تنتشر حشرة الجراد - التي لم تظهر منذ أيام الكتاب المقدس "الإنجيل"-، بسرعة كبيرة كالنار في الهشيم، عبر أفريقيا وعلى طول ساحل البحر الأحمر وصولاً الى مصر والسعودية. فقد وصل سرب مذهل من هذه الحشرة التي تلتهم المحاصيل الزراعية، بعد موجات من الأمطار الغزيرة هطلت في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، حيث تغذى الجراد في تلك الفترة.
وذكرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية، أن القس الإنجيلي البارز بول ليغلي، من "ويست لافاييت" في ولاية أنديانا الأميركية، حذر الولايات المتحدة، من أن الوباء الذي تسببه هذه الحشرة قد ينتشر في الأراضي المقدسة، ففي كتاب "سفر الخروج"، كان طاعون الجراد أحد عشر عقوبات، وقعت على أراضي مصر كعقوبة لاستعباد الشعب اليهودي.
وجاء في "سفر الخروج" 10:12-15:" قال الرب لموسى: مدّ يدك على مصر حتى يتجول الجراد على الأرض ويلتقط كل شيء ينمو في الحقول، كل ما تركه البرد. فدعى موسى عبرته على مصر، وصنع الرب ضربة شرقا في الأرض كل اليوم وكل الليل."
أقرأ أيضاً : إقبال غير مسبوق على تناول الجراد في السعودية
وبحلول الصباح جلبت الرياح الجراد، فغزا كل مصر واستقر في كل منطقة من البلاد بأعداد كبيرة. لم يحدث من قبل مثل هذا الوباء من الجراد، ولن يكون هناك مرة أخرى. وغطى الجراد كل الأرض حتى أصبحت سوداء. لقد التهمت أسرابه كل ما تبقى بعد الشتاء، فقضت على كل شيء ينمو في الحقول والفاكهة على الأشجار.
ووفقا للقس بيغلي، فإن أوجه التشابه اليوم بين الوباء في الكتاب المقدس ونظيره الحديث واضحة، وإذا استمر انتشاره في الشرق الأوسط، سيكون علامة نبوية على اقتراب نهاية العالم.
وقال الواعظ المثير للجدل: "ستكون الأشهر الثلاثة المقبلة حاسمة حتى في السيطرة على انتشار الجراد إذا أمكن السيطرة عليه. هذا وباء من الجراد لم نشهده منذ أيام الكتاب المقدس، وإذا لم يتمكنوا من السيطرة عليه، فقد يكون ذلك علامة."
وأضاف:" سأقول أنني أؤمن بذلك، لازلنا في الـ70 عاما منذ أن أصبحت إسرائيل دولة، أولا وقبل كل شيء، ظهر القمر الدموي على القدس في 27 يوليو/ تموز 2018. ماذا عن إعلان الرئيس ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إلى هناك في الذكرى الـ70 لإنشاء دولة إسرائيل في 14 مايو/ أيار 2018. ظهر بعدها القمر الدموي الأطول وجودا على إسرائيل في 27 يوليو/ تموز 2018." وشدد الواعظ على أن النبؤات لأوقات النهاية ظهرت، وأن المجيء الثاني للمسيح يقترب.
وقد ساهمت فترات طويلة من الأمطار المتواصلة حول إريتريا والسودان في ظهور العدد المدمر من الجراد الذي يتكاثر في أفريقيا. وشوهد أحد هذه الأسراب من الجراد يعبر إلى السعودية في يناير/ كانون الثاني، ويمكن أن يتوجه إلى الساحل المصري.
وحذر خبير مكافحة الجراد بالأمم المتحدة، كيث كريسمان، من أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في السيطرة على حالة الجراد قبل بدء عملية التكاثر الصيفية."
وفي الأسبوع الماضي، بين 17 و21 فبراير/ شباط، عقدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في الأردن مؤتمرا لمواجهة انتشار الجراد. وتتوقع الأمم المتحدة أن تستمر هذه الحشرات في التكاثر طوال بقية فبراير/ شباط، على طول الساحل الأحمر في السودان وإريتريا، مما يزيد من تفاقم المشكلة، ومع تلاشي المحاصيل الزراعية والنباتات بسبب الوباء المتنامي، فإن أسراب الجراد ستدفع شمالا إلى شمال السودان وإلى وادي النيل.
وقال القس بيغلي: "ماذا يقول الكتاب المقدس عن كل هذا؟ هل أنت جاد؟ أعتقد أنك على وشك رؤية مبنى الهيكل الثالث قريبا. وأعتقد أن هذه هي علامات الأيام الآخرة."
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن الجراد يشكل تهديدا كبيرا للناتج الزراعي المحلي، وسبل العيش والأمن الغذائي في المنطقة.
قد يهمك أيضاً :
جَمَل يُنقذ سيارة مِن ورطة وقعت بها
صحافي أميركي يوثق رحلة عمل لصيد الصقور
أرسل تعليقك