توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسر تفترش الحدائق العامة والأرصفة في سورية بعد 8 سنوات من الحرب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أسر تفترش الحدائق العامة والأرصفة في سورية بعد 8 سنوات من الحرب

يفترشون الحدائق العامة والأرصفة في سورية
دمشق ـ نور خوام

مشاهد الذين يفترشون الأرصفة أو الحدائق العامة صارت من الملامح المألوفة والاعتيادية في سوريا التي تركت سنوات الحرب الثمانية ندوبا كثيرة على ملامحها، "أن أنام على فراش رقيق من الإسفنج، تحت سقف لا يخترقه المطر، صار حلما، شعرت أمس أنه صعب المنال" يقول أبو إبراهيم، وهو يصف ليلة الأمس التي فاجأه فيها المطر كغيره من "نزلاء الحدائق"، ونهض باحثا عن سقف يمضي ليلته تحته.

وقبل ساعات من المطر الغزيز الذي تساقط على دمشق، كانت أم أحمد القادمة من القامشلي لإجراء عملية في الغدة الدرقية تتحدث عن ليلتها الثامنة تحت سماء الحديقة المقابلة لمشفى المواساة، أحد أكثر مستشفيات سوريا شهرة واكتظاظا:
كانت وزوجها يفترشان بضع قطع قماش على الأرض، تغطيهما "بطانية" واحدة في ليلة باردة، تنذر بالمطر.


أقرأ أيضًا:

"سوريا الديموقراطية" تشكر روسيا لتجنيب الأكراد ويلات الحرب

وفي اليوم التالي تتحدث كيف باغتها المطر، ولم تجد كغيرها سوى الذهاب إلى المشفى، رغم أن الباب المفتوح لم يرد البرد عنها.
"بكيت"، تقول أم أحمد، بل كدت أختنق: ( صعب صعب كتير والله كأنك حطيت المشنقة بحلقي" ثم كلام زوجها أبو أحمد  يقول: بس إيش ما بي فَيْ، أو دروة وشقد تطول الأمور معانا ما حدا يعرف)

أسرة كاملة
أسرة محمود أيضا لا تعرف إلى متى ستبقى تحت السماء، أسرة كاملة لا سقف لها سوى أوراق شجرة: رجل مع أمه، وزوجته، وأخته المصابة بكسر في الحوض، واثنين من أبنائه.
غادروا البوكمال منذ سنوات، هو لا يتذكرها بالضبط، ومؤخرا غادروا منزلا كانوا يستأجرونه في جرمانا بعد أن رفع صاحب البيت السعر إلى نحو 90 ألف ليرة، ومن جديد عاد إلى الحديقة، وهناك وسط العاصمة يجلس مع العائلة، ينتظر موعدا حدده لهم المشفى للمراجعة، لمتابعة علاج أخته التي لا تستطيع الحراك:
( "والله صارلنا يجي 8 تيام هين)
لمحمود ولدان ليسا في المدرسة، أسأله عن الأكبر الذي تجاوز الثانية عشرة من عمره، دون أن يدخل المدرسة، يبتسم: "أنا ما أقدر أشتريله دفتر واحد"

فندق ليوم واحد
تختلف الأسباب وربما الأعداد، لكن الظاهرة تستمر، ومنذ أن بدأت الحدائق والأرصفة تستقبل نازحين من مناطق ومحافظات أخرى، صار يمكن أن تجد معالم حياة خاصة بـ "نزلاء الحدائق" في وسط دمشق (التي بقيت نسبيا بعيدة عن الدمار): أطفال يحاولون أن يألفوا الحياة، باعة الشاي والسندويش، باعة الأغطية، عروض الفنادق الرخيصة لكن الباهظة بالنسبة لهم.

إحدى المقيمات في الحديقة، اعتادت النوم في مكان آخر قريب حيث تنضم إلى زوجها الذي يحول "بسطة" تجارته الرخيصة، إلى فراش للنوم، كما اعتادت أن "تستأجر" غرفة في أحد الفنادق المجاورة كي تقضي يوما يكون الهدف الأساسي منه الاستحمام.
أجرة الليلة الواحدة في الفنادق المجاورة وسط العاصمة تتراوح بين ألفي ليرة، وحتى ثمانية آلاف، وهي مبالغ دون استطاعة معظم الذين يفترض أن تكون تلك الفنادق مخصصة لهم.

لهذا، وكي لا يقضي بعض أصحاب الفنادق أيامهم في "كش الذباب" كما قال أحد العاملين هناك، فإنهم يقدمون عروضا متباينة: تأجير غرف مشتركة، أو أسرة ضمن غرفة واحدة، بأسعار "رمزية"، لكنها لا تتدنى إلى ما دون الألفي ليرة، وهو ما دفع أحدهم لاستثمار منزله ليصير فندقا "على قد الحال" بلا أسرّة، ولا "تفييش" ولا أي شيء يكفي فقط 800 ليرة أجرة تأمين "المنامة تحت سقف، وبين جدران" وفقط.

وحتى هذا العرض دون استطاعة آخرين، فلجأوا إلى العرض الأرخص: تأجير الفراش، أو البطانية، دون سقف أو جدران طبعا.

أجرة "الطرّاحة" أو البطانية: 200 ليرة في اليوم، ورغم أنه العرض الأرخص، يبقى دون استطاعة البعض، يتحدث أبو إبراهيم عن تلك "الكرتونة" التي يفرشها ويستلقي، ويتنهد "الصباح رباح"

وقد يهمك أيضًا:

بشار الجعفري يؤكد رفضهم تبرير الرئيس التركي لأعماله العدوانية في سورية

الرئيس التركي يطالب واشنطن بتسليم "مظلوم" وينتقد معاملتها له

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسر تفترش الحدائق العامة والأرصفة في سورية بعد 8 سنوات من الحرب أسر تفترش الحدائق العامة والأرصفة في سورية بعد 8 سنوات من الحرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon