يعدّ المطار الدولي، وتعمير الكوثر، ومصنع المعكرونة، ومشروع الإسكان، من أهم إنجازات الرئيس المصري الأسبق مبارك في محافظة سوهاج، فيما كان الفقر والبطالة والأميّة والخصخصة أهم إخفاقاته، حيث وصلت نسبة الفقر في فترة حكمه إلى 56% أي أن أكثر من نصف سكان سوهاج يعيشون تحت خط الفقر في عناء مستمر.
وصنفت محافظة سوهاج في الفترة الأخيرة بأنها ثاني أفقر محافظة على مستوى الجمهورية، فيما لم يهتم مسؤولوا مبارك في المحافظة برفع المستوى المعيشي لأبنائها، وتجاهلوا تزايد نسبة الفقر، فضلاً عن هروب أغنياء المحافظة إلى العاصمة ومحافظات وجه بحري، لعدم توافر الظروف المعيشية المريحة لهم في سوهاج، على الرغم من توافر الأموال.
وينقص سوهاج المشاريع ومستلزمات المواطنين، كما اكتسبت سوهاج أثناء حكم مبارك لقب "المحافظة الطاردة لسكانها"، وانتشر أبناؤها يعملون في أعمال دون المستوى في مناطق مختلفة من أنحاء الجمهورية.
ويأتي من بين إخفاقات مبارك أيضًا في سوهاج عدم الاهتمام بتوفير فرص العمل، مما أدى إلى هروب عدد من سكانها للعمل في الدول العربية، مثل الكويت والإمارات والسعودية وليبيا.
وتعدّ خصخصة مصنع البصل، الذي كان أكبر مصنع على مستوى الشرق الأوسط، ويوفر الآلاف من فرص العمل لأبناء سوهاج ومحافظات الصعيد بالكامل، أكبر إخفاقات مبارك، لاسيما أنّ المستثمر الذي اشترى مصنع البصل لم يكن أمينًا عليه، وصفى أعماله بالكامل، وقرر بيع أرضه إلى مستثمر آخر، يبني عليها وحدات سكنية.
وتسبب مبارك في خسارة سوهاج أهم المشاريع التي كانت تدخل لها الكثير من الأرباح وأيضاً الآلاف من فرص العمل لأبنائها.
ووصلت نسبة البطالة في سوهاج، إبان عهد مبارك، إلى نسبة 30% من أبناء المحافظة المقيمين فيها، غير الذين منها ويعملون في محافظات الوجه البحري.
وأهمل مبارك التعليم في الصعيد، لاسيما في سوهاج، حتى وصلت نسبة الأمية فيها إلى 25%، كما أنّ التعليم العالي في محافظة سوهاج اقتصر فقط على سكان عاصمة المحافظة (مدينة سوهاج) بينما أبناء المراكز والقرى يصعب عليهم جدًا الإلتحاق بالكليات العالية.
يأتي هذا فضلاً عن ما شهدته المحافظة من إهمال في صيانة شبكات الصرف الصحي، حيث باتت لا تخدم سوى 19% من سكان المحافظة، بينما لم يهتم النظام في عهده أيضًا بمنظومة الصحة، وجعلها منظومة تساعد على قتل ونشر الأوبئة بين المواطنين، إضافة إلى هجر وإغلاق مستشفيات كاملة بسبب عدم توافر الإمكانات.
وكانت آخر زيارة لمبارك إلى سوهاج عام 2010، لافتتاح مطار مبارك الدولي في مدينة الكوامل، الذي أصبح الآن مطار سوهاج الدولي، رفقة وزير الدفاع آنذاك المشير محمد حسين طنطاوي.
ورفع إنشاء مطار سوهاج المعاناة عن أبناء المحافظة، بعد أن كانوا يستخدمون مطار القاهرة، ثم مطار الأقصر، للسفر، حيث أن سوهاج من أكثر المحافظات التي يعمل أبناؤها في الخارج، وكان الهدف من إنشاء المطار تعمير مدينة الكوامل الصحراوية.
وسبقت زيارة افتتاح المطار زيارة أخرى، في عام 2007، افتتح فيها العديد من المشاريع، وأهمها مصنع المعكرونة، الذي استلمت القوات المسلحة إنشائه، بأوامر من الرئيس مباشرة.
وفي عام 2013 زار الرئيس الأسبق محمد مرسي سوهاج، وافتتح مصنع المعكرونة في المنطقة الصناعية الكوثر مرة أخرى، بعد افتتاح مبارك له بـ7 أعوام، وكأنه من إنجازاته لمحافظة سوهاج، كما قام مرسي أيضًا بنسب مشروع الإسكان في الكوثر لنفسه، على الرغم من أنه تم وضع حجر الأساس له في زيارة مبارك عام 2007، وعلى أثر ذلك قام مؤيدوا مبارك في سوهاج بالهجوم على مرسي، أثناء كلمته في أستاد سوهاج الرياضي، ورشقه بالحجارة، ما اضطره إلى إنهاء زيارته، قبل موعدها المحدد.
ومن إجازات مبارك أيضًا في سوهاج، التي يحفظها له السوهاجيون إنشاء وتعمير مدينة الكوثر، بعد أن كانت صحراء، وجعلها مدينة صناعية تقام فيها الاستثمارات.
وحرص مبارك على إنشاء مشاريع غير متوافرة في محافظات الصعيد، وعلى رأسها مدينة ترفيهية عملاقة، تعد الأكبر على مستوى الصعيد، كما استكمل تطوير الكوثر باعتماد مشروع الإسكان هناك، مما يوفر السكن للمواطنين بأسعار رمزية، وتتحمل الدولة إنشاء الوحدات السكنية، وتجهيزها للسكن.
وأعرب مبارك، في زيارته لسوهاج قبل الأخيرة، عن اهتمامه بالقرى والمشاريع التي تخدم البسطاء، وافتتح في إطار ذلك مشروع الصرف الصحي في مركز طهطا بتكلفة 150 مليون جنيه، ومحطة مياه الشرب في مركز المراغة، بتكلفة 100 مليون جنيه، ومحطة كهرباء طما بتكلفة 45 مليون جنبه.
ووضع مبارك العديد من المشاريع في سوهاج ضمن برنامجه الانتخابي لفترتين، وكان منها إنشاء متحف سوهاج القومي، الذي أنجز منه 70% وتوقف في مرحلة الإنشاء عقب ثورة "25 يناير".
أرسل تعليقك