تتعدد طرق الصراع الذي يجري في منطقة الشرق الأوسط، بين تنظيمات متطرفة ابتلي بها عالمنا العربي بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية، يأتي على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل لإعادة رسم المنطقة من جديدة، عبر تقسيم الدول واستهداف ما تبقى من جيوشها.
"مصر اليوم" تكشف تفاصيل مخطط وضعته المخابرات الأميركية والإسرائيلية، يستهدف ضرب الجيش المصري عبر استهداف التنظيمات المتطرفة والجهادية في سيناء وعلى حدود المشتركة لدول المصرية مع جيرانها، من خلال دعم تلك الجماعات والتنظيمات بالصور ومعلومات حية عن منشآت عسكرية وحيوية يتم التقاطها عبر الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" وطائرات إسرائلية دون طيار.
مذكرة صادرة عن وكالة الفضاء الأميركي "ناسا" والتي حملت طابع "سرى للغاية " التى كشفتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية حول تعاون وحدة "8200" في جهاز الأمن العام الإسرائيلي مع وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في التجسس على عدد من دول المنطقة التى تشكل محور استراتيجي.
وجاء في تلك المذكرة السرية: أنه "عقب اسقاط عدد من الأنظمة والجيوش العربية فى مطلع عام 2011، ازداد حجم النشاط بين وكالة الاستخبارات الأميركية وجهاز الموساد الإسرائيلي، لمتابعة ورصد ما يجري داخل الأراضي المصرية عامةً وداخل سيناء بصفة خاصة".
وتابعت المذكرة: أنه استنادًا إلى التصديق من رئيس الاستخبارات الوطنية في إدارة أوباما، الجنرال "جيمس كليبر"، كلفت وكالة جمع المعلومات الإلكترونية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، الوحدة "8200" التابعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي بتوفير معلومات وصور حية حول القضايا الشائكة والهامة في المنطقة العربية، ولاسيما العناصر المتطرفة في سيناء.
وتابع التقرير أن الوحدة 8200 الإسرائيلية حصلت مقابل تلك المعلومات على مزايا الوصول الجغرافي الواسع عبر "ناسا" والتمتع بخبرات في الهندسة وفك شفرات عدد من الأجهزة السيادية والعسكرية، كما أتيحت لها حرية الوصول إلى تكنولوجيا وأجهزة أميركية متقدمة بما في ذلك الشراء المباشر والحصول على الدعم العسكري.
وأشارت المذكرة إلى أنه كان هناك تعاون استراتيجى بين وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" وجهاز المخابرات الإسرائلية "الموساد" من ناحية وبين قيادات وأعضاء الجيش السوري الحر، من خلال قيام وكالة ناسا الفضائية، بدعم قيادات الجيش السوري، بصور حية ومعلومات استخباراتية عن أهم التمركزات التي يقطن بها قيادات وأفراد الجيش السوري، وأهم مواقع المؤسسات العسكرية والأمنية، ومخازن السلاح والذخيرة المملوكة للجيش السوري والتي استهدفها فيما بعد أفراد الجيش السوري الحر بناءً على تنسيقه مع تلك الأجهزة الاستخباراتية.
بعرض هذه المعلومات التى تتضمنتها المذكرة السرية ، على عدد من خبراء الأمن والاستراتيجين؛ أجمعوا على أن الجيش المصري يشكل عقبة أساسية أمام الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في تقسيم المنطقة، لاسيما بعد انهيار عدد من جيوش المنطقة.
وأضاف الخبراء أن أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية تسعى لاستهداف الجيش المصرى وتفتيته، خاصةً بعد سقوط جماعة الإخوان في المنطقة.
وكشف أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية في جامعة الأهرام الكندية، أكرم الشريف، أن الولايات المتحدة الأميركية تتجسس على أغلب دول العالم، أما في منطقة الشرق الأوسط، فهي تشكل ركيزة أساسية لها فى مشروعها المسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد" لذا فهي تنسق تعاونها مع المخابرات الإسرائلية، لتجسس على دول مجلس التعاون الخليجي كالسعودية والإمارات والكويت ودول شمال إفريقيا، وفي مقدمتها مصر.
وتابع الشريف أنه لولا إرادة الله ويقظة الشعب المصري والقوات المسلحة لكنا في طريقنا إلى التقسيم والتفتيت.
وأكد الشريف أنه لا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تتجسس على الجيش المصري عبر الأقمار الصناعية التي تملكها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا "، في رصد عدد من المنشآت العسكرية والأمنية والمناطق الحيوية والسيادية وتصويرها وإيفادها إلى الجماعات والتنظيمات المتطرفة التي ترعاها وتمولها في المنطقة.
على صعيد متصل؛ أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس، أكمل تحسين، أن الولايات المتحدة الأميركية زعمت في حروبها التي شنتها في المنطقة أنها تهدف إلى مواجهة ومكافحة التطرف، وهي أول من خلقت التنظيمات المتطرفة وقدمت الدعم المادي واللوغستي.
وتابع أنه لا يستبعد قيام المخابرات الإسرائلية بدعم مرتكبي حادث الفرافرة بصور ومعلومات حية عن أماكن وتمركزات جنود الجيش المصري.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أكمل تحسين، أنه كان هناك تنسيق كامل بين المخابرات الأميركية والإسرائلية من ناحية وبين قيادات واعضاء الجيش السوري الحر، من خلال قيام وكالة ناسا الفضائية بدعم قيادات الجيش السوري بصور حية عن أهم التمركزات التي يقطن بها أفراد الجيش السوري، وأهم مواقع المؤسسات السيادية، التي استهدفها فيما بعض الجيش السوري الحر.
وتابع: أنه لا يمكن للجيش السوري الحر مهما كانت قدرته وحجم إمكانياته أن يرصد بدقة أهم مواقع العسكرية للجيش السوري لولا أن أميركا وإسرائيل تدعمه عبر مده بالمعلومات والصور عن تلك التمركزات العسكرية.
من ناحية أخرى؛ أكد الخبير الأمني والاستراتيجي، اللواء عبدالرحمن راشد ، أن القمر المصري الجديد سيضيف إلى القدرات العالية والفائقة التى تملكها المؤسسات العسكرية والأمنية في مصر لردع أي محاولات تجسس من قبل المخابرات الأميركية والإسرائلية وسيمكن من مواجهة التنظيمات المتطرفة القابعة فى سيناء وعلى الحدود الجنوبية.
أرسل تعليقك