توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أجبرتها ميلشيات مسلحة على السباحة بدماء أبنائها ففقدت عقلها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أجبرتها ميلشيات مسلحة على السباحة بدماء أبنائها ففقدت عقلها

دمشق ـ جورج الشامي

عقب كل مجزرة ترتكبها قوات الحكم السوري تغيب تفاصيل وقصص ضحاياها لحساب الخبر الذي ينقلها بالعموم، تطفو حكاية المجزرة على الفضائيات لفترة من الزمن،  ثم تغوص مبتعدة عن ذاكرة الناس، ليبقى كل ذي جرح يتألم بصمت وتجاهل الآخرين له. بلدة "جديدة الفضل" كانت جغرافية لإحدى فصول مأساة السوريين، ارتكبت قوات الحكم مجزرة بحق الأهالي هناك وردمت على أصحابها التراب مخفية كثيرا من تفاصيلها، إلا أن الألم أقوى من أن يتم دفنه، وأصحاب الجرح لا يمكن لقوة على الأرض أن تمنعهم من الصراخ والبوح. أم عدنان.. ككل أمهات سوريا، كانت تعيش وعائلتها حياة طبيعية في مدينة جديدة الفضل بريف دمشق، وفي الحادي والعشرين من شهر نيسان /ابريل الفائت لم يكن عاديا على العائلة، ذلك اليوم يؤرخ في ذاكرة أم عدنان لمشهد دموي أفقدها عقلها، وجعلها شريدة الذهن بعدما عاينت مقتل أولادها وزوجها، واغتصاب ابنتها القاصر أمام عينيها. تقول ابنة أم عدنان: "كان لديّ أربعة إخوة، أحدهم يقاتل في الريف الغربي من القنيطرة، وثلاثة لم تسمح لهم والدتي بمغادرة المنزل، وفي ذلك اليوم المشؤوم –يوم المجزرة- دخلت مجموعة من "الميليشيات العراقية" إلى منزلنا وقلبوا البيت رأساً على عقب بحثاً عن سلاحٍ غير موجود أصلاً، لكنهم عاثوا في المنزل خراباً، غير أنهم وجدوا ضالتهم في إخوتي الذين حاولوا الاختباء على سطح المنزل". إخوتي الثلاثة البالغون من العمر 8 و12 و18 عاماً، اقتادتهم تلك العصابات إلى ساحة المنزل، وكبلوا أمي وأبي، ثم سحبوني بوحشية ورموني  بين أفراد أسرتي، حيث بدأوا بالتناوب على اغتصابي واحدا بعد آخر أمام أعين أفراد عائلتي!.. وبعد أنّ أشبعوا غريزتهم الحيوانية، وكانت الدماء تنزف مني، جلبوا والدي وذبحوه أمامنا، ومن ثمّ بدأوا بإخوتي الكبير فالأصغر والأصغر، وكانوا في حالة هيستيريا يشوبها ضرب من الجنون والضحك، إنهم لا يعرفون شيئا عن الإنسانية، المشهد الأصعب في تلك المأساة إجبار هؤلاء الوحوش لوالدتي على السباحة في دم أخوتي. وبعد أنّ انتهوا من إجرامهم تركوني وأمي في حالة لا توصف، وبعد وقت قصير استجمعت قواي وحاولت ارتداء أي شيء يسترني قبل أن أذهب لأطلب المساعدة، حاولت أن أحمل والدتي وأبعدها عن الدماء، غير أنها رفضت وتابعت العبث بدماء أخوتي، حاولت مراراً سحبها، لكنني لم أستطع؛ لأكتشف أن والدتي قد فقدت عقلها. وتختم ابنة أم عدنان: وبعد عدّة أيام من انقضاء المجزرة أتى خالي إلينا واصطحبنا إلى مزرعته التي أعيش فيها الآن مع والدتي منذ عدّة أشهر.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجبرتها ميلشيات مسلحة على السباحة بدماء أبنائها ففقدت عقلها أجبرتها ميلشيات مسلحة على السباحة بدماء أبنائها ففقدت عقلها



GMT 10:27 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

GMT 20:22 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي أنشأ 19 قاعدة عسكرية في قطاع غزة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon