قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن الهدنة التي أمرت بها روسيا للسماح للمسيحيين الأرثوذكس بالاحتفال بعيد الميلاد مجرد خدعة هدفها وقف تقدم أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية وجلب المزيد من الرجال والمعدات.
وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور، متحدثا بالروسية وموجها حديثه إلى الكرملين والروس، أن موسكو تجاهلت مرارا خطة السلام الأوكرانية، وأن الحرب ستنتهي عندما تغادر قواتها بلاده أو تُطرد منها.
وتابع: "إنهم يريدون الآن استخدام عيد الميلاد غطاء، وإن كان لفترة وجيزة، لوقف تقدم أبنائنا في دونباس وجلب المعدات والذخيرة والقوات بالقرب من مواقعنا".
وأضاف: "ماذا سيمنحهم ذلك؟ فقط زيادة أخرى في إجمالي خسائرهم".
وقال زيلينسكي إن إنهاء الحرب يعني "إنهاء عدوان بلدكم... إن هذا مستمر في كل يوم يكون فيه جنودكم على أرضنا... وستنتهي الحرب إما عندما يغادر جنودكم أو نطردهم".
وحث الروس على تحدي تصوير رئيسهم فلاديمير بوتين الحرب على أنها ضرورية لحماية مصالح موسكو من الغرب والقضاء على القوميين.
وتابع زيلينسكي: "العالم بأسره يعرف كيف يستغل الكرملين الانقطاعات في الحرب لمواصلتها بقوة جديدة".
وأضاف: "لكن لإنهاء الحرب بشكل أسرع، نحتاج إلى شيء مختلف تماما. نحتاج إلى أن يجد الروس الشجاعة داخلهم، وإن كان ذلك لمدة 36 ساعة، وإن كان ذلك خلال عيد الميلاد، لتحرير أنفسهم من الخوف المخزي من رجل واحد في الكرملين".
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعيد الميلاد في السابع من يناير. وتم الاعتراف باستقلال الكنيسة الأرثوذكسية الرئيسية في أوكرانيا منذ 2019 وترفض أي إشارة إلى الولاء لبطريرك موسكو.
غيَّر عدد كبير من المسيحيين الأوكرانيين موعد الاحتفال بعيد الميلاد إلى 25 ديسمبر كما هو الحال في الغرب.
تعليق غربي على الهدنة
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن نظيره الروسي يبحث عن "متنفس" بإعلانه وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي، في هدنة هي الأولى من نوعها منذ بدء الاجتياح الروسي.
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن العالم يشعر بالارتياب البالغ إزاء دعوة بوتين لوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة في أوكرانيا.
اعتبرت الخارجية الألمانية أن وقف إطلاق النار الروسي "المزعوم" في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي لن يجلب "لا الحرية ولا الأمان للأشخاص الذين يعيشون في خوف كلّ يوم تحت الاحتلال الروسي".
ذكر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أنّ قرار الرئيس الروسي وقف إطلاق النار في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي "لن يفعل شيئاً لتعزيز آفاق السلام".
قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن دعوة بوتين لوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة في أوكرانيا "نفاق" وإن الطريق الوحيد لاستعادة السلام هو أن تسحب روسيا قواتها من البلاد.
الهدنة الروسية
الخميس، أمر الرئيس الروسي بوقفٍ إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 36 ساعة مع احتفال المسيحيين الأرثوذكس بعيد الميلاد، وهي خطوة قوبلت بالرفض من كييف التي قالت إنه لن تكون هناك هدنة حتى تسحب روسيا قواتها من الأراضي التي تسيطر عليها.
تأتي الدعوة الروسية لوقف إطلاق النار في وقت أعلنت فيه واشنطن عن حزمة جديدة من الأسلحة لأوكرانيا، تتضمن لأول مرة مركبات برادلي القتالية، فيما يمثل إنجازا لكييف التي تطالب الغرب منذ أشهر بإمدادها بمركبات مدرعة لمساعدتها على طرد القوات الروسية من أراضيها.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
زيلينسكي يؤكد أن الأوكرانيين يخوضون أصعب المعارك مع الروس ومحادثات تركية مع موسكو تحرز تقدماً
زيلينسكي يعترف أن حرب بلاده مع موسكو ستكون أكثر دموية وأن الصراع لن يحل إلا بالدبلوماسية
أرسل تعليقك