لندن ـ سليم كرم
كشف المراسل الصحافي المعروف بيتر ستيفانوفيتش عن أكثر الأيام مواجهة وإثارة للقلق في حياته عندما كان مراسلًا في الشرق الأوسط. وتحدث ستايفانوفيتس عن السنوات التي قضاها في مناطق الحرب في فلسطين في كتابه الجديد Hack in a Flak Jacket في 17 يوليو/ تموز 2014 عندما أعلنت "قوات الدفاع الإسرائيلية" غزوها لقطاع غزة، واصفا الليلة التي تلت الإعلان بالأكثر دموية ووحشية.
وقال ستيفانوفيتش في كتابه " كل ما سمعته كان صوت الرشقات المتواصلة من الصواريخ التي أطلقت وانفرجت بعد دقيقة واحدة"، وفي الصباح التالي أوضح ستيفانوفيتش وهو الشقيق الأصغر لكارل ستيفانوفيتش أنه تلقى اتصالا هاتفيا من "أميرة" وهي مرشدته في غزة والتي أخبرته أن الإسرائيليين يقصفون المنازل في غزة، وأن هناك عشرات الجثث لا تزال ملقاة في الشوارع، وعادت أميرة إلى منزلها لتبقى مع عائلتها وأرسلت صديقها عمر لإحضار ستيفانوفيتش وطاقم العمل.
وتابع ستيفانوفيتش "ببساطة كان هذا هو اليوم الأكثر مواجهة وإثارة للقلق في حياتي"، وافاد أنهم وصلوا إلى مستشفى الشفاء حيث انسحبت سيارات الإسعاف لإحضار القتلى والجرحى، وذكر ستيفانوفيتش " معظم الناس كانوا يعانون من إصابات مروعة مثل فقدان الأطراف وكسور في العظام وجروح شديدة". وذهب ستيفانوفيتش إلى الجزء الخلفي من المستشفى ليرى كيفية التعامل في المشرحة وشاهد سحب وتفريغ العديد من الجثث، مضيفا " كان هناك بالكاد مساحة إضافية داخل المشرحة لذلك تركت بعض الجثث في العراء، وكانت هناك أكوام من الأطفال الموتى ملطخة بالدماء".
الأضرار كانت كبيرة للغاية حتى أنه تمت الموافقة على هدنة لمدة ساعتين بين السلطات الفلسطينية والإسرائيلية للسماح للمسعفين بالوصول إلى "حي الشجاعية" لانقاذ الناجين وسحب الجثث من الأرض. واتجه ستيفانوفيتش وطاقمه إلى هناك واصفا المشهد بالمروع، وتابع ستيفانوفيتش " شعرت بعدم الارتياح بشكل لا يصدق وانطلقنا من هناك بعد 15 دقيقة"، ويرصد ستايفانوفيتش أهوال الحرب في كتابه الجديد بعنوان Hack in a Flak Jacket، وكان ستيفانوفيتش مراسل أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط لشبكة Nine Network من 2008 حتى 2015، وغطى الأخبار من جميع أنحاء العالم لصالح Nine News و A Current Affair و Today Show ورشح لجائزة Walkley عام 2014، وهو حاليا المضيف في Nine's Weekend Today ويعمل كقارئ نشرة يومي مع سلفيا جيفريز.
أرسل تعليقك