c المصابات بمرض "البرص" يلقوْن معاملة سيئة في العاصمة الغانية - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 03:23:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ينتشر "سرطان الجلد" بينهن بمُعدّلات مرتفعة للغاية

المصابات بمرض "البرص" يلقوْن معاملة سيئة في العاصمة الغانية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المصابات بمرض البرص يلقوْن معاملة سيئة في العاصمة الغانية

بيرنيتش أغبوادا
أكرا ـ منى المصري

تركت بيرنيتش أغبوادا المدرسة الثانوية في الخامسة عشرة مِن عمرها، لأنها لم تستطِع رؤية السبورة، إذ إنّ المشي إلى مقدّمة الصف لمعرفة ما يكتبه مدرّسها تفاقم بسبب السخرية المستمرّة من زملائها، وبعد عامين، عادت إلى المدرسة وبدأت تدفع لشخص ما لتدوين الدروس.

ينبذها الجميع في وسائل المواصلات العامة
وتبلغ أغبودا الآن 19 عامًا، ولها أحلام كبيرة حيث الالتحاق بكلية الحقوق، واحتراف الغناء وكذلك عرض الأزياء، لكن في البداية تحتاج إلى إكمال السنة النهائية في المدرسة الثانوية، مما يعني أن يومها يبدأ وينتهي بين حافلات القطاعي العام والخاص، المعروفة باسم "ترو تروس" والتي تأخذها إلى المدرسة في العاصمة الغانية أكرا.

المصابات بمرض البرص يلقوْن معاملة سيئة في العاصمة الغانية

وحين تستقلّ الحافلة تقابل أشخاصا يصرخون في وجهها، بعبارات مثل "أجنبية بيضاء"، نظرًا لأنها من أصحاب البشرة البيضاء على عكس غالبية الغانيين، ولا أحد يريد الجلوس معها، حتى عندما تكون السيارة ممتلئة، لكن يرجع بياض بشرتها إلى إصابتها بمرض البرص، وفي غانا، يعتقد البعض بأن وجود أصحاب هذا المرض حولهم يعد سوء حظ، مما يدفع الآباء أنفسهم إلى عدم الاعتراف بأطفالهم المصابين بالمرض، والبعض يحاول قتلهم، ويعتقد آخرون بأن أجسادهم تجلب الثروة والازدهار، مما يدفع الناس إلى قتلهم وبيع أجسادهم، وهذه العادة أقل في غانا مقارنة بدول أفريقية أخرى مثل موزنبيق وملاوي وتنزانيا.

يبتعد عنهم الجميع
يوجد نحو 2000 شخص في غانا من بين تعداد سكان يبلغ 28 مليون نسمة، مصابون بالبرص، وفقا لما ذَكَره كوامي أندروس داكلو، متطوع يركز على الدفاع عن المصابين بالمرض، مع جمعية "Engage Now Africa" وهي منظمة غير حكومية تقدم الخدمات الطبية والمياه النظيفة والتدريب على أعمال المجتمعات في غانا والدول الأفريقية الأخرى.

ويتم عزل المصابين بالبرص في غانا، وبعضهم غير قادر على الحصول على الموارد التي تساعدهم في محاربة الشمس، لكن في السنوات الأخيرة أقاموا اتصالات على منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"واتساب"، مما إدى إلى تحويلهم من وصمة عار إلى تكوين روابط اجتماعية وصداقات.

وﺗﺨﺘﻠﻒ ﺗﺠﺎرب اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن بمرض البرص وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﺼﻒ واﻟﺴﻦ واﻧﺘﺸﺎر هذه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﻢ، ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إلى الأﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ أكرا وﻓﻲ اﻟﻘﺮى اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺧﺎرج اﻟﻌﺎصمة ﻓﺈن اﻟمرض ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺆدي إﻟﻰ إهمال و ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪﻳﻦ.

المصابات بمرض البرص يلقوْن معاملة سيئة في العاصمة الغانية

يُحاول البعض قتلهم خوفًا منهم
وفي هذا السياق، قال آدم عبدالوهاب، محرر أخبار، ولد ونشأ في قرية بالقرب من تامالي، في المنطقة الشمالية بغانا "كانت هناك عدة محاولات من والدي لقتلي لأنني ولدت مصابا بالبرص، ظنوا أنني كنت من عالم آخر، وأراد بعض الأشخاص الروحيين أن يأخذ روحي".

وأوقف جد السيد عبدالوهاب القتلة المحتملين، لكنه لا يزال يتذكر محاولات قتله، ويقول السيد وهاب إنه بعد مرور أكثر من 30 عاما، لا يزال هناك اهتمام قليل من وسائل الإعلام أو نشرها توعية بشأن البرص، وعلى الرغم من أن السيد عبدالوهاب هو من المدافعين عن الأشخاص المصابين بالمرض نيابة عن اتحاد غانا للإعاقة، فإن الناس في المناطق الريفية على وجه الخصوص لا يتم الإبلاغ عن حالتهم.

وقدمت منظمات مثل جمعية غانا للأشخاص المصابين بالبرص خلال الأعوام الأخيرة البحوث والدعوات للأشخاص المصابين بالمهق، في أكرا، ولكن الأشخاص الذين يعيشون مع المرض في القرى الريفية التي يحكمها الرؤساء يكونون عرضة للعنف بشكل خاص، وفقا لسيلفيا أنساه، 34 عاما، وهي مديرة لبرنامج "Engage Now Africa" للبرص.

يُصابون بسرطان الجلد سريعًا
ووفقا للسيد داكلو، الأخصائي الاجتماعي، فإن الحكومة لا ترى البرص كإعاقة، وكثير من الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة لا يتلقون الموارد التي يحتاجون إليها، بما في ذلك الدعم التعليمي في المدرسة، وكشوفات الجلد الدورية والمال لشراء واقي الشمس.

ويعد الخوف من الاختطاف مصدر قلق يومي لنانسي داركوا، البالغة من العمر 20 عاما، وهي أم عازبة من قرية ريفية، ولدت ابنتها فرانشيسكا البالغة من العمر 4 سنوات بالبرص، وأنكر زوجها أبوة ابنتهما عندما اكتشف أنها مصابة بالبرص، مدعيا أنه لا يوجد أحد في عائلته مصاب بهذه الحالة.

وقالت السيدة داراكوا إن "تربية طفلي في قرية يعد أكثر تحديا مما هي عليه في المدينة، هناك المزيد من الأشياء التي تؤثر على سلامة طفلي، ولا توجد أي أموال هنا لتوفير المواد اللازمة للوقاية من الشمس".

ويعدّ الوصول إلى منتجات البشرة، واقيات الشمس، وأطباء الأمراض الجلدية من أكبر المخاوف بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بالبرص، والذين يعيشون مع خطر حروق الشمس المستمر، وغالبا ما يلعب الوضع الاقتصادي دورا في منعهم من الحصول على هذه الأشياء.

من جانبها، تقول الدكتورة جانيت أريي بوي، وهي طبيبة جلدية تتطوع مع جماعات المدافعة عن حقوق المصاب وتعمل في المستشفيات في أنحاء أكرا "إن المصابين بالبرص يصابون بسرطان الجلد بمعدلات مرتفعة للغاية بسبب المناخ هنا، غالبًا ما يتم تشخيصهم في مراحل متأخرة، لأنهم دائمًا يتعرضون للشمس، ولا يمكنهم استخدام واقي الشمس".

بَدء انتشار الوعي بين الممرضات
يتذكر ريتشارد كابو، المصاب بالبرص، علاج شقيقه الأكبر، الذي كان يعاني من هذه الحالة أيضا، بعد تورط أخيه في حادث دراجة نارية فائق السرعة، وقال: "عندما تم نقله إلى المستشفى، لم يلتفت إليه من بالمستشفى وتوفي في النهاية، نفترض أنه لم يعتنَ به لأنه مصاب بالبرص، وذلك لأن الممرضات كن خائفات من معاملته".

ولم يكن التواصل مع المصابين بالبرص أمرا سهلا، وهو ما أكدته روجيس زوي، ممرضة، وبدأت في حضور ورش عمل في أكرا تخص الماصبين بمرض البرص، موضحة "في المرة الأولى التي قابلت فيها المصابين بالمرض، كنت خائفة وشعرت أن هناك شيئا غريبا".

ويعد تكوين مجتمع للمصابين بالمرض في غانا أمرًا مهمًا ساعد على خلق إحساس ثابت بالذات لدى البعض مثل السيدة أغبوادا، طالبة كلية الحقوق الطموحة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصابات بمرض البرص يلقوْن معاملة سيئة في العاصمة الغانية المصابات بمرض البرص يلقوْن معاملة سيئة في العاصمة الغانية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon