لندن ـ سليم كرم
من المتوقع، أن يعلن جيرمي هانت وزير الخارجية البريطاني أنَّ قناة روسيا اليوم الإخبارية التابعة للحكومة الروسية، سلاحًا للتضليل، في خطاب بشأن اليوم العالمي لحرية الصحافة، كما تمثل تعليقاته للحضور في إثيوبيا، علامة على تصعيد الهجوم الوزاري البريطاني على معايير القناة الروسية، والتي تواجه تحقيقات متكررة في محتواها الذي تبثه من قبل المنظم الإعلامي البريطاني أفكوم.
وقال هانت في أديس أبابا "بعد شن الدولة الروسية لهجوم كيميائي في المدينة البريطانية سالوسبري في العام الماضي، أختلق الكريملن أكثر من 40 رواية منفصلة لشرح ذلك الحادث، حاولت أسلحة التضليل الخاصة بهم إذاعة ذلك إلى العالم، وأفضل سلاح ضد هؤلاء الذين ينشرون الأكاذيب عمدًا، الاتجاه إلى منافذ الأخبار المستقلة والموثوق بها".
وأكَّد الوزير أنَّ الأمر لايزال مهما لأفكوم لاتخاذ القرار باستقلالية فيما إذا سيتوجب إغلاق القناة. وفي نهاية العام الماضي، أُدينت روسيا اليوم بأختراقها كود البث البريطاني 7 مرات، في علاقة ببرامج البث في أعقاب الهجوم بغاز النوفشوك السام في سالوسبيري".
اقرأ أيضًا:
اليوم العالمي لحرية الصحافة تاريخ من القضايا وأسباب اختياره
وأكَّد المتحدث باسم المنظم الإعلامي استقلاليته، وقال "إنه لم يقرر حتى الآن العقاب الذي سيفرض على القناة، بما في ذلك تغريم الشبكة أو محو ترخيص بثها في المملكة المتحدة، رغم أن الخيار الأخير غير مرجح بنسبة كبيرة".
وربما تزيد تعليقات هانت من التوتر عالي المخاطر، حيث ردت روسيا بفتح تحقيق مع هيئة الإذاعة البريطانية بخصوص تشغيل خدمة روسية خارج موسكو، في حين أنَّ روسيا اليوم تسعى إلى الحصول على مراجعة قضائية لقرار أفكوم في المحاكم البريطانية.
وجعل السياسي البريطاني المحافظ من حرية الإعلام قضية تخصه كونه وزيرًا للخارجية، حيث سيستضيف مؤتمرًا وزاريًا بشأن هذه المشلكة في لندن في وقت لاحق من هذا العام، بالإضافة إلى تجنيد محامية حقوق الإنسان أمل كلوني للعمل كمبعوث خاص له لحرية وسائل الإعلام، كما في وقت سابق من هذا الأسبوع، صور هانت مع الصحافي الخفي الغاني أنس أريمايو، الذي لا يظهر وجهه علنا.
وسيتخدم وزير الخارجية كلمته لأتهام الدولة الروسية بالتلاعب بوسائل الإعلام ونشر أخبار زائفة، كما سيشدد على أن روسيا اليوم هي مفتاح رئيسي لهذا الجهد، ومن المتوقع أيضًا أن يشير إلى المقابلة المحيرة التي أجرتها رئيسة تحرير روسيا اليوم، مارغريتا سيمونيان، مع الشخصين المشتبه في تنفيذيهم هجوم سالوسبيري السام، حيث يصر الروس على أنهما كانا يزوران مدينة ويلتشاير وبالتحديد الكاتدرائية الشهيرة.
وفي شرح لتفكيره الأوسع، قال الوزير "هانت إن حرية الإعلام ليست قيمة غربية، ولكنها بدلًا من ذلك قوة للتقدم يستفيد منها الجميع".
يُذكر أنَّ المملكة المتحدة مؤخرًا إلى المرتبة 33 على مؤشر حرية الصحافة العالمي لمنظمة مراسلون بلا حدود، على الرغم من أن مؤلفي التقرير حذروا من أن البلاد لا تزال واحدة من أسوأ دول أوروبا الغربية في حرية الصحافة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى النهج القاسي تجاه الصحافة والذي يدرج غالبا تحت اسم الأمن القومي.
وقد يهمك أيضًا:
تُكرّيم صحافيين قُتلوا في اعتداءات بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة
"روسيا اليوم" تخوض معركة الاستحواذ على البريطانيّين
أرسل تعليقك