توقيت القاهرة المحلي 09:24:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شعب جو/هوانسي من صحراء كالاهاري يرفض التطور الاجتماعي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شعب جو/هوانسي من صحراء كالاهاري يرفض التطور الاجتماعي

سكان جو / 'هوانسي يمتلكون الخيول مما يجعل السفر أسهل بكثير
واشنطن ـ رولا عيسى

طالما كان ينتشر بين شعب جو/هوانسي من كالاهاري مساواة واضحة، إنهم يكرهون النظم التي تؤدي لعدم المساواة أو الرياء، ولا يعتمدون على المؤسسات الرسمية في إدارة حياتهم، هذا ما جعلهم جزء من الحضارة الأكثر نجاحًا واستدامة في تاريخ البشرية.

وفي الستينيات من القرن العشرين، أصبح شعب جو/هوانسي من صحراء كالاهاري مشهورين لقلبهم وجهات النظر الراسخة عن التطور الاجتماعي رأسًا على عقب، وفي الواقع إسهامهم في فهمنا لقصة الإنسانية أكثر أهمية بكثير من مجرد جعلنا نعيد التفكير في ماضينا.

شعب جوهوانسي من صحراء كالاهاري يرفض التطور الاجتماعي

وإلى أن اشتهر شعب جو/هوانسي، كان هناك اعتقادًا سائدًا على نطاق واسع أن الصيادين جامعي الثمار تحملوا معركة شبه مستمرة ضد المجاعات، ولكن عندما قام عالم الأنثروبولوجيا الكندي الشاب "ريتشارد بي لي" بإجراء سلسلة من التحليلات الاقتصادية البسيطة للمدخلات والمخرجات عن "جو/هوانسي" أثناء دراسة حياتهم اليومية، وجد أنهم ليس فقط حققوا حياة جيدة من الصيد وجمع الثمار، ولكنهم فعلوا ذلك من خلال قضاء 15 ساعة عمل أسبوعيًا فحسب، وبناء على هذا أعاد علماء الأنثروبولوجيا وصف الصيادين جامعي الثمار بأنهم "مجتمع الأغنياء الأصلي".

ولقد سُلط الضوء على أهمية فهم كيفية تحقيق الصيادين-جامعي الثمار لمثل هذه الحياة الجيدة حديثًا فحسب، وذلك بفضل سلسلة من الدراسات والاكتشافات الأثرية، التي أظهرت أن سكان الصحراء أقدم بكثير مما كنا نتخيل أي وقت مضى، وقد اعتمدوا على الصيد وجمع الثمار باستمرار في الجنوب الأفريقي لأكثر من 150000 سنة.

شعب جوهوانسي من صحراء كالاهاري يرفض التطور الاجتماعي

وإذا كان يمكن الحكم على نجاح حضارة من خلال قدرتها على التحمل على مر السنين، وهذا يعني أن خويزان هي حتى الآن أكثر الحضارات نجاحًا واستقرارًا واستدامة في تاريخ البشرية.
إن سرعة تحول جو /هوانسي من مجموعة معزولة من الصيادين وجامعي الثمار إلى أقلية مهمشة في دولة تتطور سريعًا ليس لها مثيل في التاريخ الحديث، وبقدر ما هي عملية محيرة بالنسبة لهم، فإنها تقدم منظورًا فريدًا من نوعه، ومزدوجًا للأشخاص الذين أصبحوا جزء من الاقتصاد المعاصر بالرغم من استبعادهم من المشاركة الكاملة فيه، والذين يتفاعلون مع الحداثة بأيادي وعقول الصيادين-جامعي الثمار.

وبالأخذ في الاعتبار الأدلة الأثرية والجينومية الجديدة، فإن هذا يعطينا أفكارًا رائعة بشأن كيفية الاستجابة لبعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحًا اليوم، ومن أهمها إدراك أن الصفات الأنانية مثل الحسد - والتي نعبر من خلالها عن سخطنا من عدم المساواة - كانت ميزة مفيدة لبناء التماسك الاجتماعي الذي مكن الصيادين-جامعي الثمار من جو/هوانسي من الازدهار كما فعلوا.

إلى حد ما، كان ثراء جو/هوانسي مبنيًا على ثقتهم الراسخة في وفرة الموارد ببيئاتهم، ومهاراتهم في استغلال هذا، فلا يزال بمقدور جو/هوانسي الاستفادة من أكثر من 150 نوعًا من أنواع النباتات المختلفة، ولديهم المهارة اللازمة لاصطياد أي حيوان يختارونه، ونتيجة لذلك، كانوا يعملون فقط من أجل تلبية احتياجاتهم الفورية، ولم يخزنوا الفوائض، ولم يحصدوا أكثر مما كانوا يستطيعون تناوله على المدى القصير.

شعب جوهوانسي من صحراء كالاهاري يرفض التطور الاجتماعي

فبالنسبة لجو/هوانسي، لم تكن "مشكلة الندرة" التي هي المشكلة البديهية في الاقتصاد الحديث، أمرًا يشغلهم، حيث لدى جو/هوانسي احتياجات قليلة يلبونها ببساطة، وكان ذلك ممكنًا لأنهم كانوا - ولا يزالوا - في المقام الأول يعتمدون على المساواة بينهم، ولم يتمكنوا من التقيد بنظم تؤدي إلى اللامساواة أو الرياء، ولم يكن لديهم مؤسسات قيادة رسمية، فيتمتع الرجال والنساء بسلطات صنع القرار على قدم المساواة، ويلعب الأطفال ألعاب غير تنافسية في مجموعات من فئات عمرية مختلفة، ويُعامَل كبار السن بمودة عظيمة، ولكن لا يُمنَحوا أي امتيازات خاصة، وهذا بدوره يعني أن لا أحد يهتم بجمع الثروة أو النفوذ، وبالتالي لا يفرطون في استغلال بيئتهم.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعب جوهوانسي من صحراء كالاهاري يرفض التطور الاجتماعي شعب جوهوانسي من صحراء كالاهاري يرفض التطور الاجتماعي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
  مصر اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 09:24 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
  مصر اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 06:00 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحداث الحلقة 39 من مسلسل عروس بيروت

GMT 23:26 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

مركز "معلومات الوزراء" يعلن موعد بدء الفصل الدراسي الثاني

GMT 19:44 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

هيكتور كوبر يحدّد أول شباط لقيادة منتخب مصر

GMT 05:19 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

بيكربونات الصوديوم تساعد على الولادة الطبيعية

GMT 02:20 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إكسسوارات مميزة تحمل أسماء مختلفة لأناقة بارزة ومميزة

GMT 02:13 2015 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

مدير "سردار" يكشف عن إطلاق فروع جديدة

GMT 01:11 2015 الثلاثاء ,27 كانون الثاني / يناير

السيطرة على مشاجرة بين مساجين في مركز شرطة "بلبيس"

GMT 04:06 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

سارة الشامي تؤكّد سعادتها بنجاح دورها في مسلسل "كلبش"

GMT 02:24 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدير أمن المنوفية يتفقد مركز تدريب الشرطة في قويسنا

GMT 07:02 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

لهذا يجب أن تتجنب الأمهات الجدد علاج الشعر بـ"الكيراتين"

GMT 19:41 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"رولز رويس كولينان" تحصل على نسخة مدرعة مقاومة للانفجارات

GMT 05:34 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

درة تكشف عن رأيها في الزواج عن طريق الإنترنت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon