توقيت القاهرة المحلي 03:46:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آلاف الأطفال يعانون من الحرب على قطاع غزة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - آلاف الأطفال يعانون من الحرب على قطاع غزة

الطفلة مريم
غزة - كمال اليازجي

سلطت تقارير صحافيّة الضوء على أطفال غزة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعيشون في إرث الحرب على القطاع، وبيّنت أن النشأة في مثل هذه الأجواء مؤلمة بالنسبة إلى أي طفل، وتحدثت عن الطفلة الفلسطينية مريم التي وُلدت مصابة بالشلل الدماغي، بعد اختناق والدتها جراء انفجار قنبلة.

وقضى مصور صحافي ستة أشهر يعمل على تسجيل قصص لمشروع "تراث الحرب" الوثائقي، والذي يستمر لمدة عامين، ويهدف من خلاله إلى توثيق تأثير الصراع على المدى الطويل على المجتمعات والأفراد في أنحاء العالم، مثل لبنان والأردن وأيرلندا الشمالية والولايات المتحدة وكمبوديا وفيتنام وغزة.

ولا يتركز عمله على تاريخ الحرب، والحقائق والأرقام و الخطاب السياسي والهجاء اللاذع، والانقسامات والمخاوف أو الجشع، وكلها عوامل تساعدنا على فهم الأسباب، لكنه يهتم بالموروثات والقواسم المشتركة التي تحمل أثراً نفسياً على سكان هذه المدن وخصوصًا صغار السن في غزة.
وأوضح المصوّر أن هناك تأثيرات سلبية واقعة على نحو 3 آلاف طفل يعانون من مرض التوحد ويعيشون في المنطقة، فضلاً عن وجود آخرين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، أثرت الحرب والحصار المستمر على شبكات دعم  المدارس أو توفير برامج توعية لهؤلاء الأطفال، مما يشكل ضغطا إضافيا ليس فقط على أولئك الذين يعيشون بالإعاقة، ولكن أيضا على أسرهم.

ويرى الأطفال المصابون بالتوحد العالم من منظور مختلف، والذي يتفاعل مع التحديات التي تواجهها منطقة حرب، ودفع انهيار الحياة الروتينية الآمنة، وفقدان إلإجراءات المألوفة ووفاة الأحباء، الكثير من الأطفال الى الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، ويمكن أن تكون الآثار أكثر حدة بكثير، لذوي الحساسيات المتزايدة بالفعل.

وألقى النزاع بين "إسرائيل" وحركة "حماس" في غزة بظلاله على بعض الصغار حتى قبل ولادتهم، وعلى سبيل المثال لجأت أسماء وعائلتها في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006، إلى غرفة في الطابق السفلي من منزلهم، عندما استمعوا إلى أصوات القتال المألوفة حولهم، وعاشت العائلة بالقرب من بيت لاهيا، وهي بلدة صغيرة في غزة، على بعد بضعة أميال من الحدود الإسرائيلية، مما يعني أن منزلهم كان دائما في الخط الأمامي عندما اندلعت الحرب.

وفي هذا الصيف كان منزلهم يقع وسط أشرس المعارك بين قوات الدفاع الإسرائيلية و"حماس"، وبعد فترة من الهدوء النسبي، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود واستأنفت القتال، وقبل يوم واحد، دخل الجيش الإسرائيلي منزل أسماء وأقدم على احتلاله كما فرض على الأسرة البقاء في غرفة واحدة، واتخذ القناصة الإسرائيلية مواقعهم على السطح، مما يعني أن "حماس" تستهدفهم بقذائف صاروخية.

وكل ما كان في وسع العائلة القيام به هو التجمع والانتظار، إلا أن أسماء كانت مرهقة بسبب حملها في شهرها السابع، وكانت الأسرة تستمع إلى التفجيرات وإطلاق النار والصواريخ في الخارج، وسمعت الأسرة صوت ضجيج مختلف، وتبين أن شخصًا يطرق الباب، وصوت امرأة مسنة تدعو اسمهم، وطلبت منهم السماح بالدخول، إلا أن الأسرة كانت مرتبكة وخائفة من الحركة، كما سمعوا أصواتا إسرائيلية تصرخ من فوق السطح، فضلا عن صوت انفجار صغير ثم صوت امرأة تطلب الدخول، وقبل أن يتمكنوا من الرد، وقع انفجار ضخم داخل المنزل، وأصبح الدخان والغاز في كل مكان، وكانت أسماء تختنق، ووجدت صعوبة بالغة في التنفس، ثم راحت في غيبوبة، وكانت المرأة في الخارج انتحارية تدعى فاطمة عمر محمود النجار، وهي جدة وتبلغ من العمر 64 عامًا أرسلها الجناح العسكري لحركة "حماس" لقتل القناصة على السطح، قبل أن تتمكن من دخول المنزل لتنفيذ هجومها، ورأت الإسرائيليين وهم يلقون قنبلة صوتية، حتى أنها انفجرت عند الباب.

وجعل الانفجار أسماء تجد صعوبة بالغة في التنفس، وهرعت إلى مستشفى دار الشفاء، واتخذ الأطباء قرارًا بتوليدها، وولدت مريم ذلك المساء، وبقيت في المستشفى لمدة أسبوع.

عندما عادت إلى البيت، أدركت الأسرة أن هناك شيئاً خاطئا، فمريم تصرخ باستمرار، وتنام لمدة لا تتجاوز ساعة، وأصيبت بنوبات الصرع، واكتشفوا إصابتها بالتوحد.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلاف الأطفال يعانون من الحرب على قطاع غزة آلاف الأطفال يعانون من الحرب على قطاع غزة



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon