توقيت القاهرة المحلي 18:21:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حفيد صدام حسين يدلي بشهادته عن ''إمبراطورية'' جده

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حفيد صدام حسين يدلي بشهادته عن ''إمبراطورية'' جده

الراحل صدام حسين
بغداد - نجلاء الطائي

كشف حفيد صدام حسين، حسين ناصري، بأنه "ترك العراق منذ أن كان عمره 9 سنوات، لكن في ذلك الوقت، لم يكن يدرك فعلًا حقيقة ما يقع في البلاد".

واسترجع حسين ناصري، في حوار هاتفي حصري مع صحيفة "الموندو"، ذكريات دقيقة للأحداث التي جدّت قبل ذلك اليوم الربيعي، حين كان جده، صدام حسين يُخطط للهروب، في حين كان يختبئ في غرفة محصنة تحت الأرض، وأفاد بأنه "منذ انطلاق الغزو إلى تاريخ مغادرتنا النهائية لبغداد، لم نتوقف يومًا عن تغيير عنوان إقامتنا. فور مغادرتنا العاصمة اضطررنا للتوجه نحو المناطق الشمالية للبلاد حتى وصلنا قرية ربيعة، التي تقع بالقرب من مدينة الموصل على الحدود مع سورية، ومن هناك تمكنا من عبور سورية لنحطّ الرحال في الأردن".

وتطرَّق الشاب إلى الأماكن التي اجتازها أثناء رحلته الوعرة رفقة عائلته، حيث كانوا عُرضة للعديد من المناوشات خلال مرورهم، خاصة أنهم يتنقلون بمساعدة مجموعة من السيارات الخاصة بعائلة صدام حسين.. وقال "لقد غادرت البلاد رفقة أمي رنا، وإخوتي أحمد وسعد ونبأ، بالإضافة إلى عمتي رغد وأبناء عمي". وبعد مرحلة الطفولة التي قضاها هذا الشاب في حدائق المحاكم التابعة للنظام في العراق، لم يتبق لديه سوى ذكريات بسيطة عن جده، تتمثل في صورة فوتوغرافية تجمعه بجده وشقيقه على خلفية شجرة نخيل. وقد كانت ملامح الفرح والبهجة بادية على وجوههم، إلا أنهم لم يكونوا مدركين للمصير الذي يتربص بهم.

وأضاف حسين ناصري "لقد عشت في العراق حتى سنة 2003. وقد ظلت عبارات جدي الطيبة والمواعظ التي كان يقدمها لنا أثناء لمّ شمل العائلة، راسخة في ذاكرتي إلى اليوم. بالإضافة إلى ذلك، كانت لي ذكريات جميلة مع أقاربي أثناء الاحتفالات ومأدبات الطعام. كان جدي دائمًا ما يُولي أهمية قصوى لكل فرد من أفراد العائلة، فضلًا عن أنه كان قادرًا بنظرة واحدة على تبليغ مراده لكل فرد منا".

وتابع الشاب حديثه عن ذكرياته، حيث أوضح أن جده كان يحبذ جمع كل أفراد العائلة، كبيرها وصغيرها، بغية تشجيعهم على الالتزام بالفكر القومي والأخلاق، حتى أكثر من حثه لهم على الدراسة. وظلت قيم صدام حسين ملازمة لأبنائه حتى خلال فترة بقائهم في المنفى. وفي سنة 2003، بعد أشهر من تواريه عن الأنظار في بغداد، تم القبض عليه في مزرعة بالقرب من مسقط رأسه تكريت حيث كان يختبئ لعدة أشهر. وفي هذا الصدد، أقر حسين ناصري: "اعتقال جدي لم يمنعنا من التواصل معه، حيث كان يوجهنا وينصحنا عن طريق المحامين الذي يزورونه في السجن".

وتابع حديثه قائلًا "مازلت أتذكر آخر لقاء جمعني بخالي قصي وعدي قبل أسبوع من انطلاق الحرب، أعتقد أنهما آنذاك كانا يدركان أن الأسوأ قادم لا محالة، وأن لحظة وداعهم آتية ولا مفر منها". وكان قصي وعدي حسين، مؤهلين حينها لخلافة والدهم قد قُتلا في حادث تراجيدي في غارات شنتها القوات الأميركية في الموصل في تموز/يوليو 2003، عقب أن وشى بهم صاحب البيت حيث كانوا يختبئون. وقد تم دفنهما بعد ذلك في مقبرة تقع بالقرب من مدينة تكريت. وفي غضون تلك الاشتباكات، لقي ابن قصي حسين، الطفل مصطفى البالغ من العمر 14 سنة حتفه. وأقدم عدي، الذي لطالما عُرف بشخصيته العنيفة وغريبة الأطوار على جريمة قتل بحق طباخ ومرافق والده صدام حسين أثناء عشاء على شرف تكريم زوجة الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، سوزان مبارك.

وفي هذا الإطار، بيّن حسين ناصري، أن "الشيء الوحيد الذي أتذكره في تلك الفترة، أن قصي، الذين كان مكلفاً، آنذاك، بقيادة الحرس الرئاسي، دأب على تفقد أحوالنا ليتأكد ما إذا كان كل شيء على ما يرام أم لا. على ما أعتقد كان ذلك اللقاء الأخير الذي دار بيننا قبل استشهاده". وعلى العموم، لا يزال أحفاد صدام حسين متشبثين بالمجد الغابر الذي حققه جدهم، علمًا بأنهم يعيشون الآن، منقسمين بين عمّان والدوحة.

ومنذ سقوط نظام صدام حسين، سعى ملِكا البلدين إلى ضمان "الشيك الذهبي" لفائدة عائلته. وفي هذا الإطار، ذكر حسين ناصري أن "العائلة المالكة الأردنية استقبلتنا مباشرة بعد وصولنا إلى البلاد، لقد كانوا كرماء جدًا معنا ووفروا لنا منزلًا للإقامة فيه، ولكن إثر ذلك انقطعت العلاقة معهم تمامًا".

واعترف الشاب "في الواقع، كانت المدة التي قضيتها في الأردن أطول من تلك التي عشتها في العراق، لكن أودّ لو أعود يومًا ما إلى بلدي. فما نراه اليوم في العراق ليس سوى رد فعل طبيعي ومتوقع. وفي الوقت نفسه، لطالما واجهت البلاد ولا تزال تواجه العديد من الحروب، علمًا بأن ثروات البلاد قد أثارت مطامع عدة طوائف مسلحة، التي لا تزال إلى حد الآن تتنافس على السلطة". وفي ظل الشتات الذي عاشته البلاد على امتداد ثلاثة عقود من الزمن وأمام حالة التهجير والنزوح التي سجلها العراق جراء العنف الطائفي لتنظيم "داعش"، بادر حسين ناصري بالحديث عن الدمار الذي شهدته بلاده على مرور هذه السنوات.

وقال: إن "كل الوقائع التي تلت تلك الفترة ليست نتيجة لسوء تصرف الإدارة، فالجميع يعلم أنها كانت مؤامرة مفتعلة من قبل العديد من الدول التي لها مصالح معينة في البلاد. أصبح العراق اليوم لا يعكس سوى الموت والإرهاب، فهو عبارة عن خراب ودمار تفوح منه رائحة الدم في كل ركن من الدولة". وعقب سؤاله عن التفاصيل الغامضة لتاريخ عائلته المصغرة خاصة تفاصيل حادثة قتل والده حسين، تحولت نظرة الشاب التي كانت تشع جرأة وصرامة عند حديثه عن جده، إلى نظرة شاردة. وفي الواقع، لقد تزوجت رنا صدام حسين بحسين كامل، الذي بدوره كان شقيق زوج ابنة صدام حسين رغد، في سنة 1986. وبعد تسع سنوات، هرب كلا الزوجان من بغداد إلى عمّان متحدين بذلك صدام حسين.

وإثر 12 شهرًا، قرر كلا الزوجين العودة إلى بغداد بعد أن قدم لهم النظام جملة من الضمانات قصد حمايتهم، ليتم بعد ذلك إعدامهما بأمر من الزعيم صدام حسين. وأوضح الشاب، أن "حيثيات هذه القضية معروفة لدى العموم. وعلى الرغم من كل ذلك، كل ما يمكنني قوله هو أن والدي كان ذكيًا جدًا. لقد كان عمري حينها سنة ونصف. حقيقة، أنا أفضّل عدم التحدث في هذا الموضوع".

ومن المثير للاهتمام أن نهاية والد حسين ناصري الوحشية لم تؤثر على انبهاره بجده صدام حسين، علمًا بأنه لم يكن يتوقع أن ينتهي الأمر بجده بتلك الطريقة. وختامًا، أفاد ناصري قائلًا: "أنا أعلم جيداً أن جدي قد اقترف، فعلاً، العديد من الأخطاء، مثله مثل أي شخص آخر، فليس هناك أي شخص معصوم من الخطأ. على العموم، لا يستطيع أحد محاسبته اليوم، فلو كنت مكانه لما استطعت القيام بما قام به في ظل تلك التوترات الإقليمية والتهديدات التي كانت تعيشها البلاد آنذاك".

يشار إلى أن حفيد صدام حسين، البالغ من العمر 22 سنة، يُعد من مشجعي فريق ريال مدريد، ومن محبي الفنان إنريكي إيجليسياس. ويتابع حسين ناصري دراسته، في الوقت الراهن، في مجال التسويق في إحدى الجامعات النخبوية الأميركية في الأردن، التي تعتبر ملاذًا لكبار قادة الدول.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حفيد صدام حسين يدلي بشهادته عن إمبراطورية جده حفيد صدام حسين يدلي بشهادته عن إمبراطورية جده



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon