المنيا ـ جمال علم الدين
ما بين تاريخ آثري يضرب جذوره في مئات السنين التي مضت وواقع مؤلم يحاصره الإهمال، تواجه قرية دير الملاك، في مركز ملوى جنوب محافظة المنيا؛ أزمة كبيرة بسبب ضعف الخدمات، خصوصًا عدم توافر مدارس ورغيف العيش، وتعاونت عام 1995، مطرانية ملوى مع أهالي القرية، ونجحوا جميعًا عبر الجهود الذاتية في إنشاء مدرسة لأطفال القرية، قبل أن ترفض وزارة "التعليم" ضمها إلى مدارس الجمهورية لنقص عوامل الأمن بها، بحسب شهادات الأهالي.
وأوضح سمعان عبد المسيح، أحد أهالي القرية، أنّ "عدد أبناء القرية أكثر من سبعة آلاف مواطن، ونعاني منذ أعوام من تجاهل مسؤولي محافظة المنيا معنا، وأطفالنا يسافرون إلى المدارس في مناطق بعيدة، إما إلى البياضية أو الريرمون، التي تبعد عن قريتنا أربعة كيلومترات".
ولفت إلى وجود أطفال في القرية تجاوزت عمرهم ثمانية أعوام، ولم يلتحقوا في أي مدارس لرفض القائمين على المدارس داخل القرى المجاورة قبولهم، حجة أنّ المدرسة اكتفت بالطلاب، موجهًا استغاثة محافظ المنيا اللواء صلاح الدين زيادة لتفعيل المدرسة الوحيدة في القرية، فيما شدد نسيم خلف، أحد أبناء القرية، على أنّ الصرف الصحي الأمر يغرق منازل القرية وشوارعها، ولا توجد أي جهة تتدخل لحل هذه الأزمة.
وأضاف نسيم، أنّ رغيف العيش يعد حلمًا بعيد المنال لأبناء القرية، وتابع باسم ماهر: "نضطر إلى قطع كيلومترات عدة للوصول إلى قرية الريرمون المجاورة من أجل الحصول على الخبز، ما يمثل معاناة كبيرة وعبئًا ماديًا على الأهالي"، وذكر ألية توفيل: "لدينا مخبزين في القرية مجهزين على أعلى مستوى وتم الانتهاء منهما، إلا أنهما لا يعملان بسبب عدم وجود حصة دقيق، ومسؤولي مديرية التموين يتجاهلوننا تمامًا".
وطالب الأهالي محافظ المنيا بزيارة القرية للوقوف على مشاكلها مناشدين وزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب وضع القرية على خريطة التطوير ومراعاة ظروف أهلها.
أرسل تعليقك