القاهرة- أكرم علي
يغادر بعض العاملين المصريين يغادور إلى الأراضي الليبية بحثًا عن الزرق، فضلاً عن وجود عشرات الآلاف من المصريين المتزوجين من ليبيات ويصعب عودتهم، رغم القرار المصري بمنع المصريين من السفر إلى ليبيا عقب مقتل 21 من المصريين الأقباط في ليبيا على يد تنظيم داعش العام الماضي، وصدور قرار رسمي بمنع المواطنين من السفر إلى ليبيا.
ويفسر الأمر مسؤول في الخارجية المصرية بأن المصريين خاصة من القرى الفقيرة يعتقدون أن ليبيا فرصة هائلة للعمل وفي ظل الأوضاع الحالية اعتمادًا على مبدأ "الله هو الحامي لهم" دون أن يخشوا الأوضاع الأمنية الصعبة في البلاد حيث يتعرضون للخطف والسرقة وأحيانًا للقتل، وأوضح في تصريحات إلى "مصر اليوم" أن هناك المئات من المصريين يغادرون إلى ليبيا للهجرة غير الشرعية ومنها إلى إيطاليا والدول الأوروبية القريبة منها.
وبالنسبة إلى من يلومون المواطنين على البقاء في ليبيا والاستمرار في عملهم، فهؤلاء لا ينظرون لوجهات نظر أصحاب المصلحة، وهي أن ليبيا كانت فيها ما يتجاوز 2 مليون مصري يعملون هناك أطباء ومهندسين ومعلمين وعمال وسائقين، وهؤلاء كل أموالهم ومدخراتهم وأبنائهم هناك، وليس من السهل عليهم أن ينهوا أعمالهم ويعودوا فورًا، ثم أن كثيرين من سائقين أو عمال ربما ليست لديهم فرص في الداخل، ناهيك عن أن ملايين ممن عادوا من العراق أو سورية خلال الأعوام الأخيرة يضطرون للعمل في ليبيا.
وهذه وجهة نظر العاملين في ليبيا والسائقين الذين يتعرضون للخطف أو القتل أو السرقة، مع العلم أن هناك مناطق تختلف عن غيرها في ليبيا وبعض الأقاليم تخلو من الخطر نسبيًا، ولو طلبت الدولة عودة كل هؤلاء ستجد مشكلة في توفير وظائف أو دخول لهم، حتى لا يضافوا إلى طوابير العاطلين، وربما على الدولة أن تتوقع عودة هؤلاء وتجهز للتعامل معهم.
وأكد مسؤول في مكتب الأمم المتحدة في القاهرة أن آخر التقارير الحديثة تؤكد تسجيل أكثر من مليون شخص من مصر ودول أخرى هجرة غير شرعية عبر ليبيا إلى الدول الأوروبية وهو رقم مخيف في كافة الأحوال وينذر بكوارث عدة، وأوضح المسؤول في تصريحاته إلى "مصر اليوم" أن القارة الأوروبية تتعاون مع سلطات الدول المختلفة المجاورة إلى ليبيا لتأمين الحدود ومواجهة الهجرة غير الشرعية والعمل على منعهم من الوصول إلى ليبيا.
وذكر أحد الدبلوماسيين في السفارة الليبية لدى القاهرة أن المصريين لم يأتوا إلى مقر السفارة الليبية للحصول على التأشيرة بعد قرار منع السفر ويغادرون بريًا عن طريق معبر السلوم أو البحر المتوسط من دون أيّة أوراق رسمية للعمل أو للهجرة غير الشرعية، ومن المتوقع أن تستمر عمليات الخطف والقتل والسرقة للمصريين في ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا الآن وتنذر بإمكانية وقوع كوارث جديدة في أي وقت للمواطنين في ليبيا لعدم الالتزام بقرار عدم السفر لها.
أرسل تعليقك