لندن ـ سامر شهاب
تبدو الصور التي تم التقاطها للمتخصص في جمع التحف الفنية، تشارلز ساتشي، وهو يضع يديه حول رقبة زوجته الطاهية الشهيرة نايجيلا لاوسون مروعة الآن، حيث تم نشرها الشهر الماضي، ولكن الذي حدث منذ أن تم نشرها أنها كانت مقلقة إلى حد كبير.
أولاً، كان هناك سلسلة
من التعليقات والتعليقات المناهضة من السياسيين والصحافيين والمحررين والجماعات المؤيّدة لحقوق المرأة وأصدقاء للزوجين لم يصرحوا عن أسمائهم، مع بعض الآراء العشوائية الأخرى التي تقول: إن ما حدث اعتداء وتطفّل إعلامي على الزوجين.
ومن ثم، كان هناك تدفق مستمر للصور التي يلتقطها مصورو الفضائح، مما جعل الموضوع أشبه بفريسة مطاردة: حيث تسير لاوسون مسرعة في الشارع، وتشارلز يتوجه إلى سيارته من دون الإجابة عن الأسئلة التي يوجهها إليه الصحافيون.
وهذا الحادث محل التساؤل، والذي تم قام مصوّر مستقلّ بالتقاط مجموعة من الصور له، وتمّ نشره للمرة الأولى في "صنداي بيبول" وهي صحيفة صفراء "تابلويد"، وقع بينما يتناول الثنائي العشاء في مطعم مايفير.
ووفقًا لأصدقاء الزوجين التي استشهدت بهما الصحيفة، فإن الثنائي كان يتناقشان، وأصبحت نايجيلا خائفة وكثيرة البكاء، حيث أصبح تشارلز كثير الغضب. وفي أربع مناسبات مختلفة، وفقًا للصحيفة، قام تشارلز بوضع يديه حول رقبتها بطريقة بدت وكأنها وسيلة للتهديد.
وأثارت هذه الصور جدلاً عامًا بشأن العنف المنزلي هنا، مع مناقشات في مجلس اللوردات، وحتى التدخل الطائش من نائب رئيس الوزراء نيك كليغ. سواء ستحب ذلك أم لا، فإن تشارلز أصبح للبعض نموذجًا للاعتداء على الشريك، مثال للضحية التي لا تدرك بأنها ضحية حتى يسلط الآخرون الضوء على موقفها.
وقالت الرئيس التنفيذي لمنظمة "مساعدة النساء"، وهي مؤسسة خيرية تمثل ضحايا العنف الأسري بولي نيات، إن "الكثير من السيدات لا تخبرن أحدًا، لأنهن يشعرن بالخجل أو الحرج".
وأضافت "وجود هذه القصة في الأخبار من المرجح أن يتردد صداها مع العديد من النساء اللاتي تعشن حاليًا ويتم الاعتداء عليهن، ومن المهم أن أذكّر الجميع بأن هناك مساعدة ودعمًا هناك".
وأفاد الأطباء أن هناك زيادة في عدد النساء اللاتي تسعين لفحص سرطان الثدي بعد قيام أنجلينا جولي باستئصال الثدي، لذلك فإن الجماعات التي تمثل ضحايا اعتداء الزوج على زوجته هنا واجهت وشهدت موجة من الاهتمام منذ أن تم نشر صور ساتشي ولاوسون.
وقالت الرئيس التنفيذي لمؤسسة "ريفيوجي Refuge"، وهي مؤسسة خيرية مناهضة للعنف الأسري ساندرا هورلي، "إذا كان هناك جانب إيجابي من هذا الحادث، فهو أن هناك تجاوبًا وردًا هائلاً من الجمهور، والذي ولّد مناقشة على نطاق واسع بشأن العنف الأسري".
وقالت المجموعة "إن اليوم الذي تم نشر فيه هذه الصور زادت فيه نسبة دخول زائري الموقع بنسبة تزيد أربع مرات على المعتاد.
ماذا يحدث بعد ذلك؟ قال المتحدث باسم لوسون، 53 عامًا، بأنها لا تقدم أي تعليق عن هذا الحادث، بينما قدم ساتشي، 70 عاما، تفسيرات مختلفة للحادث، بعضها غير سارّ. ولمناقشة السبب، بالإضافة إلى قيامه بالخنق الزائف لزوجته أثناء الحادث، قام برفع إصبعه فوق أنفها، وقال "حتى الإلهة الاسرية لديهم في بعض الأحيان القليل من المخاض في أنفهن، أنا كنت أحاول اصطياده منها". "حيث كان يشير إلى كتاب لاوسون للطهي "الذي يحمل عنوان "كيف تكوني إلهة في المنزل How to be a Domestic Goddess".
وتم التقاط بعض الصور أخيرًا لشاحنة تقوم بإزالة صناديق مليئة بممتلكات لوسون (بما في ذلك، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل"، كتب الطبخ ومعدات المطبخ) من منزل الزوجين في تشيلسي. وقالت لوسون لأصدقاء لم يذكر اسمهم، وفقًا للصحف، إنها تدرس مغادرة بريطانيا قبل الموعد المقرر إلى لوس أنجلوس، حيث إنها ستقوم بتصوير الموسم الجديد من برنامج "ذا تاتست The Taste"، وهو برنامج المسابقات في الطبخ الذي يذاع على شبكة " إي بي سي".
وتعد لاوسون شخصية لديها خصوصية إلى حد كبير، وقد استفادت مع ذلك بالصورة الخادعة للعلاقة الحميمية عبر برامج التليفزيون وكتب الطبخ التي تركز على الطقوس العائلية، يقال إنها تكبح الشهوة من خلال ما حدث، ولديها خوف من الكشف عن مشكلاتها الزوجية.
وتُطوّر ببطء ملفًا شخصيًا في الولايات المتحدة، ملف يزيد بشكل ملحوظ من خلال تواجدها ضمن لجنة التحكيم في برنامج "ذا تاست The Taste"، كما أنها تكتب عمود صحافيًا في صحيفة "نيويورك تايمز".
ولكنها منذ فترة طويلة تُعد من المشاهير الحقيقيين والمخلصين في بريطانيا، حيث إنها تعرف بالبساطة من خلال اسمها الأول.
وجاءت شهرتها كمساعدة من شكلها الجيد المثير، ومزاحها اللفظي وشكلها الغزلي، التي ظهرت به في أول مسلسل تليفزيوني لها "نيجيلا بيتس Nigella Bites"، كل ذلك باستثناء الإغراء أمام الكاميرا، من خلال لعق المشروب من على إصبعها، ووصف تقنيات وأسلوبها في الطبخ "إباحية الطعام"، حسب ما أطلق عيه النقاد، وليس بالضرورة أن يكون سلبيًا.
ويضاف إلى ذلك أن شهرتها مرتبطة أيضًا بعائلتها. فوالدها هو نايجل لاوسون، وهو مستشار وزير الخزانة في عهد مارغريت تاتشر؛ وشقيقها هو رئيس تحرير صحيفة" صنداي تلغراف" السابق دومينيك لوسون، وكان زوجها الأول، جون الماس، الصحافي الذي كتب بصراحة وبطريقة مؤثّرة عن السرطان الذي قتله في نهاية المطاف. وبفضل زواجها الثاني من ساتشي بعد عشر سنوات، وهو مدير تنفيذي ناجح للإعلانات تحول إلى متخصص في جمع التحف الفنية. وينسب إلى ساتشي أنه جعل نجومًا من الفنانين البريطانيين مثل داميان هيرست وتريسي إمين، ممن لديهم أعمال معظمها سيئة السمعة، سرير لم يترب بعد، اشتراه مقابل 150 ألف جنيه إسترليني في العام 2000.
ويشتهر أيضًا بأنه متقلب ومتألق، وهو رجل يحب ويكره بطريقة متصلبة، والذي يمكن أن يكون ساحرًا بطريقة مسممة، ولكن ليس بالضرورة أن يتواصل ببراعة مع الآخرين (وكتب أخيرًا كتاب بعنوان "كن أسوأ ما يمكنك أن تكون عليه: الحياة طويلة جدًا بالنسبة الصبر والفضيلة").
زواجه من لاوسون تم بشكل عام، بطريقة، حيث إن كلاً منهما يناقش بحرية الآخر في اللقاءات التليفزيونية. كانوا يقولون "مزحة مرحة" عن اختلافاتاهم: هي تحب أن تخرج، هو لا يحب ذلك، هي تفضل الوليمة أو المأدبة المفصلة، هو يحب تناول الطعام في السرير، تناولوا الحبوب. فهم لم يكونوا يُخفون حقيقة أنهم يتشاجرون في بعض الأحيان.
وصرحت لاوسون ذات مرة في إحدى اللقاءات "اخرج حينما ينفجر غضبًا ثم أعيش في رعب".
وبشكل ملحوظ، تم نشر صور حادث الخنق الوهمي بعد وقوع الحادث بأسبوع، وكان ذلك بعد فقط رحيل لاوسون من المنزل. ويقول الأصدقاء "مرة أخرى، نقل عن مجهول" وقال إن لاوسون تعتقد أن زوجها لديه مشاكل في التحكم في غضبه، ويحتاج إلى المساعدة، ومن المحتمل أن نشاهد دليلاً لإعادة تقييم سلوكه الذي كان يبدو طبيعيًا لها من قبل، ومن المحتمل أيضًا انها فقط تشعر بالحرج تجاه جمهورها.
وقال صديق مقرب للزوجين، بشرط عدم الكشف عن هويته "حينما تقول إلهة أسرية، هذا لقب كبير على نحو مفزع لأن ترقى إليه". أسوء شيء هو الدعاية السلبية، مما جعلها تبدو ضحية، وأيضًا كل هذه السيدات اللاتي يتعرضن للضرب ممن يفترضن أنهن سيكونن ظهيرات السيدات اللاتي يتعرضن للضرب. لا أتخيل أي شيء تريده أقل من ذلك".
وأضاف أنها تعرف السيد ساتشي من سنوات عدة، وهو حقًا صعب، ولكنه ليس عنيف بدنيًا.
وقالت في إشارة إلى الحادث "يتحدث الجميع كما لو كان الأمر مفزع للغاية، ولكن إذا كان مروعًا للغاية، لماذا لم يذهب الناس ويقولون شيئًا؟".
وعلى الرغم من ذلك، كانت تعليقات ساتشي قد قدمت ذخيرة وافرة للمنتقدين، حيث قال حين انتقلت لاوسون من المنزل: إن كل شيء كان جيدًا، وإنه قال ببساطة لنايجيلا إن تأخذ الأطفال بعيدًا حتى تهدأ الأمور".
وفي حوار مع "ذا إيفننغ ستاندرد" رفض حادث المطعم، ووصفها بأنها "شجار مازح" نتيجة شجار حاد بشأن الاطفال "(فهم لا يجتمعان معًا، غير أن العديد من الزواجات السابقة).
وقال إنه قام "بوضع يده حول رقبة نايجيلا قبل ذلك مرارًا" بينما تم التأكيد على هذه النقطة الآن، وإنها لم تكن تبكي لأنه كان يؤذيها "لم يكن هناك قبضة حول رقبتها"، ولكن "لأن كلينا كره النقاش".
استُدعي مركز الشرطة، وقال ساتشي إنه قبل تحذير رسمي، تحذير الشرطة لشخص اعترف بالجريمة البسيطة، الذي من غير المرجح أن يؤدي إلى الادعاء العام، لأنه كان أفضل من تعليق الأمر لشهور".
ويبدو أن الحادث من غير المحتمل أن يَنتهي قريبًا، وذلك وفقًا للأخبار الحديثة من الصحف الصفراء اليومية، وفي صحيفة "ذا ديلي ميل"، حثّت الكاتبة الصحافية كارول سارلر أخيرًا وسائل الإعلام والجمهور على التوقف.
وقالت "ما بدأناه بمثابة دغدغة تصويرية بدأ مع موجة من التكهنات بأن هذا سيحدث، بينما أصبحت غير لائقة بقدر ما هي غير عادلة".
وكتبت صحيفة "ذا ميل" في اليوم نفسه موضوعًا بشأن أحدث التطورات، مع مجموعة من الصور.
أرسل تعليقك