رام الله ـ زينب حمارشة
ُخلق الفلسطيني ولديه قضية ورسالة واضحة وإن تعددت أساليب إيصالها للفئة المستهدفة، ولاء البطوط مقدمة برامج الأطفال على شاشة تلفزيون فلسطين، قَدَمَت برامح الأطفال وعمرها 11 عامًا، اختارت أن تقاوم الاحتلال بطريقة تغاير الحجر والرصاص.
تسعى البطوط من خلال برنامجها "بيت بيوت" الذي استطاع تحقيق شهرة بين الأطفال في فلسطين إلى تأسيس جيل جديد يحب الحياة ويقاوم الاحتلال من خلال الإصرار على العيش، حيث تدعوهم من على المنابر الإعلامية إلى الاهتمام بأنفسهم ومستقبلهم والاستمتاع بالحياة.
وأوضحت البطوط "أحاول من خلال علاقتي بالأطفال التي تبنى على الحب والاحترام والصداقة أن أسس أجيال مثقفه تدافع عن الأرض بوعيها وتميزها، وأسعى إلى ترسيخ تاريخ القضية الفلسطينية في عقول الأطفال حتى يختاروا أسلوب مقاومتهم للاحتلال بالحياة، فنحن أبناء هذه الأرض ونحن من يجب أن يعيش عليها بكرامة ولن نسمح للاحتلال أن يدفعنا للموت فلدينا الكثير لنعيش من أجله واعتقد أن أكثر ما يقهر الاحتلال وعي شعبنا بقضيتنا وتاريخنا وإصرارنا على الحياة".
وأضافت البطوط في حديثها مع "مصر اليوم" أنَّ "التعامل مع الأطفال يجعلني أحتفظ ببرائتي كلما كبرت ويجعلني متمسكة بالحياة أكثر، لأن الأطفال هم الأكثر صدقًا وحبًا، وباختصار أنا ما زلت أعيش في عالمهم الجميل البريء المحب للحياة وأشعر بالمسؤولية تجاه أي طفل لذلك أجد نفسي في دائرة الإحباط لما يجري للأطفال في فلسطين خاصة وفي العالم عامه فما يؤلمني ويقلب مزاجي ما يتعرض له الأطفال من عنف وقتل وأسر، فالأطفال يستحقوا أن يعيشون بعيدًا عن كل المشاكل ومن حقهم أن يستمتعوا بطفولتهم وحياتهم فتلك أدنى حقوقهم".
وأشارت البطوط إلى أنَّ برنامجها "بيت بيوت" الذي جمعها بالأطفال استطاع أن يكون جسر مرور لكثير من الأطفال الذين كبروا وشقوا حياتهم فمنهم من حقق أحلامه ودخل الجامعات ومنهم من اقترب على التخرج ومنهم من لم تساعدهم ظروف الحياة لإكمال دراستهم ولكنهم الآن أشخاص جيدون تميزوا بأخلاقهم وإصرارهم على الحياة.
وأكدت أنَّ "برنامج الأطفال "بيت بيوت" استطاع أن ينجح لأنه لا يعتمد الروتين تمامًا كما شخصية ولاء البطوط فهي تقول بأنها شخصيه لا تحب الروتين والأطفال كذلك، فمنذ بدايتي معهم أفاجئهم بالكثير مما يحبون ومن جهة أخرى فأنا صادقة وهم يميزون ذلك وبإمكانهم ملاحظه حبي لهم".
وفي ذات السياق، تضيف أنَّ "سر نجاح "بيت بيوت" أنَّه متجدد دائمًا حسب رغبة الأطفال ففي كل موسم يتخذ شكل ومضمون جديدين، والأهم أنني أعمل ضمن فريق محترف في مجال الأطفال زملائي وأصدقائي المخرج محمد فرج والممثلين رمزي قندلفت ورائد خطاب، يجمعنا سويًا حب الأطفال والعمل من أجلهم ويجمعنا أكثر برنامج "بيت بيوت" ومؤخرًا أصبحنا نهتم بالأطفال المميزين حيث أسسنا فرقة نتجت من "بيت بيوت" للعروض الموسيقية والغنائية والشعر والدبكة وعروض الدمى وبدأنا نتلقى دعوات خارجية للمشاركة في مهرجانات دوليه وعالمية وهذا يجعلنا نرتقي بأطفالنا وبما نقدم من خلال رسائلنا الإبداعية والفكرية الهادفة.
أمنيات وأحلام البطوط لا تتوقف ولم تصل لنقطة محددة بعد، فهي لم تحقق ما تريده في عالم الأطفال بل تعمل على إكمال الدراسات العليا في مجال إعلام وثقافة الأطفال، وحلمها أن تصل إلى مكان تستطيع من خلاله أن تحقق السعادة للأطفال، وأن تكون قادرة على حمايتهم من الجوع ومن الموت ومن العنف فالأطفال يستحقوا أن يكونوا سعداء.
أرسل تعليقك