توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخوف يحرم الإيزيديِّين من عيدهم رغم استقرار الأوضاع

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الخوف يحرم الإيزيديِّين من عيدهم رغم استقرار الأوضاع

بغداد – نجلاء الطائي

يسيطر هاجس الخوف من القتل والشعور بالاضطهاد، على أتباع الديانة الإيزيدية، حتى بات جزء من تفكيرهم، يرافقهم أينما توجهوا في أرجاء البلاد، بل حتى في مناطقهم التي لم تكن بمنأى هي الأخرى عن استهداف الجماعات المتطرفة والمسلحين. ورغم استقرار الأوضاع الأمنية في إقليم كردستان، إلا أن هاجس الخوف من الهجمات المسلحة، وخصوصًا بعد تفجيرات أربيل الأخيرة، فضلا عن اضطراب الوضع الأمني في محافظة نينوى، حرم الإيزيديين من الاحتفاء بعيدهم الأكبر لهذا العام. يقول الشاب الإيزيدي أمين خلات، في حديث لـ "العرب اليوم": إن هاجس الاستهداف والخطف والقتل بات جزء من تفكيرنا، مضيفًا أن "الإيزيديون ذاقوا مرارة الظلم عبر تاريخهم المليء بالمآسي الإنسانية، واليوم ما زال الخوف من تهديدات الجماعات المسلحة يلاحقنا". ويؤكد الإيزيديون أنهم "لم يحتفلوا بعيدهم الأكبر هذا العام الذي يقام سنويا في معبد لالش خشية وقوع عمليات إرهابية من قبل الجماعات المتطرفة"، معربا عن "أسفه، مما تتعرضه الأقليات الدينية في العراق". ويضيف خلات "ما تعرضه له الإيزيديون في العراق خلال الأعوام الماضية، هو عملية إبادة جماعية انعكست سلبا على حياة الفرد الإيزيدي بشكل ملحوظ"، مشيرًا إلى أن "الإيزيدي غالبا ما يخشى الكشف عن هويته الدينية خارج المناطق التي لا تسكنها أكثرية إيزيدية". ويتعرض أتباع الديانة الإيزيدية في العراق إلى الاستهداف والخطف والهجمات المسلحة بين الحين والآخر. وكان المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى أعلن عدم الاحتفال بعيد (جما) الذي يعد من أكبر الأعياد الإيزيدية ويستمر لـ 7 أيام، تحسبا لوقوع عمليات أمنية خلال مراسم وطقوس العيد، وجاء قرار المجلس عقب تعرض مبنى مديرية أمن أربيل نهاية أيلول الماضي لتفجير بسيارات مفخخة وانتحاريين. ويعد عيد (جما) أي "الجماعية" من الأعياد القديمة، وأن الطقوس الدينية التي تمارس خلال هذا العيد تعود إلى الديانة المترائية وهي من الديانات القديمة الموجودة في المنطقة منذ أكثر من 7 آلاف عامًا، وتقام المراسم الدينية لعيد (جما) حصرًا في معبد لالش وتستمر طقوسها لـ 7 أيام. وقررت رئاسة إقليم كردستان، في العام 2009، اعتبار أيام الأعياد الرئيسة للطائفة الإيزيدية عطلة رسمية في المناطق التي تقطنها غالبية إيزيدية في الإقليم. رجل الدين البارز في معبد لالش الإيزيدي بابا جاويش، يوضح لـ "العرب اليوم": إنه في هذا العام لم يتم أداء مراسيم عيد (جما) في معبد لالش، تحسبا لوقوع هجمات مسلحة وحفاظا على أرواح زوار المعبد. ويؤكد جاويش "لا نرغب بتحول فرحة العيد إلى مأساة"، مضيفا "عيد جما من أكبر الأعياد الإيزيدية ويستمر 7 أيام، وطقوسه ومراسيمه تقام حصرا في معبد لالش سنويا، بمشاركة الآلاف من أتباع الديانة الإيزيدية من مختلف مناطق العالم". ويحتفل أبناء الطائفة الإيزيدية بـ 8 أعياد سنويًا هي، سرسال، وروزين ئيزي، وجما، وجلى هافين، وجلى زستان، وبيلنده، وقوربان، وخضر إلياس، ويتراوح عدد أيام الاحتفال بها بين يوم واحد و7 أيام. ويقول الكاتب الإيزيدي دخيل خدر: إن الظروف القاسية التي تعرض لها أتباع الديانة الإيزيدية عبر التاريخ تركت أثرا نفسيا لدى الإيزيدية"، مبيناً أن "الإيزيديين عانوا كثيرا على أيدي السلطات الدينية منذ القرن السابع عشر وحتى سقوط الدولة العثمانية وتعرضو لـ 72 حملة إبادة جماعية نتيجة اختلافهم الديني". ويضيف "ظروف الإيزيديين في إقليم كردستان جيدة ويتمتعون بالأمن والحقوق"، مستدركاً "لكن هاجس الخوف ما زال يسيطر على الإيزيديين كون هناك جهات متطرفة تحاول استهدافهم". ويحذر خدر من أن "هناك جهات تعمل على إفراغ العراق من التنوع الديني والقومي والمذهبي، من خلال استهداف الأقليات وتهديدهم بالموت ما أثر سلباً على الأقليات الدينية والقومية"، عازيا أسباب ذلك إلى "وجود خلل في المنظمومة الأمنية للدولة العراقية". والديانة الإيزيدية هي بقايا ديانة شرقية قديمة ما تزال تحتفظ ببعض التقاليد والعقائد التي تعود لشعوب وادي الرافدين الموغلة في القدم، والتي جددها الشيخ عدي بن مسافر في القرن التاسع للميلاد، وهي ديانة غير تبشيرية تؤمن بوجود الله وتؤدي طقوسها باللغة الكردية. ونشير أن عدد معتنقي الديانة الإيزيدية في العراق يبلغ أكثر من نصف مليون شخص، ويسكن معظمهم في مناطق تابعة لمحافظتي نينوى ودهوك، كسنجار، وشيخان، وتلكيف، وبعشيقة، وسيميل، وزاخو، إضافة إلى وجود نحو 20 ألف إيزيدي هاجروا من البلاد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي إلى أوروبا ويتمركز غالبيتهم في ألمانيا والسويد، ويعد معبد لالش الذي يقع في منطقة شيخان التابعة لمحافظة نينوى المركز الديني للطائفة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخوف يحرم الإيزيديِّين من عيدهم رغم استقرار الأوضاع الخوف يحرم الإيزيديِّين من عيدهم رغم استقرار الأوضاع



GMT 10:27 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

GMT 20:22 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي أنشأ 19 قاعدة عسكرية في قطاع غزة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon