بكين ـ مازن الأسدي
أكّد تقرير نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود" أن الصين تحاول جاهدة التأثير على الإعلام العالمي لمنع الانتقادات ونشر الدعاية، وأفاد تقرير المنظمة بأن بكين تمارس مجموعة كبيرة ومتنوّعة من الاستراتيجايات تتمثل في زيادة البث الدولي والقيام بحملات دعائية واسعة النطاق، مخترقةً بهذا الفعل وسائل الإعلام الأجنبية لنشر وجهة نظرها العالمية.
وقال سيدريك إلفياني، مدير مكتب منظمة "مراسلون بلا حدود" في شرق آسيا لمجلة "التايم": "يمكنك بوضوح رؤية ما هو وشيك، وهو ليس فقط أن السلطات الصينية تحاول نشر الدعاية الخاصة بهم.. ما هو وشيك حقا هو نهاية الصحافة كما نعرفها".
وذكر التقرير أن الحكومة الصينية تستثمر ما يصل إلى 1.3 مليارات دولار سنويا لدعم وترسيخ وجودها الإعلامي العالمي من خلال وسائل الإعلام الصينية. وكنتيجة لذلك تمكنت البرامج التلفزيونية والإذاعية الصينية من الانتشار على المستوى الدولي وبشكل مكثف خلال الأعوام الأخيرة، حيث تبثّ شبكة التلفزيون العالمية الصينية في 140 بلدا، ويتم بث الإذاعة الصينية مع 65 لغة حول العالم.
وتغري الصين وسائل الإعلام الدولية بدفع المزيد من الأموال لنشر موادها الدعائية، وحسب إلفياني دفعت الصين ما يقرب من 250 ألف دولار لوضع إعلاناتها في الصحف والمنشورات الدولية الرائدة، وأشار إلفياني إلى أن ثقة القراء في المحتوى الذي تنشره الصحف والمنشورات العالمية هو ما يزيد الأمر خطورة.
وتسعى الصين، حسب التقرير، إلى السيطرة على وسائل الإعلام الدولية، عن طريق شراء حصص لها فيها، مما يهدد بقيام الصين بالرقابة الذاتية، وستكون النتيجة إقاله الصحافيين بسبب كتابتهم الناقدة للصين، كمثال حي على هذا ألغيت مقالة محرر صحافي في صحيفة "إندبندنت أونلاين" في جنوب أفريقيا، والتي يمتلك فيها المستثمرون الصينيون حصة تقدّر بـ20 في المائة، في 2018، هذا بعد ساعات من نشر مقالة حول اضطهاد الصين للأقليات العرقية.
وتحاول الصين جاهدة التأثير على وسائل الإعلام العالمية من خلال دعوة الصحافيين وبخاصة من الدول النامية إلى الصين بغرض التدريب، وفقا إلى التقرير دُعي 22 صحافيا من زامبيا لزيارة الصين في عام 2018 لحضور ندوة لهذا الغرض، وكانت تسمى ندوة فكرية لوسائل الإعلام في زامبيا.
يذكر أن الصين احتلت المرتبة 176 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2018 والصادر عن "مراسلون بلا حدود"، لكن تقرير المنظمة يوثق عددا من الحالات تستخدم فيها الصين نفس أساليبها المعتادة لإسكات المعارضين في الداخل ولقمع الصحافيين حول العالم، وحسب "مراسلون بلا حدود" "فإن الصين تستخدم أساليب الابتزاز والتخويف
والمضايقة على نطاق واسع". وفي نفس الوقت تأمل المنظمة أن يعمل الصحافيون على توثيق التدخل الصيني، رغم التدخل والنفوذ الصيني على المنظمات الإعلامية العالمية.
قــــــــــد يهمــــــــــك ايضــــــــــــا
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر يُصدّر لائحة العقوبات
هجوم نيوزيلندا يفضح "توجهات عنصرية" و"تصحيحية" للإعلام الغربي تجاه المسلمين
أرسل تعليقك