c فادومو دياب تخوض انتخابات الرئاسة بعد 26 عامًا من تركها - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكدت أن حظوظ فوزها غير موجودة لأن أي شخص كفؤ لن يصل

فادومو دياب تخوض انتخابات الرئاسة بعد 26 عامًا من تركها بلادها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فادومو دياب تخوض انتخابات الرئاسة بعد 26 عامًا من تركها بلادها

المراهقة فادومو دياب
مقديشيو - عبد الباسط دحلي

عندما انزلقت الصومال إلى حرب أهلية منذ ما يقرب من 26 عامًا، باعت إحدى العائلات الصوماليات في مقديشو كل شيء لإرسال فتاة مراهقة إلى بر الأمان في الخارج، ووصلت المراهقة (18 عامًا) إلى فنلندا في شمال أوروبا عام 1990، كطالبة لجوء مفلسة متعلمة بشكل ضعيف. والأن تأمل هذه اللاجئة التي أصبحت خبيرة في الصحة العامة والناشطة الحائزة على جائزة السيدة فادومو دياب في العودة إلى وطنها لإنهاء القتال والفساد والمساعدة في قيادة الصومال نحو الازدهار والاستقرار، عبر الترشح في الانتخابات الرئاسية في الصومال والمقرر اجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول، وهي الخطوة التي جلبت لها تهديدات يومية بالقتل الى جانب دعم واسع النطاق في البلاد التي تركتها وراءها.

ووصفت الانتخابات من قبل الداعمين الدوليين بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة باعتبارها أول انتخابات ديمقراطية حقيقية في البلاد منذ عقود، إلا أن الحقيقة أقل إلهاما وأكثر تعقيدا، حيث تعد الانتخابات الكاملة مع التصويت لكافة الناخبين البالغين أمرا غير عملي لأسباب أمنية ومؤسسية، ولذلك سيتم اختيار الرئيس الصومالي المقبل من قبل أعضاء  الجمعية الوطنية والمختارين بواسطة 14 ألف مندوب اختارهم زعماء القبائل، ويصف المحللون الانتخابات باعتبارها نقطة انطلاق نحو الاقتراع العام وهو الهدف الذي توقع المتفائلون الوصول إليه عام 2020، وهناك 18 مرشحا للرئاسة بما في ذلك شيخ حسن محمود الذي يحتل المنصب حاليا وهو أكاديمي سابق وناشط وشغل المنصب منذ عام 2012، بينما تعد دياب المرأة الوحيدة المرشحة للمنصب.

وتعترف دياب البالغة من العمر 44 عاما أن فرصها في الفوزر صفر، مضيفة  لصحيفة "الغارديان" من منزلها بالقرب من هلنسكي: "أي شخص كفؤ لن يفوز، إن لم تكن فاسدا فلن تكن جزءًا من النظام، ولن أدفع سنتا واحدا لأي شخص، ولذلك فإن احتمال فوزي غير موجود"، إلا أن حملة دياب أحدث أثرا بالفعل ما أدى إلى نقاش واسع حول النساء في الصومال، وهو ما أظهر لسكان البلاد وتعدادهم 11 مليون نسمة أن هناك بديلا للنخبة السياسية القائمة، وتابعت دياب " عام 2020 ستكون لدينا انتخابات ديمقراطية ومن ثم سنفوز، العديد من الصوماليين مصدومون لأنني ظهرت من العدم واستطعت تحدي كل من في السلطة والأن يعرفني الجميع داخل البلاد".

وتحولت الصومال إلى زاوية بعد عقود من الصراع عام 2012 مع تسوية سياسية جديدة ومكاسب كبيرة ضد التمرد من قبل حركة الشباب، إلا أن الآمال تبددت في تحقيق تقدم سريع وأصبح عقد أي انتخابات يطرح صعوبات جمة، وتعاني البنية التحتية من حالة خراب وحوصرت الجزر ذات النشاط الاقتصادي من خلال مساحات شاسعة من الفقر الشديد، وتم تأمين المدن الرئيسية جزئيا بواسطة القوات الحكومية و22 ألف من قوات الدول المجاورة المتمركزة في الصومال، فيما هدد المسلحون بتعطيل العملية الانتخابية وقصف العاصمة مرارا في الأشهر الأخيرة، وأوضح المحلل جوشوا موسيرفي في مركز أبحاث Heritage Foundation في تقرير صدر مؤخرا " ستكون عملية طويلة وبطيئة في الصومال للتغلب على التحديات الهائلة ولا زالت القدرة على القيام بذلك موضع شك، ومع ذلك فالبلاد لديها واحدة من أفضل الفرص خلال عقدين للتحرك نحو الاستقرار".

ويشكك مراقبون آخرون في أن الانتخابات في الصومال ستفعل الكثير لتخفيف المشاكل العميقة في البلاد، وأفادت لتيتيا بدر الخبيرة في الصومال في هيومان رايتس ووتش " هناك الكثير من الجهات الفاعلة في الصومال الأن وهناك حاجه إلى وضع علامات على الصناديق، من حيث هل تحسن الانتخابات الواقع الملموس على الأرض وخاصة بالنسبة لأولئك الأكثر عرضة للإساءة؟ لا أعلم"، فيما يتوقع بعض المراقبين أن تؤجل الانتخابات مرة أخرى ما يؤدي إلى أزمة دستورية ويقلق الجهات المانحة الغربية التي ضخت المساعدات في الصومال في السنوات الأخيرة،  لكنها تتطلع الأن للحد من التزاماتها، حيث تحدث مسؤولون في كينيا حيث يقوم الدبلوماسيون وعمال الإغاثة بالتعامل مع الصومال عن إعادة تقويم الأهداف.

وولدت دياب في كينيا لأبوين صوماليين، وسافرت والدتها إلى بلد مجاور لتلقي علاج أفضل بعد وفاة 11 شخصا من العائلة من مرض يمكن الوقاية منه، بينما نجت دياب وكان عمرها حينها 12 عاما، حيث تم إبعادها عن كينيا في 1989م وحاولت العائلة إعادة  بناء حياتها في مقديشو ثم جاء انهيار نظام سيد بري والحرب الأهلية، ودرست دياب في فنلندا كممرضة رعاية حرجة ودربت أخصائي الصحة للأمم المتحدة وحصلت على الدكتوراة، وعملت مع القطاع الخاص على توظيف اللاجئين، وحصلت على زمالة في جامعة هارفارد لدراسة الإدارة العامة، وذكرت دياب المسلمة " بذلت الجهد وحاولت ألا أفقد الثقة في ثقافتي أو ديني لكني حاولت دمج الأفضل من ثقافتي والثقافة الفنلندية، ولم أرد أن أبقى في فنلندا إلى الأبد، وأعلم أنني سأعود إلى الصومال، وحاولت تعلم أشياء ذات فائدة لوطني".

وتشمل المنصة السياسية لدياب تولي أمر نظام العشائر والتقاليد بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وعدم التسامح مع الفساد مع إخبار الدول المجاورة باحترام وحدة الصومال الإقليمية والتحاور مع حركة الشباب إذا توقف المتطرفيون عن قتل الصوماليين وقطعوا العلاقات مع المنظمات الإرهابية الدولية، وعلى الرغم من اعتقاد عدد قليل من المراقبين بأن دياب لديها أجندة تقدمية ويمكنها التغلب على العقبات الواسعة لتولي السلطة في بلد تقليدي محافظ إلا أن دياب الأم لأربعة أطفال واثقة من قدراتها، مضيفة " التهديد بالقتل الذي أتلقاء يوميا هو محاولة، لقد جئت من مجتمع حيث الإناث تعد لا شيئا تقريبا ولا يؤخذون على محمل الجد ويتم التلويح لهم بعيدا فقط، وبعض الرجال يشعرون بالخوف بما يكفي لتنفيذ هذه التهديدات لأنهم يدركون أنني لدي القدرة للتحريض على التغيير".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فادومو دياب تخوض انتخابات الرئاسة بعد 26 عامًا من تركها بلادها فادومو دياب تخوض انتخابات الرئاسة بعد 26 عامًا من تركها بلادها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon