على الرغم من بقاء العديد من شوارع مدينة الموصل تحت الركام، إلا أن المدينة الجريحة بدأت تلملم جراحها.وقد افتتح قبل يومين سوق "باب السراي"، أول أسواقها وأقدمها في الجانب الأيمن من الموصل.
ويعد سوق "باب السراي" من أقدم أسواق المدينة وأكثرها حيوية، وكان يعج بالمتسوقين من مختلف المحافظات العراقية، لمئات السنين بحسب ما أكد تجار للعربية.نت.وشهد هذا السوق الخاص بالأقمشة و"البزازين" دماراً شاملاً إثر سيطرة تنظيم داعش على المدينة ما بين عامي 2014 و2017 ليكون شاهداً على وحشية التنظيم المتطرف الذي دمر كل شيء فيه.
وتعليقاً على إعادة افتتاحه، أكد العديد من تجاره غياب أي جهد حكومي من أجل اعمار السوق، لافتين إلى أنهم اعتمدوا على مدخولاتهم الخاصة.
أقرأ أيضًا:
شباب مدينة الموصل يحوّلون بقايا الحرب إلى قطع فنية فريدة
وفي هذا السياق، قال مزاحم الخياط، رئيس خلية الأزمة التي شكلها رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، عقب إقالة محافظ نينوى نوفل العاكوب : الدمار في محافظة نينوى هو الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية وفي كافة القطاعات، كل ذلك بسبب الفساد وسوء الإدارة".
كما أكد أن الدمار طال كل المرافق في المدينة القديمة، من الجسور، إلى المستشفيات والمدارس وغيرها.
وأضاف أن "الإعمار يسير بخطى ثابتة، وأن خلية الأزمة تعمل من أجل توفير أبرز ما يتطلبه الوضع الحالي لأهالي المدينة".
كما كشف أن خلية الأزمة أنهت مع معاونية المحافظة لشؤون الإعمار وضع الخطط اللازمة للمرحلة القادمة، بما كلفته 135مليار دينار عراقي.
إلى ذلك، أوضح أن "أبرز هذه المشاريع هي مشاريع الجسور والمستشفيات وكذلك تطوير الأبنية الحكومية الضرورية، وإعادة بناء الاسواق القديمة في الموصل "
من جانبه، قال اللواء نجم الجبوري قائد عمليات نينوى وعضو خلية الأزمة في نينوى: "بعد الصلاحيات التي أعطيت لخلية الأزمة بدأت الخطوات تترجم على الأرض وتمت إحالة الجسر الثالث في الموصل للعمل، وبعده ستتم إعادة إعمار بقية الجسور تباعاً، وكذلك المستشفيات ومنها إعمار مستشفى السلام الذي دمر على يد داعش".
وأكد الجبوري "فتحنا الباب على مصراعيه للمنظمات الدولية من أجل إنجاز مشاريع تخفف معاناة أهلنا في الموصل والمهم هو وضع الموصل على السكة الصحيحة، وهذا هو هدفنا، وفي الوقت القريب سوف تظهر عجلة الإعمار الحقيقية".
من جانبه قال موفق فتحي، أحد أصحاب المحلات في سوق السراي إن الحياة عادت إليهم مع عودة هذا السوق، لاسيما أنهم قضوا أعمارهم بين أجنحته، وتوارثوا مهنتهم أبا عن جد".
في حين قال فارس صالح (تاجر أقمشة) : "إن هذا السوق تاريخي وهو موجود منذ أكثر من 800 عام، بحسب أحد المؤرخين الذين تحدث معهم".
كما أكد أن زيارة الموصل دون التعريج على هذا السوق الذي يعج بالألوان والأقمشة والعطارين والملابس، ناقصة.
من جانبه، قال أبو مصطفى وهو بائع أقمشة بلهجته الموصلية المعروفة: "هذا السوق موجود منذ مئات السنين وقد تربينا وكبرنا في أرجائه، وكان أهل جميع المحافظات في العراق يقصدونه ليتبضعوا ويأكلوا من مطاعمه.
وقد يهمك أيضًا:
انفجار سيارة مفخخة في الموصل وسقوط ضحايا
كارثة غرق عبَّارة سياحية في الموصل العراقية تُثير غضبًا شعبيًّا عارمًا
أرسل تعليقك