c أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل "داعش" بهم وبيع - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل "داعش" بهم وبيع أمهاتهم وأخواتهم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل داعش بهم وبيع أمهاتهم وأخواتهم

أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه
بغداد – نجلاء الطائي

كشفت قناة تلفزيزنية عن واقع أليم ومرير عاشه الأطفال الأيزيديون في المناطق التي سيطر عليها تنظيم "داعش" بعد احتلاله لأراضي شاسعة في سورية والعراق على مدى أربع سنوات ونيف.

وسام إدريس، الطفل العراقي الأيزيدي الذي قضى قرابة العامين في مدينة "الرقة" السورية  مع أمه وأخيه الطفل المجند أحمد، قبل أن يعودوا من الأسر حاملاً أفكار القتل والذبح والتكفير، كما يتذكر والده ادريس.

ويتحدث الوالد أدريس، هنا عن "لعبة الموت" الشهيرة التي ابتدعها تنظيم "داعش"، في محاكاة لألعاب الفيديو العنيفة، والتي أشرك فيها مجموعة من الاطفال الايزيديين الذين يظهرون في الفيلم وهم ينفذون عمليات قتل وذبح حقيقية. رسالة إلى العالم كله عن قدراته في زرع الفكر الذي يعتقده، وعن كيفية تحويله أطفال المستقبل إلى قتلة، نزع منهم طفولتهم، وحولهم قنابل موقوتة في مجتمعاتهم.

أقرأ أيضاً :مسؤولون أكراد سوريون يناشدون بريطانيا بالسماح لشيماء بيغوم بالعودة الى بلادها

يعيش وسام وأخوه أحمد حاليا في ألمانيا حيث ترعاهم منظمات دولية تعنى بمساعدتهم على تخطي المحنة التي مروا بها، ونزع الأفكار المتطرفة التي غرسها "داعش" في عقولهم الصغيرة. فقصص ما رأوه من تعذيب خلال التدريب والآثارُ النفسية المترتبة على تنفيذهما لعمليات ذبح أو حتى رؤيتها فقط، تسكنهما في كل لحظة.

قدرت طريق النجاة لهذين الطفلين وأطفال آخرين، في حين قتل مئات المجندين الأطفال في المعارك أو بيد تنظيم "داعش"، فيما يبقى مئات من الأطفال يتدربون او يقاتلون حتى الان في صفوف "داعش" في مناطق متعددة من سورية، ومستقبلهم لا يبدو مشرقا أبدا.

"قناة الان" جالت في جبل "سنجار" والقرى المحيطة به في أقصى الشمال الغربي للعراق، ووثقت شهادات مروعة رواها الاطفال الأيزيدون الذين كانوا مجندين في معسكرات "داعش"، وجرى تحريرهم مؤخرا من قبضته.  خلال رحلة بحثه الطويلة عن ولده المفقود، التقى والد أمير عشرات من الأطفال المجندين العائدين. في كل مرة كان يستمع لقصصهم، كان قلقه يزداد. فأفكار داعش كانت قد عششت في عقولهم، ومنهم من تشبث بها.

يغسل الفتى شاكر وجهه بالماء البارد علّه يغسل معه ذكريات ثلاث سنوات من القسوة والعذاب عند "داعش". قصته كقصص مئات من الأطفال العراقيين الأيزيديين الذين اختطفهم التنظيم حين احتل سنجار ومحيطَها، وعمِل على تحويلهم لقنابل موقوتة تستهدف أهلَهم وأبناء وطنهم العراق. أما رفيقُه كلهات، فلا يزال ينوأ تحت مشاعر الانكسار والخوف مما عاشه. تعرض كلهات مرارا وتكرارا للضرب العنيف والتعذيب مع والدته وأخواته، وشاهد بعينيه مسلحي داعش يبيعون والدته وأخواته سبايا فيما بينهم، قبل أن يخضعوه لعمليات غسيل دماغ، لزرع الأفكار المتطرفة فيه، وزجه بعد ذلك في معسكرات تدريب يتعلم فيها أساليب القتل والذبح وتفجير الأحزمة الناسفة.يطمح شاكر وكلهات ان يستعيدا حياتهما مجددا، وأن يواصلا دراستهما التي عادا اليها بعد انقطاع خلال سنوات الاسر.  ويحلمان بالمستقبل.

منذ ثلاث سنوات، يعمل محمود وفريقه المجهول على إنقاذ العشرات من الأطفال الأيزيديين والفتيات "السبايا". يقيم هذا المنقذ الشاب منذ وقت ليس بقصير بالقرب من جبل سنجار على بعد بضعة كيلومترات من الحدود العراقية السورية. عمليات تجنيد الأطفال في الحروب ليست جديدة في التاريخ، فلطالما استخدمتها الجماعات المسلحة.  لكن داعش تفنن في تجنيد الأطفال من الأيزيديين والتركمان والموصليين، من سلخهم من مجتمعاتهم بشكل كامل، إلى تعذيبهم وغسل أدمغتهم وتدريبهم بدنيا وعسكريا على خوض معارك فيها عمليات إعدام وذبح وتفخيخ وتفجير، إلى تحويل عدد منهم لانتحاريين يستهدفون مجتمعاتهم وأهلَهم حتى. الطفلان الانتحاريان الأيزيديان أمجد وأسد من هؤلاء الأطفال المدربين لتنفيذ عمليات انتحارية.

أمجد وأسد نفذا تفجيرات انتحارية في مدينة الموصل، أفرد لها داعش اصدارا خاصا، وروج لها على نطاق واسع، ليدلل على سلاحه غير التقليدي والموقوت في حربه ضد العراق.

 هل تخيلت يوماً أن تشتري طفلك؟ أو أن تدفع لمن يختطفُه ويعيدُه إليك؟ خياران على صعوبتهما أسهلُ وأخفُ وطأة من أن تسلّم بخيار مجبر عليه، عندما يرفضُ طفلُك العودةَ إليك ويفضلَ طريق الموت عوضا عنك، لاعتقاده أنك وبكل بساطة.. كافر. يكشف المنقذ محمود، لقناة الان، الطرقَ التي يتبعها مع فريقه لإنجاز عمليات إنقاذ الأطفال المجندين، بما في ذلك الاستعانة بوسطاء ومهربين على جانبي الحدود السورية والتركية والعراقية.

شاءت الصدفة أن تعثر الفصائل الكردية بالقرب من أحد الحواجز الفاصلة بينها وبين "داعش"، على الطفل الأيزيدي أيهم... لا يتذكر أيهم الكثير عن عائلته، ولا عن الامكنة الكثيرة التي كان يتنقل فيها منذ وقوعه في أسر داعش صيفَ عام 2014، وها هو يحاول خلال الاستفهام منه استكشاف الاشخاص الذين يحيطون به منذ دخوله الحدود العراقية قبل بضع ساعات.

وتشير التقارير التي وثقت أرقام الضحايا الايزيديين على يد "داعش"، الى أن اكثر من ستة الآف رجل وامرأة وطفل اختطفهم داعش حين احتل مدينة سنجار وقراها. أعدم منهم قرابة ألفي رجل في مقابر جماعية، وسبى حوالى 3 الاف امرأة، معظمُهن الآن مجهولات المصير، فيما جند حوالي ألف طفل تتراوح أعمارُهم بين السابعة والخامسة عشرة سنة، معظمهم قتلوا في المعارك أو فجروا أنفسَهم بسيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة، والمئات منهم غُسلت أدمغتهم لقبول أفكار التنظيم المتطرفة والقتال في صفوفه. لكن العشرات نجحوا في الهروب أو حررتهم عائلاتُهم عبر مهربين ووسطاء، وبعضهم،  كالطفل أيهم، عثرت عليهم القوات التي تحارب داعش بالصدفة، تائهين في الأراضي السورية. وبانتظار العثور على عائلته أو من بقي منها في مكان ما من الاراضي العراقية أو السورية، سيعيش أيهم في رعاية عائلة عراقية أيزيدية. وبينما يتطلع لنسيان السنوات التي كسر فيها داعش رأسَه، وينساها كما نسي لغتَه ومعظمَ عائلته، يبقى مئاتُ الأطفال العراقيين، إما مجندين لدى "داعش"، أو منسيين في المخيمات المتناثرة في مناطق شتى من العراق. لكن يبقى الأمل في إنقاذهم، وإعادة أحلامهم إليهم، كما عادت لشاكر وكلهات وكما ستعود للطفل أيهم.

قد يهمك أيضاً :  

يونغر يؤكد أن هزيمة لـ"داعش" لا تعني نهاية التهديد

"قسد" تطهّر مناطق انسحب منها "داعش" ويضغطان لإجبار الباقين على الاستسلام

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل داعش بهم وبيع أمهاتهم وأخواتهم أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل داعش بهم وبيع أمهاتهم وأخواتهم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»

GMT 08:30 2021 الأحد ,15 آب / أغسطس

روسيا تسجل أعلى نمو إقتصادي منذ عام 2000
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon