الفيوم - هيام سعيد
تضم محافظة الفيوم عددًا كبيرًا من الجماعات المتطرفة، التي أثرت على المجتمع خلال السنوات السابقة نظرًا لنشاطها ومن سكانها اعتنقوا الفكر المتطرف وقاموا بنشره بين الأهالي.
وتعد قرية منشأة العطيفي، في مركز سنورس، في محافظة الفيوم، من أحد سكان القرية التي اشتهرت بالإرهاب وهي مسقط رأس المتشدد محمود شفيق محمد أحمد (18 عامًا)، المتهم بتفجير نفسه في الكنيسة البطرسية في العباسية، في القاهرة، حيث أنه هارب من القرية منذ عامين وعلى الرغم من أن القرية ليست معروفة بالشكل الكبير إلا أنهم تم وضعها على قائمة قرى الإرهاب نظرًا لوجود نسبة ليست قليلة من جماعة الإخوان، والهاربين من قضية إرهابية مختلفة. أما حي قحافة الواقع في مدينة الفيوم يعد من أكبر معقل لجماعة الإخوان التي تضم العديد من القيادات الإخوانية اللذين كانت لهم نشطات مختلفة في الفيوم في عصر الرئيس المعزول محمد مرسي وكان الإخوان مسيطرين على مقاعد مجلس النواب بسبب انتشارهم وأسرهم في الحي.
وتم القبض على العديد منهم خلال الفترة الماضية وتمكّن البعض منهم من الخروج من البلاد وترك أسرهم بعد عزل مرسي ، ومازال فلول "الإخوان" في الحي ينعمون بالحياة ويشاركون في المسيرات التي تخرج شبه أسبوعي ببعض المناطق في الفيوم ضد الدولة. لأن قحافة بها عدد كبير من القيادات الإخوانية داخل السجون منذ عزل مرسي لاتهامه بارتكاب الجرائم المختلفة ضد الدولة والنظام فقد يحمل أهلها غضبًا وكرهًا للدولة بشكل كبير .
واختفي النشاط السياسي والعنف من الحي بعد فقدانهم سيطرتهم على الأمور، وحبس معظمهم خلال السنوات الأخيرة الماضية واكتفت عناصر الإخوان بالمشاركة في بعض المسيرات التي تطالب بالإفراج عن ذويهم من السجون، خاصة ممن تم ضبطهم خلال مشاركتهم في اعتصام رابعة واستخدام العنف ضد قيادات الدولة وحرق السجون.
ولا يختلف الحال كثيرًا عن قرية "كحك قبلي" التابعة لمركز يوسف الصديق في الفيوم عن باقي القري التي شهدت نشاطًا عدوانيًا خلال السنوات الماضية خاصة قبل ثورة يناير/كانون الثاني، حيث عرفت القرية بالإرهاب منذ بداية ثمانينات القرن الماضي بعد إنشاء جماعة الشوقيين في القرية وكان يترأسها المهندس شوقي الشيخ وهو أحد العناصر المتشددة الذي تعلّم على يد جماعة الدكتور عمر عبد الرحمن، ثم ترك الجماعة واتخذ قرية كحك مسقط رأسه مقرًا له، ووسّع نشاطه من خلال زوجته التي اتبعت نفس الأسلوب لجلب السيدات معتمدين على الألفاظ والتلاعب باسم الدين.
وحاول جهاز أمن الدولة، عمل حصر للشوقيين في القرية وأثناء محاولة القبض عليهم في عام 1990 نتج عنها مقتل المقدم أحمد علاء ضابط أمن الدولة، رئيس قسم مكافحة النشاط الديني في فرع الفيوم. ونصبوا له كمينًا أمام مكتبه في الفيوم وأطلق عليه اثنان يستقلان دراجة بخارية النار من سلاح آلي فأردياه قتيلا داخل سيارته ولاذا بالفرار، وفي المقابل حرقت القوات عددًا من منازل القرى واحتجزت السيدات. وبعد ثورة يناير وخروجهم من السجون اختفت جميع محاولات الإرهاب واستقرت الحياة في القرية والتزم الشوقيون ببعض الاجتماعات السرية.
وتشتهر قرية قوتة بتواجد نسبة كبيرة من المؤيدين لجماعة الإخوان، وهي أيضًا من أفقر القرى على مستوى الجمهورية، والتي تقع بالمناسبة على بُعد بضعة كيلومترات من قصر قارون، حيث أدى انتشار الجهل في القرية إلى جلب عشرات من الفقراء وراء الإخوان قبل عزل مرسي حيث استطاع الإخوان إلى السيطرة على القرية ونشر أفكارهم العدوانية في القرية.
أرسل تعليقك