توقيت القاهرة المحلي 20:40:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حيث يواجه الآلاف الجوع والضرب والاغتصاب والذبح

حارسة تروي فظائع شاهدتها في مخيمات الموت في كوريا الشمالية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حارسة تروي فظائع شاهدتها في مخيمات الموت في كوريا الشمالية

الرئيس الكوري الشمالي كيم غونغ
سيول ـ منى المصري

كشفت ليم هاي جين، من الحرس النسائي الكوري الشمالي، عن ذكرى شقيقين تمكان من الفرار لفترة وجيزة من معسكر الاعتقال الضخم في جبال كوريا الشمالية، حيث قُتل 7 أفراد من أسرهم على الفور انتقامًا، وتعرض عددًا أكبر من السجناء للضرب المبرح كعقوبة جماعية لمحاولة اختراق السجن، وبعد عدة أسابيع تم جمع الحراس، وأخذت الجثث المعذبة خلف الأسلاك الشائكة، حيث تم القبض عليهم في الصين وتمت إعادتهم في النظام القمعي، مضيفة "تم قطع رأس الشقيقين أمام الجميع، لقد دعوا الجميع لمشاهدة الواقعة كتحذير من الفرار، ثم كان على السجناء الآخرين رمي الحجارة عليهم".

حارسة تروي فظائع شاهدتها في مخيمات الموت في كوريا الشمالية

وشعرت ليم، "20 عامًا حينها"، بالصدمة ولم تأكل لعدة أيام، وتعد الواقعة واحدة من الحوادث الرهيبة التي شهدتها خلال 7 أعوام كحارس في المخيم، فضلًا عن عمليات القتل الروتينية والتعذيب والاغتصاب للسجناء السياسيين الذين اعتبرتهم الدولة أعدائها، ومن بين أحد الحوادث تم تجريد امرأة من ملابسها لتصبح عارية ثم أطلقت النيران عليها لأنها ضايقت حارس أثناء الاستجواب، متابعة "إنهم لا يرونهم كبشر ولكن كالحيوانات"، متحدثة حاليًا عن تجربتها بعد أن اعتُقلت نفسها في الصين، كاشفة عن أهوال معسكرات العمل القسري في كوريا الشمالية، والتي تضم نحو 200 ألف شخص.

فيما توضح تصريحات ليم عن استمرار التوترات في شبه الجزيرة الكورية، ويضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الصين لتحذير جارتها القاسية من صراع كبير محتمل إذا لم يتم حل الأزمة بشأن محاولات كوريا الشمالية لتطوير أسلحة نوورية من خلال الدبلوماسية.

وتعد ليم، أول واحدة من الحرس التي تتحدث بصراحة عن تجربتها، مضيفة "لقد تم التلاعب بنا لعدم الشعور بالتعاطف مع السجناء، وقيل لنا أنهم ارتكبوا جرائم فظيعة، الآن عرفت أنهم كانوا أشخاصًا عاديين لذلك أشعر بالذنب"، ونجا القليل من هذا الجحيم الخفي، حتى أن الأطفال تعرضوا للسجن مدى الحياة بجانب آبائهم وأجدادهم بموجب القواعد التي تعاقب ثلاثة أجيال على الانشقاق.

وتشير الدلائل عبر الأقمار الصناعية، إلى أن تلك الوحدات الهمجية زادت عند تولي كيم غونغ أون السلطة الديكتاتورية قبل 6 أعوام، على الرغم من إنكار وجودها، وبدأت ليم العمل لأول مرة في "معسكر 12"، وهو مزرعة مسيجة لزراعة الذرة والفلفل بالقرب من الحدود الصينية، حيث كان عمرها حينها 17 عامًا، وكان من بين السجناء مسؤولين رفيعي المستوى الذين وقعوا في خلاف مع النظام، بينما تعرض الحراس الذين نشأوا في أسرة كيم إلى جلسات لغسيل الدماغ مرتين في الأسبوع، وأخبروا آلا يروا السجناء كبشر، وكان معظم النزلاء في المعسكرين الذين عملت فيهما ليم من النساء والأطفال، مردفة " إذا كان الرجال أصحاء فكان يتم إرسالهم إلى المناجم حيث استخدموا كعمال، ومات منهم الكثير وتعرضوا للمعاناة النفسية".

ومن جانبه، أشار أحد الناجين، إلى الحوادث المتكررة في المحاجر والألغام حيث عمل السجناء، ويزعم أيضًا أن المئات لقوا حتفهم في تفريغ أنفاق ضخمة في جبل مانتاب لاختبار الأسلحة النووية، فيما أوضحت ليم، أن الحراس الذكور كانوا يسيئون معاملة النساء ويغتصبونهم بشكل أساسي، لأن السجناء ليس لهم الحق في رفض ذلك، وإذا حملت المرأة فإنها تضطر إلى الإجهاض أو الحقن المميت، وإذا كان الحمل متقدم تعرض الأطفال للضرب حتى الموت أو دفنوا أحياء، وتحتوي المخيمات على ما يسمى "زواج المكافأة"، حيث يمنح السجناء كأزواج باختيار من رؤساء المخيمات كحافز للعمل الجاد.

ويعمل السجناء 7 أيام في الأسبوع، ويستيقظون في الخامسة صباحًا، ويعملون لما يصل إلى 16 ساعة في الحقول والمصانع قبل جلسات إعادة التعليم، حيث يتم تحفيظهم المراسم الرسمية، وتجري عمليات التفيتيش 3 مرات يوميًا للتحقيق من عدم فرار أي شخص عبر 3 حلقات من الأسلاك الشائكة المحيطة بالمخيمات، كما يتم إطلاق النار على أي شخص خارج عنبر النوم ليلًا، وبينت ليم "حتى بعد موت السجناء لا يتم معاملتهم بإنسانية حيث تتراكم الجثث في جانب واحد، وليس هناك أي احترام لهم أو جنازة وبعد أسبوع تحرق الجثث".

ويرتدي السجناء الزي السابق للجيش وصنادل من المطاط، ويتعرضون للجوع ويعيشون على حصص غذائية ضئيلة من الذرة والملح، كما أن أي شخص يعمل في الحقول ويتناول الطعام منها يتعرض للضرب أو الحبس في زنزانة تحت الأرض صغيرة جدًا بحيث لا يمكنه الوقوف عليها.

ومن ناحيته، ذكر كانغ تشول هوان، الذي أرسل إلى معسكر اعتقال يودوك في التاسعة من عمره بعد اتهام جده بالتحريض على الفتنة: "عندما وصلت كان المشهد أشبه بفيلم رعب، شاهدت مرة فيلم عن معسكر أوشفيتز وهذا ما ينطبق على الوضع الذي رأيته، كان يتم تجويعنا دائمًا ولم نعطى البروتين لذلك كنا نلتقط الثعابين والجرذان والحشرات"، موضحًا أنه شاهد أحد السجناء الذين تم شنقهم وتركت جثثهم حتى جاءت الغربان وأكلتها.

حارسة تروي فظائع شاهدتها في مخيمات الموت في كوريا الشمالية

ويحتجز السجناء غالبًا بشكل تعسفي ولا يعرف معظمهم جريمته أو جريمه ذويه، وشملت الجرائم ترك الغبار على ضوؤة القائد الأعلى وإقامة خدمة دينية والاستماع إلى راديو أجنبي، وخلال فصل الشتاء عند عمل السجناء في الغابات، كانوا يتحركون ببطء جراء التعب ولتجنب سقوط الأشجار بشكل مفزع، وكان الحراس يضحكون عند سحق أحد السجناء بعد وقوع الأشجار عليه.

وأُلقيت جثث السجناء في كومة كبيرة مع تجمد الأرض في الشتاء، وأبرز جونغ جوانغ، أحد السجناء: "لم يكن جميعهم ميتون كنت أسمع أنين بعضهم عند الذهاب إلى المرحاض، لقد تركوهم يتجمدوا حتى الموت"، وأكمل نوح هوي تشانغ، أحد كبار المنشقين هذا القرن، والرئيس السابق لحزب الشباب الحاكم: "جميع المواطنين يعرفون تلك المخيمات، إنه نظام من الخوف والجميع خائف جدًا مما قد يحدث"، وكان هرب نوح عام 2014، بعد مقتل حليفه وعم كيم جونغ أون بواسطة القائد الجديد، وبطي نوع عندما كشف عن إرسال زوجته وأطفاله وأشقائه إلى المعسكر بعد هروبه.

وأردف آهن ميونغ تشول، الذي عمل كحارس في 4 معسكرات مختلفة: "من يموتون محظوظون، إنها عبودية وتعذيب للناس على مدى قرون"، وكان آهن يضرب السجناء بسبب 3 أعوام من غسيل الدماغ والدعاية، حتى تحدث إلى أحد السجناء واكتشف أنهم أبرياء، موضحًا أن رئيسه قتل أحد السجناء الكبار سنًا عن طريق تحطيم قضيب معدني على رأسه، مضيفًا "لم يعاقب أبدًا على ذلك"، ويقيم حاليًا حملات ضد هذه المخيمات نتيجة شعوره بالذنب.

وأدانت الأمم المتحدة قبل 3 أعوام مخيمات كوريا الشمالية، باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، ولكن حتى الآن لا توجد لقطات موثقة لتلك المخيمات، وكشف ثور هالفورسن، من مؤسسة حقوق الإنسان التي تساعد المنشقين: أنه "منذ معسكرات النازيين وستالين لم ترى الإنسانية مثل هذا النظام اللاإنساني لمعاقبة البشر".

وتعيش ليم حاليًا في سيول على بعد 35 ميلًا من النظام الاستبدادي الذي انشقت عنها منذ 15 عامًا، حيث فرت عندما أجبرت على السير عارية أمام الحراس الذكور، وتخشى من أن تكون المخيمات أصبحت أسوء عما غادرتها، وتشعر بالغضب من النظام الذي خدمته يومًا ما بإخلاص، مواصلة "أشعر بالخيانة من قبل القادة الذين كذبوا علينا، قيل لنا آلا نعتبر هؤلاء السجناء بشر، والآن أشعر بالصدمة".
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حارسة تروي فظائع شاهدتها في مخيمات الموت في كوريا الشمالية حارسة تروي فظائع شاهدتها في مخيمات الموت في كوريا الشمالية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon