توقيت القاهرة المحلي 15:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكدت شعورها بعدم وجود الأمان لأي شخص في العالم

مصوِّرة عام 2017 تروي كيف رصدت أصعب اللحظات

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مصوِّرة عام 2017 تروي كيف رصدت أصعب اللحظات

الجفاف في الصومال
لندن ـ كاتيا حداد

اختار مكتب التصوير الصحافي "رويترز" زهرة بن سمرة مصور الوكالة لهذا العام. فمن الجفاف في الصومال إلى الصراع في العراق وسورية ضد تنظيم "داعش" إلى الانتخابات في وطنها الجزائر، وهنا تتحدث زهرة عن عملها وكذلك عن بعض صورها المفضلة هذا العام، فتقول: "أعتقد أن عام 2017 كان عاما صعبا بالنسبة للعالم من حيث الحرب والكوارث وانتهاكات حقوق الإنسان وأزمات اللاجئين والمجاعة, وحتى الأشخاص الذين يعيشون في بلدان مستقرة يواجهون هجمات إرهابية, أشعر أنه لا يوجد أحدا يشعر بالأمان في هذه الأيام".

مصوِّرة عام 2017 تروي كيف رصدت أصعب اللحظات

وعن  مهمة العمل المفضلة هذا العام أجابت "مهمة العمل المفضلة هي التي تجعلني على اتصال مع الناس, كالمواضيع التي تتعلق بالنضال الشعبي من أجل حقوقهم,  هناك قصة صورتها في الصومال لم تكن عن الحرب ولكن عن نضال المرأة. كانت زينب، وهي فتاة جميلة تبلغ من العمر 14 عاما، قد أرغمت من قبل والدتها على الزواج من رجل عجوز عرض ليها 1000 دولار كمهر لها. وقد أتاح المهر لأسرتها الوصول إلى مدينة دولو، وهي بلدة صومالية على الحدود الإثيوبية، حيث كانت وكالات المعونة الدولية توفر الغذاء لأولئك الفارين من الجفاف، مما أنقذ حياة جميع أفراد الأسرة".

مصوِّرة عام 2017 تروي كيف رصدت أصعب اللحظات

لم تتمكن زينب من تحمل زوجها وأرادت الطلاق. قالت "أفضل الموت, من الأفضل أن أذهب إلى الأدغال وأن تأكلني الأسود ". أرادت زينب إنهاء المدرسة، أرادت أن تكون معلمة في اللغة الإنجليزية، وقالت إنها لا تريد أن تكون متزوجة, ولا يقبل زوجها الطلاق إلا إذا أعادت الأسرة المهر, الأمر الذي لم يكن ممكنا. وقد عرف مدرس اللغة الإنجليزية عن وضع زينب وأخذها إلى مجموعة مساعدات محلية، والتي أخذتها بدورها إلى مجموعة المعونة الإيطالية كوبيرازيون إنترنازيونال. وقرر المنسق الإقليمي، الذي قام بزيارته مع مانحين من الاتحاد الأوروبي، التدخل.

وبيَّنت "أنا أبذل قصارى جهدي لإظهار الناس بكرامة واحترام، أنا لا أبحث عن الصور المثيرة. أنا مهووسة بتصوير ما يحدث أمامي, يمكن للمرأة أن تجعل الأمور أسهل, أشعر أن الناس يثقون في المرأة أكثر سهولة".

وأضافت "بدأت كمصور في بلدي، الجزائر، خلال الصراع في التسعينات. فضلا عن تغطية الحرب، تأثرت مباشرة وفقدت الأصدقاء والأقارب. وقد لقي نحو 200 ألف شخص حتفهم بمن فيهم مدنيون وأعضاء من النخبة وضباط شرطة وجنود وصحافيون. في وقت لاحق، عندما بدأت في المهام الدولية، وجدت الكثير من أوجه التشابه مع ما كنت قد شهدته في الجزائر. فهمت أنه بغض النظر عن الجنسية أو الدين، فإن ردود الفعل البشرية هي نفسها في كل مكان. وقد علمتني تجربتي في الجزائر تغطية القصص بكل تواضع.

وأكدت "في كل مكان أذهب إليه دائما أتخيل نفسي في مكان الآخرين - لأكون قادرة على الشعور بألمهم أو حتى فرحتهم. دائما أقول نفسي أن ما يحدث لهم يمكن أن يحدث لأي واحد منا. إذا كنت لا أشعر بهذه اللحظة، فأنا لا أعتقد أن أي شخص سوف يتأثر بصوري. لا  زلت على اتصال مع الناس في كل بلد عملت فيها، ولكن التركيز الرئيسي هو أنني أريد أن أجعل الناس يفهمون أن أيا كانت جنسية الشعب أو دينه ، البشر هم البشر".

معركة "داعش"

وتكمل بخصوص المغركة مع "داعش" قائلة "دفعت القوات العراقية مقاتلي الدولة الإسلامية في غرب الموصل إلى المدينة القديمة. وكان على القوات العراقية أن تجد وسيلة لمساعدة المدنيين على الفرار. كان طريق مطار الموصل طريقا للخروج. وكان لدى "رويترز" فريق هناك، ووصل المدنيون إلى مجموعات صغيرة. كنا ننتظر عندما رأينا سيارة عسكرية عراقية تنزل التل من منطقة متحررة تحمل جرحى. توقفت أمام سيارة إسعاف. صورت ضباط شرطة اتحاديين عراقيين كانوا يحملون الضحايا. حاولت معرفة ماذا حدث ولكن لا أحد يبدو على يقين. وصلت سيارة عسكرية ثانية تحمل المزيد من الضحايا. وقال أحدهم إنهم حاولوا البحث عن المأوى من الشمس، وهم ينتظرون المعونة الإنسانية في أحد المتاجر، لكن باب المتجر كان مفخخا وانفجر.

كما أصبحت المعركة بين القوات العراقية وتنظيم "داعش" لتحرير غرب الموصل شرسة على نحو متزايد، ازداد تدفق المدنيين الفارين من مدينتهم يوما بعد يوم. كانت مخيمات اللاجئين تملأ بسرعة. كان الأطفال يبكون لأنهم جوعي. وجلس هو مع المدنيين المشردين الآخرين في واحدة من ثلاث حافلات كانت تنقلهم إلى مخيم. لكن لواء الشرطة الفيدرالية المسئول عن إيواءهم كان يجد صعوبة للعثور على أماكن في المخيمات. لقد قاموا بالتحقق، ولكن المخيمات كلها ​​كانت كاملة. أخذت هذه الصورة عند غروب الشمس. أخشى أن العائلات النازحة لا تزال بعيدة عن نهاية محنتها.

هروب الروهينغا من عنف ميانمار

كانت تغطية أزمة الروهينغا مرهقة. أولئك الذين تمكنوا من الفرار من ميانمار كانوا يؤثرون على معنوياتك ويجعلونك تشعر بالعجز. كل ما يمكنك القيام به هو تصوير الوضع في محاولة لخلق رد فعل لدى أولئك الذين لديهم القدرة على تغيير الوضع، والتعاطف مع آلامهم كبشر. لا يمكنك أن تفعل أي شيء آخر.

 وبيَّنت "ذهبت إلى خيمة أقامها الجيش البنغلاديشي التي تم تحويلها إلى غرفة ولادة. أردت التحقق من المعلومات التي أعطيت لي، أن بعض النساء الروهينغا الحوامل الذين تعرضوا للاغتصاب من قبل الجنود كان من المقرر أن يلدوا في ذلك اليوم. كانت هناك ثلاث نساء هناك. لم يؤكد أي منهم المعلومات، ولكن كانت هناك بعض الصور لالتقاطها".

وكانت أحدهم تحمل طفلها حديث الولادة أثناء جلوسها على الأرض. كانت تجيب على سؤال زميلي لكنها في الوقت نفسه كانت تشعر بالقلق. كان طفلها يبكي كثيرا وغطته بقطعة قماش كبيرة بينما كانت تحاول إعطائه ثديها. رفض ثديها وكان يحاول أن يحرر نفسه من هذه القطعة من القماش، ودفعها بقدمه. عندما تمكن من تحرير أحد قدميه، توقف عن البكاء. إنها لحظة جعلتنا جميعا نضحك - لحظة فرح، أمل، في ظل هذه الفوضى العامة. وربما يذكرنا بأن الحياة ليست للألم فقط.

انتخابات الجزائر

وعن انتخابات الجزائر قالت "في ذلك اليوم قمت بزيارة الكثير من مراكز الاقتراع في الجزائر العاصمة. ولم تجتذب الانتخابات التشريعية الكثير من الناس للتصويت، ويبدو هذا العام أنها أسوأ من الانتخابات السابقة. شعرت بالإحباط: الصور كانت مملة وكنت لا أزال أبحث عن واحدة تظهر الوضع. عادة عندما يكون لديّ صورة جيدة أشعر بذلك داخلي. كان علي توثيق الحدث كما حدث، ولكن كان هناك عدد قليل جدا من الناخبين. كنت أرغب في إظهار ذلك من خلال صورة مثيرة للاهتمام، لذلك كانت مهمتي صعبة. زرت خمسة مراكز اقتراع في ذلك اليوم، وكان الجو نفسه في كل منهما. في المرحلة الأخيرة، بدأت بالدردشة مع عمال محطة الاقتراع الذين بدا أنهم سعداء برؤيتي - ربما كانوا يشعرون بالملل أيضا.

فجأة وصلت امرأة مع ابنها مرتديا زي باتمان. كانت لحظة سريالية تقريبا، وأخيرا خالجني هذا الشعور الذي أشعر به عادة عندما أشعر أن هناك صورة جيدة آتية. اقتربت من المرأة لأطلب الإذن منها. طفلها سرعان ما اعتاد على وجودي وأراد أن يظهر لي أنه كان قويا مثل باتمان. كنت سعيدة جدا, هذه الصورة تجعلني أشعر بأن الجزائر ليست دولة معزولة بل هي متصلة ببقية العالم، ولكن أيضا أن الانتخابات التشريعية تحتاج إلى شيء مثل المنقذ. الطفل يرتدي زي باتمان والذي يرمز على وجه التحديد إلى أن جيله هو الذي سيشكل مستقبل البلاد. وعندما شاركت الصورة، قال أحد أصدقائي الجزائريين: "باتمان مستعد لتحقيق العدالة في مركز اقتراع جزائري"، ولقد شعرت بنفس  الشعور عن هذه الصورة.

حفل زفاف في مخيم كزار بالقرب من الموصل

وكشفت "أريد دائما أن أظھر الجانب الإنساني من الصراع، لذا لا أود أن أركز فقط على الخط الأمامي. أريد أن أظهروا كيف يتفاعل المدنيون، ويعانون، ويقاومون الصراع وكيف يعيشون على الرغم من الفوضى. في ذلك اليوم اخترت تغطية حفل الزفاف في المخيم".

عندما سمعت الفرق في السن صدمت. كانت تشهُّد 16 عاما فقط. حسين زينو زانون 26. ولكن سماع قصتهم قللت مخاوفي. كان والدا تشهُّد، اللذان لم يرغبا في مغادرة الموصل، قد سمح لابنتهما بالفرار من القتال ضد تنظيم "داعش" مع حسين، جارها. أرادوا لها أن تغادر من أجل سلامتها. كان لدي كلا من تشهُّد وحسين حلم مشترك وقد خطبا بإذن والديها. لقد جعلوني أفهم بأنهم أحبوا بعضهم البعض. تم الاحتفال بالزواج على الرغم من غياب والدي تشهد، ولكن تم الاحتفال به على النحو الواجب وكما ينبغي، في وجود الكثير من الناس في المخيم. أراد حسين أن يتزوج تشهُّد لحمايتها. تعلمت أمرين من هذه القصة: أن "داعش" فشلت في قتل الحب وكيف كان ولاء حسين لحبه.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصوِّرة عام 2017 تروي كيف رصدت أصعب اللحظات مصوِّرة عام 2017 تروي كيف رصدت أصعب اللحظات



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon