى العاملة إلى المصنع ووعد العاملين بإيجاد حلول دون
أنَّ تظهر بعد أيّة نتائج، فيما أشارت مصادر إلى أنَّ أجهزة أمنية من
مديرية أمن سوهاج تحاول إيجاد حلول للأمر لتفادي احتجاجات العمال، ورفض
تنفيذ القرار.
وكانت شركة المياه الغازية الشهيرة قد أرسلت الأسبوع الماضي المدير العام
لها على مستوى شرق أفريقيا، أحمد الشيخ، إلى محافظة سوهاج؛ لتوقيع
برتوكول تعاون يشمل تمويل مشاريع خدمية في المحافظة بتكلفة 4 ملايين و950
ألف جنيه.
والمشاريع عبارة عن إنارة القرى الفقيرة بالطاقة الشمسية وترميم وصيانة
المدارس، ويأتي ذلك وسط غموض شديد وتساؤلات عن كيفية قيام الشركة بتمويل
مشاريع في محافظات سوهاج، بالتزامن مع إغلاق فرعها في المحافظة.
كما أعلن المدير العام للشركة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقب توقيع
بروتوكول أنه سيتم خلال الفترة المقبلة البدء في المزيد من المشاريع
داخل المحافظة لخدمة المواطن السوهاجي، ثم جاء قرار إغلاق المصنع وطرد
177 عامل سوهاج.
وفي السياق ذاته، يشير العاملون في المصنع إلى أنَّ حضور المدير العام
للشركة إلى محافظة سوهاج دون زيارة المصنع أثار قلقهم، ولكنهم اعتبروا
ذلك ليس مهمًا بقدر المشاريع المقترحة.
أرسل تعليقك