عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى سياسية الانتقام من المدنيين العزّل في غزّة، عقب تجدّد عدوانه على القطاع، منذ مساء الثلاثاء الماضي.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الخميس، أنَّ "الجيش الإسرائيلي ومنذ انتهاء التهدئة، الثلاثاء، وفشل التوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية، يمارس سياسة انتقام من المدنيين، حيث ارتكب 3 عمليات قتل جماعي في حق السكان المدنيين في قطاع غزة، ليصل عدد حالات القتل الجماعي التي وثّقها فريق الأورومتوسطي منذ بدء الحرب على غزة إلى 90 حالة على الأقل".
وأوضحت الباحث القانوني في الأورومتوسطي حنان خبيص، من العاصمة الأردنية عمان، في بيان صدر عن المرصد، أنَّ "الطائرات الإسرائيلية (F16) قامت، فجر الأربعاء، باستهداف منزل يعود لعائلة اللوح، وسط دير البلح، بصاروخ، وذلك أثناء تواجد أفراد العائلة فيه، ما أدى إلى مقتل 8 أفراد، وهم صاحب المنزل رأفت مصطفى اللوح (35 عامًا) وزوجته نبيلة اللوح (32 عامًا) وجنينها، وأطفالهم الثلاثة (مصطفى، ميسرة، فرح)، إضافة إلى أحمد ومحمد مصطفى اللوح، وهما شقيقا صاحب المنزل، فيما أصيب ثمانية آخرون، وتضررت العديد من المنازل المجاورة، بينما يؤكّد جيران البيت المستهدف أن الاستهداف كان دون سابق إنذار، كما أنهم لم يلاحظوا أيّة عمليات عسكرية سبقت الاستهداف".
وأضاف الأورومتوسطي، الكائن مقره في جنيف، أنَّ "الطائرات الإسرائيلية (F16) كانت قد استهدفت أيضًا منزلاً مكونًا من 3 طوابق في حي الشيخ رضوان غرب غزة، يعود لعائلة الدلو، بـ 5 صواريخ، ما أدى إلى مقتل 5 أفراد، وهم السيدة وفاء حسين الدلو (48 عامًا) وابنيها مصطفى (14 عامًا) وأحمد (20 عامًا)، إضافة إلى السيدة وداد عصفورة وابنها الرضيع علي الضيف (8 أشهر)، فيما أصيب 62 آخرون، معظمهم من الأطفال والنساء، ووصل الدمار إلى منطقة واسعة وشمل 25 منزلاً تضررت إما كليًا أو جزئيًا، كما تمّ تدمير 6 حافلات نقل كبيرة تعود لشركة (أبو علبة للنقل والمواصلات) كانت مصطفة في المكان".
وبيّن الأورومتوسطي أنّ "شهود عيان تواجدوا في المنطقة لحظة الاستهداف وأشاروا إلى أنّ الطائرات الإسرائيلية عادت لاستهداف المكان مرة أخرى، أثناء عملية انتشال الجثث، وهو ما أدى إلى هذا العدد الكبير من الإصابات".
وحذّر الأورومتوسطي من استمرار إسرائيل باستهدافها الواسع للمدنيين والانتقام منهم، مؤكدًا أنّه "ما من مبرر لهذا العمل الوحشي"، ومعتبرًا أنّ "هذه السياسة تمثل ضربًا من ضروب العقوبة الجماعية للفلسطينيين، الذين يعيشون في قطاع غزة، وهو ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، لا سيما المادة 33 من اتفاق جنيف الرابع".
إلى ذلك، نشر المرصد الأورومتوسطي إحصائية مبدئية لحصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ الثلاثاء، مع تجدد الهجمة الإسرائيلية على غزة بعد فشل مفاوضات التهدئة.
وأشار إلى أنّ "23 فلسطينيًا قتلوا، بينهم 8 أطفال وثلاثة نساء، نتيجة غارات إسرائيلية على القطاع، وبهذا يرتفع عدد الضحايا الإجمالي إلى 2043 شهيدًا، بينهم 533 طفلاً و293 امرأة".
وأضاف "أما عدد الجرحى منذ مساء الثلاثاء، فبلغ 127 جريحاً؛ تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 37 طفلاً، و16 امرأة وبهذا يرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم إلى 10221 جريحاً، منهم 3103 طفلاً و2014 امرأة. وأشار المرصد إلى أن ثلث الأطفال الجرحى الذين تجاوز عددهم 3 آلاف جريح سيعانون من إعاقة دائمة".
وتابع "نفّذ الجيش الإسرائيلي منذ مساء الثلاثاء 180 هجمة؛ منها 140 هجمة صاروخية و9 قذيفة من سلاح البحرية، و31 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع عدد الهجمات التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 59731 هجمة، منها 7498 هجوم صاروخي، 15652 قذيفة من البحرية، 36581 قذيفة مدفعية".
وأردف "واصلت القوات الإسرائيلية استهداف المنازل والمنشآت المدنية، ودمّر منذ تجددت الهجمة 85 منزلاً، 19 منزلاً منها دمرت بصورة كاملو، و66 أخرى دمرت جزئيًا، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الهجمة إلى 14649، 2108 منها كليًا، و12541 جزئيًا".
وتطرق المرصد إلى "تضرّر مسجدين منذ تجدّد القصف مساء الثلاثاء، جزئيًا، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم إلى 141 مسجدًا، دُمّر 48 منها كليًا"، مشيرًا إلى أنَّ "القوات الإسرائيلية استهدفت مقبرتين إسلاميتين، ما تسبب بتضررهما، ليرتفع بذلك عدد المقابر المستهدفة منذ بدأ الهجمة إلى 15 مقبرة، إحداها مسيحية".
واستطرد "استهدفت القوات الإسرائيلية مع تجدد الهجمة سيارة إسعاف، ما أدى لإصابة 4 من المسعفين، ويرتفع بذلك عدد سيارات الإسعاف المستهدفة إلى 16، والمصابين من الطواقم الطبية إلى 42 مصابًا".
وقدّر الأورومتوسطي الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع بـ3 مليارات و275 مليون دولار، نتيجة استهداف 324 مصلحة تجارية وصناعية وقصف المنازل ومحطات المياه ومعالجة المياه العادمة، والمقارّ الحكومية، والمدارس، وقوارب الصيادين، ومحطات ومحولات الكهرباء، والمراكز الصحية، والطرق وخطوط المياه والكهرباء، والأراضي الزراعية، والمؤسسات الأهلية، والمساجد والكنائس والقبور.
ولفت المرصد إلى أنّه "حسب برنامج الغذاء العالمي فإن نحو 170 ألف دونم من الأراضي الزراعية في قطاع غزة أصيبت بالأضرار، جراء القصف الإسرائيلي".
وأكّد المرصد أنّه "مع تجدّد الهجمات نزح قرابة 70 ألف مواطن من جديد من بيوتهم، بعد أن عاد جزء منهم إليها خلال فترات التهدئة، وبذلك يقترب عدد المشردين من بيوتهم منذ بدأ الهجوم على غزة من نحو نصف مليون فلسطيني (420,440)".
أرسل تعليقك