توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بسبب عقده اتفاقًا ينهي 52 عامًا من الصراع مع "فارك"

الرئيس الكولومبي مانويل سانتوس يحظى بجائزة نوبل للسلام

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الرئيس الكولومبي مانويل سانتوس يحظى بجائزة نوبل للسلام

الرئيس الكولومبي مانويل سانتوس يحظى بجائزة نوبل للسلام
بوغوتا عادل جابر

فاز الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس بجائزة نوبل للسلام، بسبب عقده اتفاقًا يهدف إلى إنهاء 52 عامًا من الصراع مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك"، وذلك بعد خمسة أيام فقط من رفض الكولومبيين للاتفاق عن طريق الاستفتاء.

واختارت لجنة جائزة نوبل، سانتوس من بين 376 مرشحًا، من بينهم 228 فردًا و148 منظمة. ويمكن ترشيح الأسماء من قبّل رؤساء الدول وكبار المسؤولين في الحكومة والمشرعين وبعض القضاة وأساتذة الجامعات والفائزين السابقين بالجائزة. وتبلغ قيمة جائزة هذا العام 8 ملايين كرونا سويدي، أي حوالي 930 ألف دولار.

وتحيي هذه الجائزة آمال تنفيذ الاتفاقية التي تسعى لإنهاء الحرب بين القوات الكولومبية الحكومية وفارك، والتي تعدّ الحرب الأطول في تاريخ أميركا الجنوبية. وأهدى سانتوس الجائزة لزملائه الكولومبيين، لا سيما ضحايا الصراع الطويل، داعيًا المعارضين لاتفاق السلام للانضمام إليه من أجل وضع حد للأعمال العدائية. وأضاف سانتوس في أول ظهور علني له منذ إعلان فوزه بجائزة نوبل "أدعو الجميع للانضمام إلينا في هذا المسعى الوطني الكبير حتى نتمكن من الفوز بالجائزة الأهم وهي السلام في كولومبيا، ولكن لم يتضح بعد أذا كانت هذه الجائزة يمكنها أن تفعل الكثير من أجل تحويل الرأي العام أم لا، حيث أنه على ما يبدو أن الناخبين مازالوا ثابتين على موقفهم".

وأوضحت ماريانيلا سورايز، التي تعمل في إحدى متاجر الأحذية وصوتت ضد اتفاق السلام، قائلة "لقد تسرعوا في إعطاءه الجائزة فهذه ليست اللحظة المناسبة، ولم يتحقق السلام بعد، ونحن لا نعرف إذا كانت فارك ستقبل بعقوبة السجن بسبب جرائمها أم لا". وأشار خايرو رودريغيز، وهو سائق يبلغ من العمر 49 عامًا، إلى أنه صوت لصالح الاتفاق، ويأمل في نجاح الجائزة في إعادة التفاوض وتليين مواقف المتشددين مثل الرئيس الكولومبي السابق، ألفارو أوريبي الذي قاد حملة ضد الاتفاق، مؤكدًا أن الجميع في كولومبيا يريد السلام.

وكان الناخبون الكولومبيون صوتوا ضد اتفاق السلام بعد أيام فقط من دعوة الحكومة الكولومبية لزعماء العالم من أجل حضور حفل التوقيع الاحتفالي. وعلى الرغم من هذه الانتكاسة التي تعرضت لها الاتفاقية، قالت لجنة نوبل أن سانتوس بذل مجهودًا كبيرًا من أجل إنهاء حرب أهلية استمرت لأكثر من 50 عامًا في البلاد.

وأشادت رئيسة اللجنة، كاسي كولمان بسانتوس بسبب عزمه بدأ هذه العملية، معبرة عن أملها في أن تكون هذه الجائزة سببًا يساعد على التوصل لاتفاق في المستقبل. وأضافت كولمان "تأمل اللجنة في أن تكون جائزة نوبل للسلام حافزًا قويًا من أجل تحقيق النجاح في هذه المهمة، كما تأمل اللجنة نجاح الشعب الكولومبي في جني ثمار عملية الصلح في السنوات المقبلة". وأشار خوان كريستوبال، الذي يقوم بأبحاث في الرأي العام والحملات السياسية في جامعة خافيريانا في بوغوتا إلى أن الجائزة سترفع من معنويات مؤيدي الاتفاق والمفاوضين الحكوميين، قائلًا "أن الجائزة تعطي الشرعية لمواصلة هذه العملية التي أرهقت الحكومة، أنها تبعث برسالة إلى الحكومة من أجل مواصلة العمل".

 

ويعدّ سانتوس هو ثاني كولومبي يفوز بجائزة نوبل، حيث نجح قبله الروائي غابرييل غارسيا ماركيز في الفوز بجائزة نوبل في الأدب في عام 1982. وبعد انتشار أنباء فوز سانتوس بالجائزة، استغل الكثيرون هذا من أجل غاياتهم الخاصة. وقال اوريبي "أهنئ الرئيس سانتوس لفوزه بجائزة نوبل، وأتمنى أن يقوم الرئيس بتغيير اتفاق السلام الذي يضر بالديمقراطية". ولكن رأى آخرون أن هذه الجائزة بمثابة ضربة للمعارضين مثل السيد اوريبي، حيث قال عضو مجلس الشيوخ الكولومبي، ايفان سيبيدا "أن هذه الجائزة تدعو المعارضين بأن يتوقفوا عن ذلك وأن يشاركوا في المصالحة الوطنية".

وكشفت قائدة المجموعة التي تؤيد الاتفاق، سيلفيا بيروكال، قائلة "لقد أعطتنا هذه الجائزة دفعة قوية من أجل الاستمرار في العمل من أجل السلام". وكان اتفاق السلام، الذي يعدّ تتويجًا لأربعة أعوام من المفاوضات في هافانا، نص على تخلي المتمردين عن سلاحهم وإعادة دمج المقاتلين السابقين داخل الحياة المدنية.

وأودت الحرب الأهلية الكولومبية بحياة حوالي 220 ألف شخص، إضافة إلى تشريد أكثر من خمسة ملايين شخص. وكان سانتوس اعترض على الدعوات التي طالبت بتنفيذ عقوبة السجن لأعضاء فارك، حيث قال إن هذا الأمر سيدفعهم للابتعاد عن طاولة المفاوضات والعودة إلى الحرب.

وظهرت أولى بوادر الاعتراض على الاتفاقية في ربيع هذا العام، وذلك عندما قام أوريبي بالخروج في مسيرات ضدها، إضافة إلى قوله بأن الرئيس "خائن" وعلى استعداد لتبرير جرائم فارك لمجرد عقد الاتفاق. وكان من المتوقع أن يصوت الكولومبيون لصالح الاتفاق بفارق كبير، ولكن في النهاية أظهرت النتائج تصويت 50.2% ضد الاتفاق.

وهذه النتيجة اجبرت سانتوس هذا الأسبوع على البحث عن طرق أخرى من شأنها إنقاذ الاتفاق، ومن بينها عقد لقاء مع أوريبي وغيره من المعارضين. وقال الخبراء أن الجانبين يقوموا ببعض التغييرات في الاتفاق، بما في ذلك عقوبة السجن لبعض قادة فارك. وحذّر سانتوس من أن وقف إطلاق النار مع المتمردين سينتهي في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ولذلك يجب تنفيذ الاتفاق قبل هذا التاريخ من أجل تجنب دخول البلاد في صراع جديد.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الكولومبي مانويل سانتوس يحظى بجائزة نوبل للسلام الرئيس الكولومبي مانويل سانتوس يحظى بجائزة نوبل للسلام



GMT 05:40 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

القضاء يصدر حكمه بشأن إدانة ترامب في قضية الممثلة الإباحية

GMT 04:07 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعارض إطلاق أوكرانيا صواريخ نحو العمق الروسي

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon