توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للمرة الأولى في تاريخ المملكة

المرأة السعودية تتحدّى من أجل القيادة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المرأة السعودية تتحدّى من أجل القيادة

المرأة السعودية تتحدّى من أجل القيادة
الرياض - مصر اليوم

رغم أن القراصنة شوهوا موقعهن الخاص على الإنترنت، إلى جانب أن وفودا من رجال الدين ناشدوا الملك منع حركتهن، والمسؤولين الأمنيين تركوا لهن رسالة واضحة على هواتفهن الجوالة "يا نساء المملكة، لا تجلسوا وراء عجلة القيادة!"، إلا أنهن فعلن على أية حال، السبت.
عدد قليل من النساء، حتى أن الناشطين ليسوا متأكدين من عددهن، أصروا على خرق أحد القيود الاجتماعية الأكثر تشددا في المجتمع السعودي المحافظ بشدة، حيث ركبن سياراتهن وقمن بقيادتها، ونشرت العديد منهن تسجيلات فيديو لأنفسهن في مقعد القيادة لنشرها للعالم.
هذه الدعوة العامة للنساء للقيادة السبت هي أحدث عمل في سلسلة من الجهد المبذول منذ عقود من قبل مجموعة صغيرة من النشطاء لممارسة ما يرونه حقا من حقوق الإنسان الأساسية، المملكة العربية السعودية، وهي ذات نظام ملكي وراثي، هي البلد الوحيد في العالم الذي لا يسمح للنساء فيه بقيادة السيارات.
وحقيقة أن النشطاء والناشطات حاولوا أخذ هذا الحق منذ فترة طويلة دون أن ينجحوا في خلق حركة جماهيرية أو إحداث أي تغيير في سياسة الحكومة يؤكد على قوة التقاليد في المجتمع السعودي والنفوذ السياسي الهائل للمحافظين الاجتماعيين الذين يخشون من التغريب أو أي شيء يبدو كما لو كان من شأنه أن ينتقص من الطابع الإسلامي للمملكة، وذلك رغم امتلاء المملكة بمراكز التسوق والمحلات التجارية الراقية ومطاعم الوجبات السريعة.
وعلى الرغم من المعارضة القوية، يعتقد النساء أن الوقت في صالحهن. ويشرن إلى الأعداد الهائلة من السعوديين الذين يدرسون ويسافرون للخارج ليعودوا بمنظور جديد بشأن ثقافتهم. ويُشِرْن أيضا إلى سكان المملكة من الشباب والتزايد الهائل في وسائل الإعلام الاجتماعية وهي العوامل التي ستجعل البلاد، مع مرور الوقت، أكثر انفتاحا على التغيير.
وتقول مديحة آل عجروش، 60عاما، وهي طبيبة نفسية تناضل من أجل حق قيادة السيارة منذ عام 1990 "إننا لا نريد كسر أي قوانين، وهذه ليست ثورة، ولن تتحول إلى ثورة، بدلا من ذلك تسعى النساء فقط إلى تحقيق ما يعتبر امتيازا عاديا في أي مكان آخر في العالم".
وتضيف مديحة التي تعيش في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية"إننا نبحث عن شيء بسيط ، مجرد القدرة على قيادة سيارة للذهاب لشراب كوب كابتشينو أو لأخذ طفلي إلى غرفة الطوارئ".
وفيما يتعلق الأمر بحقوق المرأة، لا تزال المملكة العربية السعودية واحدة من الدول الأكثر تقييدا​في العالم. فهناك ما يسمى بقوانين الوصاية والتي تقضي بأن المرأة لا يمكنها أن تتزوج، أو تعمل أو تسافر للخارج دون الحصول على موافقة من أحد أقاربها الذكور.
قيود أخرى ثقافية أكثر منها قانونية تشمل حظر القيادة، حيث أنه لا يوجد قانون سعودي صريح يمنع النساء من قيادة السيارات، ولكن الحكومة لا تصدر تراخيص للنساء. ولأن القيادة من دون رخصة غير قانونية، فقد اقتصرت حملة القيادة على النساء اللواتي يملكن تراخيص حصلن عليها من الخارج.
وأثارت الدعوة للنساء بقيادة السيارة، السبت، عددا كبيرا من التعليقات وكثيرا من الجدل في وسائل الإعلام الاجتماعية السعودية.
وحذرت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي من الأعمال كلها التي "تخل بالسلام الاجتماعي وتفتح الباب أمام الفتنة" وهدد بيان جديد صدر الجمعة من عقاب المتورطين في "الجمعيات التي تدعو للتظاهر ضد حظر النساء عن قيادة السيارات".
وأشار بعض المعارضين إلى أن 26 تشرين الأول/أكتوبر هو عيد ميلاد هيلاري رودهام كلينتون، مما يعني ضمنا وجود أيد أجنبية في التخطيط. والأسبوع الماضي، اخترق المتسللون موقع الحملة على الشبكة العنكبوتية، ونشروا شتائم استهدفت النشطاء البارزين وأذاعوا شريط فيديو يدعو فيه رجل عرف بأنه صهيوني المرأة لقيادة السيارة، مما يعني أن أعداء السعودية ترى في ذلك وسيلة لإضعاف المملكة.
كذلك أدلت الشخصيات الدينية بدلوها فى الأمر، فقد رأس أحد الشيوخ البارزين ويدعى الشيخ ناصر العمر ، وفدا من 200 شيخ إلى الديوان الملكي في جدة لمناشدة الملك ضد "مؤامرة قيادة المرأة للسيارة"، كما قال في شريط فيديو نشر على الإنترنت.
رجل دين آخر يدعى محمد النجيمي، وصف الحملة بأنها "خطر كبير"، معتبرا أنها ستؤدي إلى خراب الزواج، وانخفاض معدلات المواليد، وانتشار الزنا، بالإضافة إلى كثرة حوادث السيارات.
حتى بعض الذين يؤيدون حق المرأة في قيادة السيارة يرون أن هناك الكثير الذي يتعين القيام به مسبقا، ومنها أن تتعلم النساء كيفية القيادة، وأن يصدر لهن التراخيص، بالإضافة إلى منحهن الحماية القانونية من التحرش.
وبدا السبت في الرياض، أن هناك من الصحافيين الغربيين أكثر من السائقات من النساء وراء عجلة القيادة. وقالت السيدة عجروش إنها تخلت عن المحاولة بعد أن وجدت هي وصديقتها اثنين من الرجال يتبعانهما. وقد لجأتا في مركز تجاري، ولكن الرجال اتبعوهما إلى هناك. أما ماي سواين، 32 عاما وأم لطفلين وتعمل في أحد بنوك الرياض، فكانت أكثر توفيقا. ففي صباح السبت قادت سيارتها إلى السوبر الماركت القريب، واشترت بعض الحليب وقادت مرة أخرى عائدة للمنزل. واستغرقت الرحلة قرابة 15 دقيقة، ولم يوقفها أحد.
وقالت إنها لا تشعر بالقلق إزاء انخفاض نسبة الإقبال لكن أعربت عن تقديرها للدعم الذي تلقته من قبل أولئك النساء اللاتي ظهرن وقدن السيارة. ولم يمض وقت طويل على عودتها، ولكنها كانت لا تزال معجبة بالتجربة. وقالت "أنا فخورة جدا بنفسي الآن".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة السعودية تتحدّى من أجل القيادة المرأة السعودية تتحدّى من أجل القيادة



GMT 23:00 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تكرم الأميرة الراحلة ديانا بطريقتها

GMT 22:21 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تستعد لحدث ملكي مهم وغياب الملكة كاميلا

GMT 22:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 18:37 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 22:23 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تلتقي بأصحاب مشاريع إنتاجية وتقدم لهم الدعم

GMT 03:49 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يطالب هاريس باجتياز اختبار القدرات العقلية

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon