لندن ـ سليم كرم
دعا عمدة لندن، صادق خان، رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على التصدي لرهاب الإسلام "الإسلاموفوبيا" داخل حزب المحافظين الذي تتزعمه، قائلا إنه تعرّض لتعليقات تحمل مناهضة للمسلمين من جانب أعضاء في الحزب.
وحثّ خان في رسالة إلى تيريزا ماي، أن تأمر حزبها بالتعامل مع القضية، مؤكدا على ضرورة هذه الإجراءات لطمأنة المسلمين البريطانيين بشأن سلامتهم في أعقاب هجوم كرايستشرش الدامي، وحذّر الخان بأن المجرزة تدلّ على "الإخفاق في استئصال رهاب الإسلام "الإسلاموفوبيا" والمشاعر المعادية للمسلمين من مجتمعنا".
وعُلّق عمل العشرات من أعضاء المحافظين بسبب تصريحات معادية للمسلمين الأسبوع الماضي، وارتفع عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين في جميع أنحاء بريطانيا بنسبه 593 في المائة في الأسبوع بعد الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا، كما دعا عمدة لندن، في أيار/مايو الوزارة إلى اعتماد تعريف لرهاب الإسلام وضعه البرلمان وكان مقبولا بالفعل من قِبل حزب العمال والبرلمان، وينص التعريف علي ما يلي أن "رهاب الإسلام متأصل في العنصرية وهو نوع من العنصرية التي تستهدف المسلمين".
أقرأ أيضًا:
عمدة لندن يعلن إمكانية اللجوء إلى البرلمان لإلغاء الانسحاب البريطاني
وكتب خان في رسالته أن "طمأنة المسلمين البريطانيين بشأن سلامتهم في أعقاب كرايستشرش لا يتعلّق فقط بالشرطة والأمن، بل أيضا باستئصال الإسلاموفوبيا والإساءة للمسلمين التي تسللت إلى مجتمعنا وإلى النقاش السياسي"، مشيرا إلى "أهميه قيادة أحزابنا السياسية هذه الجهود وأن تقدم مثالا قويا لمجتمعنا"، وأضاف "ويتعين على حزب المحافظين على وجه الخصوص أن يفعل الكثير لبعث رسالة واضحة مفادها أن رهاب الإسلام غير مقبول على الإطلاق، لان ذلك لم يحدث خلال الأعوام الأخيرة".
وأوضح خان أنه تعرض مرارا للإسلاموفوبيا من أعضاء في حزب المحافظين وأنصار للحزب، وقال: "لقد نسيت أعداد مستشاري الحزب وأعضاءه الذين تم إيقافهم أو واجهوا إجراءات قضائية بسبب تعليقاتهم التي تحمل سلوك الإسلاموفوبيا تجاهي أو عني"، كما هاجم أيضا شاون بايلي، المرشح لمنصب عمدة لندن، لإعادة تغريدة بمقال تضمن وصف خان بـ"الملا المجنون للندنستان"، بينما قال فريق بايلي إنه لم يرَ الأوصاف العدائية حينما أعاد التغريد بالمقال.
وأكد بايلي بعد ذلك أن على حزبه اقتلاع جذور رهاب الإسلام، وأن يجري "حوارا ملائما" عن القضية، وأضاف خان "هذه الأمور ليست ضدي؛ ينتابني قلق عميق بشأن الرسائل التي ترسلها هذه الحوادث لمجتمعنا الأوسع.. إنها لا تتعلق بسياسات الحزب، المسألة أهم بكثير من ذلك".
وقال متحدث باسم حزب المحافظين: "إننا نشعر بقلق عميق تجاه الكراهية الموجهة ضد المسلمين وغيرهم بسبب عقيدتهم أو تراثهم، وأي شكل من أشكال التمييز أو إساءة المعاملة خطأ، والإجراء القوي الذي نتخذه بشأن التمييز ضد المسلمين يوضح مدى جديتنا في التعامل مع هذه القضايا، ونحن نعلم أن البعض دعم فكرة وضع تعريف لكراهية الإسلام، وهذا يعزز جهودنا لمواجهة التعصب الأعمى والانقسام".
قد يهمك أيضًا :
آلاف البريطانيين يستخدمون المواقع المُتبنّية للفكر اليميني المُتطرِّف
صادق خان يُؤكّد أنّ الوقت حان لعودة قضية "بريكست" إلى الشعب البريطاني
أرسل تعليقك