توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المدينة القديمة في الموصل تشهد على تدميرات تنظيم "داعش"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المدينة القديمة في الموصل تشهد على تدميرات تنظيم داعش

المدينة القديمة في الموصل
بغداد – نجلاء الطائي

انتهى القتال في المدينة القديمة في الموصل ومع ذلك مازال مقاتلي تنظيم "داعش" يزحفون أحيانًا من مداخل الأنفاق المفخخة لتنفيذ هجمات انتحارية أخيره على قوات الأمن، وقد تجاهل متطوعو الدفاع المدني هذا التهديد والذخائر غير المنفجرة في الجثث المدفونة بين الأنقاض، وطرد رجال الشرطة الاتحاديون من مداخل المدينة القديمة في محاولة غير مجدية لإبعاد اللصوص والرجال اليائسين الذين يسعون لبيع أي شيء لإطعام أسرهم، ومع ذلك فإن المدينة القديمة لا تزال صامتة للمرة الأولى في تاريخها الطويل في هذه الأيام لكن أحيانا يتم كسر الصمت بواسطة آلات الحفر وصوت المولدات.

المدينة القديمة في الموصل تشهد على تدميرات تنظيم داعش

وانتهت معركة الموصل في يوليو/تموز، ولكن لم تعد هناك سوى القليل من الطرق الرئيسية في المدينة القديمة التاريخية في الموصل، و الدعم الحكومي البسيط جدًا اضطر السكان إلى أن يبدأوا المهمة الضخمة المتمثلة في إعادة البناء وحدهم . وفي فترة بعد الظهر، قامت الجرافات بتجريف الأرض من الخرسانة المليئة بقضبان حديدية ملتوية في شاحنة تفريغ قديمة في "سيرج خانا"، والتي كانت يومًا ما القلب التجاري للمدينة القديمة، وقال "وعد عزالدين" صاحب متجر: "لقد عملنا هنا لمدة 25 يومًا لإعادة بناء هذه المنطقة، نحن ندفع ثمن هذا من جيبنا. ولم يساعدنا أحد من الحكومة "، والسؤال الأكبر حول ما إذا كانت المدينة القديمة سيتم استعادتها في يوم من الأيام.

ولم تكن المدينة مجرد مركز ثقافي وتاريخي، ولكنها كانت أيضًا مسرحًا لأيام القتال الأخيرة في معركة استمرت تسعة أشهر لاستعادة المدينة من داعش. وقد أدى القصف العنيف الذي شنته قوات الأمن العراقية والضربات الجوية التي قامت بها قوات التحالف التي استهدفت مخازن داعش إلى تدمير المنطقة بأكملها. ويقدر عددهم الأشخاص الذين كانوا يعشون في تلك المنطقة ب 400000 شخص، بينما يعيش الآن معظمهم في أجزاء أخرى من المدينة أو في مخيمات النزوح ويسأل الكثيرون عما إذا كان أي شيء يستحق الإنقاذ أو مازال هناك أمل للعودة .

ويقول الشيخ راكان عزيز الحياني: "دمرت المدينة القديمة نهائيًا بحيث من الأفضل أن تبنى من جديد"، ويوضح متعهد البناء في الموصل وعضو لجنة نقابة رجال الأعمال في الموصل "الحيانى" أن الأضرار واسعة النطاق، كما أن مشاكل التخطيط في المدينة كبيرة لدرجة أن الترميم سيكون مستحيل .

ودمرت الحروب التي كانت تدار في الأزقة وبين المنازل القديمة قيمة المدينة وتراثها , فهي كارثة من منظور تخطيط المدينة، فمياه المجاري أصبحت تصب مباشرة في نهر دجلة، ونقص شبكات الصرف الصحي ينتج عنه فيضانات بعد هطول الأمطار الغزيرة، وقطع في أنابيب الكابلات الكهربائية وقطع الاتصالات وهبوط في الأرض، أما العائلات التي تملك منازل في البلدة القديمة غالبًا ما تركتها وعاشت في أماكن أخرى، وكثير من السكان يفتقرون إلى البيانات الورقية لممتلكاتهم اى شيء هناك ولا شخصياتهم .

ويؤكد السيد حيانى أن : "الأفضل بناء شقق سكنية حديثة، وبهذه الطريقة يمكننا بشكل مريح أن يضم عددا كبيرا من الناس في منطقة صغيرة، من المهم جدًا إنشاء سكن بأسعار معقولة في تلك الفترة الحرجة "، ويوافق عمدة الموصل "زهير العرجي" على إعادة بناء المدينة القديمة بشكل جديد ويقول إن إعادة البناء بنفس الخريطة ستكون مستحيلة , فقد كانت بعض المنازل صغيرة جدا، وأقل من 50 مترا مربعا. و بعض الشوارع ضيقة جدا لا يمكن أن يمر اثنين من نفس الممر، و شوارع أخرى لها نهايات مسدودة. فالمدينة كلها ستحتاج للتغيير . ولكن ليس الجميع ​​حريصون على جرف الأنقاض كما تقول ليلى صالح، رئيسة منظمة غير حكومية محلية في مركز "جلجامش" لعلم الآثار وحماية التراث "إنها موقع للتراث، لذا لا نستطيع استبدال المباني التراثية بأبنية جديدة , فقد كانت المدينة القديمة موطنًا للعديد من المباني الشهيرة قديمًا، بما في ذلك مسجد النوري الذي دمر الآن مع مئذنة مائلة, من المهم الآن أن نأخذ الوقت الكافي للعمل على ما يمكن إنقاذه .وتضيف "أنا موصليه وعالمة آثار، لذا يجب أن أهتم بكل من الوضع الاجتماعي والجانب الأثري, دعونا نؤخر عملنا في إعادة البناء قليلًا، من أجل تقديم خطة للسكان و تحديد الأماكن المتضررة و الأخرى التي يجب ترميمها "، مشددة أن القضية الأكبر الآن هي نقص التخطيط، التي تعتقد أن انتقاداتها السابقة للحكومة أدى إلى إطلاقها من دورها السابق في مجلس الدولة للآثار والتراث في العراق.

وما اتفق عليه جميع الأطراف هو أن الحكومة العراقية تفتقر إلى الأموال اللازمة للقيام بجهود كبيرة لإعادة الإعمار في أي وقت قريب. ويقول رئيس بلدية "أريجي": "سوف تحتاج مليارات الدولارات وليس الملايين". وأضاف "لكن لنكون صادقين لم نحسب العدد الدقيق بعد ". وفي الموصل، يعلق أصحاب المصلحة آمالهم على مؤتمر المانحين المزمع عقده في الكويت في العام المقبل، ويأملون أن يرفعوا 80 % من المال اللازم، كما أكد اريجى "أن مؤتمر الكويت سيكون حاسما".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدينة القديمة في الموصل تشهد على تدميرات تنظيم داعش المدينة القديمة في الموصل تشهد على تدميرات تنظيم داعش



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon