توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شرق بوركينا فاسو يقع في يد المُسلحين المدعومين من المتطرفين الأفريقيين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شرق بوركينا فاسو يقع في يد المُسلحين المدعومين من المتطرفين الأفريقيين

مدينة بارتيبوفو
بارتيبوفو ـ سليم الحلو

يفحص الرجال الحاملين لسلاح "الكلاشينكوف" في بارتيبوفو، البطاقة الشخصية لأي شخص غريب يصل إلى المدينة، ولكن في البداية يفحصون جبهته، باحثين عن البقعة التي تركتها قبعته، وإذا وجدوها، حينها يعرفون أنه جندي وبالتالي هو جاسوس عدو، وكما هو الحال في شرق بوركينا فاسو، لا تسيطر الحكومة على ما يحدث في بارتيبوفو، ولكن يسيطر المسلحون المحليون المدعومين من المتطرفين الأفريقيين.

وقال أحد المواطنين: "إنهم يسيطرون على المنطقة كاملة، يمتلك الرجال دراجات نارية ويقودنها حول المدينة حاملين البندقيات، لقد لغموا كل المنطقة، وفي حال أتى الجيش، يطلبون من الناس مهاجمته، ولذا لا يحاول الجيش حتى القدوم".

وتعتبر بوركينا فاسو بالنسبة لجيرانها في منطقة الساحل، حتى وقت قريب، واحدة من أكثر دول غرب أفريقيا التي تتمتع بالسلام والاعتدال، لكن على مدار العامين الماضيين، فقدت السلطات السيطرة على مناطق واسعة بسبب تمرد واسع الانتشار، حيث يقول الباحثون إن الصراع قد تصاعد بشكل كبير، فخلال الأشهر الخمسة الماضية، ارتفع عدد القتلى المدنيين بنسبة 7000 ٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

أقرأ أيضًا:

مسؤول أميركي يُحذِّر مِن التدهور السريع للأمن في بوركينا فاسو

ووصفت الجماعات المسلحة بأنها متطرفة، كما أن دعم جماعات متطرفة لهم أمر حقيقي، ولكن في الشرق، حيث يتصاعد القتال بسرعة، تتكون المجموعات من أشخاص عاديين من المدينة، يرفعون الأسلحة في وجه الحكومة الوحشية، والتي يرون أنها تسرق الأراضي والثروات المعدنية ولا تقدم لهم شيئًا في المقابل.

وتُهاجم الجماعات المسلحة، قوات الأمن والمدارس ورموز الدولة الأخرى، كما أنها تعدم جواسيس الحكومة المشتبه بهم، إذ قال وزير الاتصالات، ريميس داندغو: "إن الأيديولوجية هي تدمير الإدارة".

وفي البداية، بدا أن بوركينا فاسو قد هربت من مصير جارتها الشمالية، مالي، والتي تعرضت لهجمات المتشددين في عام 2012، حيث فقدت الحكومة السيطرة على مناطق واسعة، ولكن منذ بداية عام 2015، بدأت الهجمات على الحدود، بعد انتفاضة قادت إلى الإطاحة بالرئيس المتواجد في السلطة منذ فترة طويلة، بلاسي كومباورو، وفي نهاية عام 2016، أعلنت جماعة "أنصروا الإسلام"، مسؤوليتها عن مقتل 12 جنديًا في شمال إقليم ساحل، ومنذ ذلك الحين تزايدت الهجمات بشدة، وشملت المتشددين الأصوليين وجماعات القصاص الأهلية، إلى جانب المتطرفين الإسلاميين.

وكان هناك غضب دون عنف بدوافع متطرفة قبل عام 2018، في مركز تجارة الذهب الغني في الشرق، وفقًا للبيانات التي جمعها باحث بوركينا فاسو، ماهامودو سافادوغو، وقال: "أوقفت الحكومة أعمال التعدين للأشخاص واستخدمت أماكن الصيد التقليدية، وفي عامي 2016، و2017، لم تكن هجمات في الشرق كانت مجرد احتجاجات".

ولكن تغير الوضع فجأة، في بداية عام 2018، وبدأت الهجمات، وهرب المعلمون، وطرد الحراس من حديقة بارك الوطنية، وانتقل المسلحون، وزرعوا العبوات الناسفة في المناطق المحتلة.

ووقع الجزء الأكبر من الشرق، تحت قيادة العديد من القادة المحليين المتحالفين مع جماعة "أنصروا الإسلام"، والدولة الإسلامية في الساحل الكبير، وتنظيم القاعدة في مالي، يبدو أنه لا يوجد صراع بين الفصائل، فهم يستخدمون نفس الأساليب، مما يعني أن مدربيهم مشتركين.

ويتشدّد المسلحين في بارتيبوفو، تجاه أشياء بعينها دون أخرى، حيث قال أحد المواطنين: "في الساعة السادسة يجب على الجميع الذهاب إلى المسجد ثم العودة إلى المنزل"، واصفًا هذه الظروف بأنها مشابها لما يحدث في الرقة والموصل المنطقتين التي تسيطر عليهما داعش.

ووصلت حالة الطوارئ الإنسانية إلى معدل لم يسبق له مثيل، حيث يحتاج 1.2 مليون شخص للمساعدات، وقد هرب أكثر من 100 ألف شخص عبر البلاد، ومن قرروا البقاء يخشون القتل، ليس بالضرورة من قبل الجماعات المسلحة.

ووثقت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، في تقريرها الأخير، مقتل 40 شخصًا على يد الجماعات المسلحة الإسلامية في شمال إقليم الساحل منذ منتصف 2018، ولكن قوات الأمن في البلاد قتلت 3 أضعاف هذا العدد.

وقد يهمك أيضًا:

مقتل 10 من عناصر الدرك جراء هجوم مسلح شمال غربي بوركينا فاسو

مقتل 14 شخصًا بينهم جنود قرب الحدود المالية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرق بوركينا فاسو يقع في يد المُسلحين المدعومين من المتطرفين الأفريقيين شرق بوركينا فاسو يقع في يد المُسلحين المدعومين من المتطرفين الأفريقيين



GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon