توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لاعتقادها بأنها من وسائل طرد الأرواح الشريرة

القرى النائية غرب أفريقيا لا تزال تستخدم الندبات والوشوم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - القرى النائية غرب أفريقيا لا تزال تستخدم الندبات والوشوم

صور تجسد "فن الموت" من الوشوم القبلية فى غرب أفريقيا
باريس - مارينا منصف

تعتبر الوشوم والندبات المحفورة في الجلد نوع من الفن الجسدي بالنسبة للقبائل التي تعيش في القرى النائية في غرب أفريقيا، حيث يعتقد أن قطع الجلد وعمل ندبة من وسائل طرد الأرواح الشريرة من الجسم، والتقط المصور الفرنسي "إريك افورج" سلسلة من الصور التي تكشف عن التقاليد والمعتقدات وراء الوشم في منطقة "بنين".

القرى النائية غرب أفريقيا لا تزال تستخدم الندبات والوشوم

وذكر إريك " إنه فن الموت ويتم فقط في القرى الريفية مثل هولى وسومبا وفولانى و فون والتي تحظى بندوب ووشم مثير للإعجاب"، وسافر أريك إلى هذه القرى وعلم أن الناس هناك تفتخر باتباع التقاليد والمعتقدات المتعلقة بفن وشم الجسم.

ويتخذ الوشم في كثير من الأحيان أنماط هندسية وتصاميم معقدة، ويكشف الوشم عن القبيلة التي ينتمي إليها الشخص ويرمز للقوة والجمال، وأضاف إريك " كل رجل أو إمرأة في جميع أنحاء بنين يتبع نمط معين من الندبات في وجهه لتحديد القبيلة التي ينتمي إليها، وقديمًا عندما كانت القبائل المختلفة في المنطقة في حالة حرب فكانت الندبات تساعد المحاربين في تحديد من هو الصديق ومن هو العدو".

وأوضح إريك أن أحد الرجال أخبره أن هذه الندبات ساعدت في تحديد موتى كل قبيلة وخاصة بعد انتهاء المعارف فكان يسهل على الأجداد التعرف على المحاربين القتلى وإقامة الجنازات وفقًا لتقاليد القبيلة.
ويتم قطع جلد الأطفال في حالة مرضهم أو رفض تناول الطعام بغرض تخليصهم من الأرواح الشريرة، وعند ولادة طفل دون مشاكل فيتم قطع جلده وعمل خط أفقي صغير في وسط خده الأيسر.

ولفت إريك إلى أن عمل قطع لخلق ندبة لدى الطفل يعتبر كرسالة للطفل ذاته لتعليمه أن العالم الذي سيعيش فيه صعبًا، ويجب عليه أن يستعد للمعاناة، كما يعتقد الكثير من الناس أن الندوب توفر لهم الحماية، وهو اعتقاد له جذور جزئية نابعة من تجارة الرقيق، حيث يفضل تجار الرقيق الأوربيون شراء الناس أصحاب الوجوه غير المخدوشة، كما يُنظر إلى الوجه الطبيعي باعتباره دليلًا على العيش في صحة جيدة، ولا تزال القبائل تعتقد حتى الآن أن هذه العلامات يمكنها جلب الحظ الجيد والحماية.

وتنتشر الندبات في بطون السيدات في منطقة "هولى" كدليل على الجمال والاعتقاد بأن المزيد من الندوب تشير إلى ميلاد العديد من الأطفال، وتستغرق بعض التصاميم المعقدة ثلاثة أيام لعملها وتعتبر دليل على قوة المرأة، وعندما يكتمل تصميم الندبات تصبح المرأة مستعدة للزواج.

وينطبق نفس الشيء على قبيلة "أوتمارى" وتحظى النساء هناك بمزيد من الندبات على ظهورهن في حالة الحمل حتى تجلب لهم الحظ الجيد والصحة، وتعتبر الندبات بالنسبة لرجال القبيلة في وجوههم وأجسامهم علامة على قوتهم وتجعلهم أكثر جاذبية.

وبيّن إريك أنه يعتقد أن هذه الندوب مقدسة، ويتم تصميمها عن طريق رمي المحار على الأرض ومشاهدة شكلهم على الأرض والذي يعتبر مصدر الإلهام لتصميم الندبات، وتعتبر أفضل أشكال الندبات التي تتغير وفقًا للضوء.

القرى النائية غرب أفريقيا لا تزال تستخدم الندبات والوشوم

وتصنع هذه الجروح باستخدام أداة يعتقد أن لها قوى سحرية، ويوضع على الأداة مزيج من الفحو وزيت النخيل يسمى " chocho'" لعمل الوشم الدائم، ونظرًا للطريقة المؤلمة التي يصنع بها الوشم واحتمالية الإصابة بالأمراض نتيجة قطع جلود الجميع بنفس الأداة منعت هذه الممارسات في المدن الكبرى مثل كوتونو وتعتبر غير قانونية أيضًا، ولا تزال هذه الندبات من الطقوس في قبيلة أوتمارى وخاصة الأطفال من عمر 10 أعوام.

ولفت إريك إلى أن الأمر مؤلم جدًا حتى أن بعض الأطفال يرفضون إتباع هذه التقاليد، ونتيجة لذلك يقحمهم الآباء في الاحتفال من دون توقعهم، مضيفًا أنه عادة لا يعلم الأطفال في اوتمارى باللحظة التي سيتم فيها جرح جلدهم، حيث يقود الطفل إلى الاحتفال شخص لا يعرفه جيدًا لتجنب رفضه إذا ما اقتاده  أحد والديه، وبدلًا من ذلك يشعر الطفل بالضيق من شخص غريب لا يعرفه وربما لن يراه مجددًا"، وفى هولى اتخذ الآباء نهجًا أكثر ليونة ويعتقد الكثيرون هناك أنه تقليد وحشي ولا يفضلون القيام به مع أطفالهم.

القرى النائية غرب أفريقيا لا تزال تستخدم الندبات والوشوم

وأفاد إريك أن الأطفال الذين ينتمون إلى أسر متعلمة أقل عرضة للوشم مضيفًا أن قليل من الأطفال لديهم ندبات كثيرة في قبيلة هولى لأنهم يذهبون إلى المدرسة ويختلطون مع أجناس أخرى ولا يريد الأطفال أن يكونوا عرضة للسخرية من زملائهم.

ولا يزال وشم الجسم من الأمور المنتشرة بين الشباب ويختار بعضهم تصاميم أصغر حجمًا عن تلك الموجودة على وجوه أمهاتهم وأجدادهم، وتضع الشابات الصغيرات مسحوقًا أسودًا على الندبات بحيث تبدو عصرية مثل طريقة مكياج النساء الغربيات، وأوضحت امرأة لإريك من قبيلة هولى أن هذه العلامات تعطيها شعورًا بالانتماء والاعتزاز مضيفة أنها عندما تذهب إلى السوق مع أختها يعرفها الناس من خلال العلامة في وجهها وربما تكون من نفس العائلة وأنها فخورة بذلك.

القرى النائية غرب أفريقيا لا تزال تستخدم الندبات والوشوم

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرى النائية غرب أفريقيا لا تزال تستخدم الندبات والوشوم القرى النائية غرب أفريقيا لا تزال تستخدم الندبات والوشوم



GMT 23:00 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تكرم الأميرة الراحلة ديانا بطريقتها

GMT 22:21 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تستعد لحدث ملكي مهم وغياب الملكة كاميلا

GMT 22:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 18:37 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 22:23 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تلتقي بأصحاب مشاريع إنتاجية وتقدم لهم الدعم

GMT 03:49 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يطالب هاريس باجتياز اختبار القدرات العقلية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon