توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جميع الأطراف تتفق أنه أثار المزيد من الأسئلة بدل حلّها

الصحف البريطانية تنتقد اعتذار توني بلير بشأن الحرب على العراق

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الصحف البريطانية تنتقد اعتذار توني بلير بشأن الحرب على العراق

الصحف البريطانية ترفض اعتذار توني بلير عن حرب العراق
لندن - سليم كرم

رفضت الصحف البريطانية الاعتذار الذي قدمه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بشأن الحرب على العراق، متسائلة إذا ما كان هذا اعتذار.

وأفردت معظم الصحف افتتاحياتها للمقابلة التي أجراها بلير على قناة "سي إن إن"، فذهبت صحيفة "الديلي ميل" لوصف كلمات رئيس الوزراء السابق "بشيء يشبه الاعتذار"، فيما قالت صحيفة "الدايلي ميرور" إنه اعتذار لا يجلب الراحلة للعائلات التي فقدت أبنائها في الحرب.

وأكدت صحيفة "الديلي تلغراف"، أن بلير لم يعتذر وإنما جاء تصريحه في سبيل إعداد أرضية سياسية لمعركة الدفاع عن سمعته، أما بالنسبة لـ "التايمز" فأفردت عنوان تقول فيه: "بلير يبرر حرب العراق مبكرًا"، وجاء في "الاندبندنت" أن إقرار بلير يمثل تقدمًا في التوصل إلى نوع من التفاهم حول تلك المغامرة ذات العواقب على المدى البعيد.

ورأت صحيفة "مورننغ ستار"، أن حجة بلير حول خطأ المعلومات الاستخبراتية لم يكن اعتذارًا، وإنما يلقي باللوم على الاستخبارات البريطانية وغيرها بسبب هذا الخطأ، واتفقت جميع الأطراف في بريطانيا من اليسار واليمين والوسط أن تصريحات بلير أثارت المزيد من الأسئلة بدل أن تحلها.

وعبّرت صحيفة "اندي" أن الاعتذار أو شبه الاعتذار ليس بديلًا عن إجراء تحقيق شامل في قرار خوض الحرب التي أدت إلى هذه العواقب الوخيمة، وقالت الصحيفة إن السبب في محنة اللاجئين السوريين والعراقيين اليوم هو تلك المحادثات التي أجراها بلير وبوش في كامب ديفيد.

وخلصت الصحيفة إلى أن كل ما يقوله بلير الآن لن ينقذ طفلًا سوريًا لاجئًا من الغرق في البحر المتوسط أو التجمد في جبال لبنان والبلقان، ولن يمنع امرأة واحدة من التعرض إلى الاغتصاب على أيدي مقاتلي "داعش"، ولن يوقف "بوكو حرام" أو الإبادة الجامعية للأقليات، ولن يعيد الاعتبار إلى حقوق الإنسان والتراث الثقافي.

وكتب محرر صحيفة "الصن" تريفور كافانا، أن بلير رفض أن يلقى عليه باللوم في أكبر كارثة جيوسياسية في هذا القرن، وأكد أنه زج ببلاده في هذه الحرب بناء على توقعات خاطئة، وجلب بعض النصر في سبيل دعم الرئيس جورج بوش مهما كلف الأمر.

وأشار كافانا إلى أن بلير صرّح بأنه لم يتوقع الفوضى التي حصلت في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين، ولكن هذا ليس صحيحًا، فعواقب الحرب نوقشت على نطاق واسع قبل الغزو، والدليل على ذلك المخططات التفصيلة لإعادة الإعمار بعد الحرب والتي ظهرت في فترة سبقت الغزو لتخصص مليارات الدولارات لاستقرار السلم في العراق.

وأظهرت التقارير أن الحرب ستؤدي إلى دمار البنية التحتية في العراق، ولن يكون هناك طرق ولا إمدادات للمياه ولا مدارس، وقيل إنه سيتم نقل مولدات صناعية لإبقاء الكهرباء حتى بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء، ولكن النتيجة كانت قطعًا مستمرًا للتيار الكهربائي وترك الناس ليشربوا من البرك الملوثة.

وأكدت "التليغراف" البريطانية، أنه قبل غزو العراق والإطاحة بنظام صدام حسين، كان بالكاد للجماعات المتطرفة مثل "داعش" و"القاعدة" دور في التضاريس السياسية في سورية والعراق، ولكنه سيكون من غير العادل الإلقاء باللوم كليًا على بلير وبوش في تصاعد المتطرفين لأنه كان من قبيل المصادفة للأحداث.

وختمت الصحيفة إحدى مقالاتها بالقول، إن اللوم الحقيقي يقع على عاتق الجيل الجديد في اللعبة السياسية، والذين فشلوا في إدراك أهمية الحفاظ على الاستقرار في كل من سورية والعراق.
وذهب مايكل بيرلي للكتابة في صحيفة "الميل"، أن بلير أغفل نقطة حاسمة في اعتذاره، ولم يشر في لقاءه عبر "سي إن إن" إلى أنه التزم بالانضمام إلى تحالف أميركا بغزو العراق حتى قبل شهر من لقاء بوش في مزرعته في تكساس في نيسان/ أبريل 2002.

وأضاف بيرلي، أنهم في الأسبوع الماضي فقط علموا أن وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت كولن باول كتب لبوش قبل شهر من اللقاء قائلًا: "بلير سيكون معنا في أي عمليات ضرورية في العراق".

ويعني هذا أن بلير كان ملتزمًا بشكل خاص بخوض الحرب، وهذا ما ينفي ادعاءاته باللجوء إلى الطرق الدبلوماسية في محاولة لتجنب الحرب، ورأى أن بلير لن يعترف أبدًا بفداحة فعلته، ولن يتأسف على كل ما قام به في ذلك الوقت.

ولا تزال التهمة المركزية الموجهة ضد بلير لا ترتقي إلى مستوى تطلعات الشعب البريطاني فهي ترتكز على أنه خاض الحرب بناء على كذبة، الأمر الذي أودي بحياة 179 جنديًا بريطانيًا، بالإضافة إلى الآلاف من الجنود الأميريكان وأعداد لا تحصى من المدنين العراقيين.

ويرى البعض في بريطانيا بان الإطاحة بنظام صدام حسين كان كافيًا لخوض الحرب بالرغم من الأخطاء الاستخبراتية الفادحة التي أدعت إلى وجود أسلحة دمار شامل، وهذا ما اتضح عكسه بعد الحرب.
 
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحف البريطانية تنتقد اعتذار توني بلير بشأن الحرب على العراق الصحف البريطانية تنتقد اعتذار توني بلير بشأن الحرب على العراق



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon