توقيت القاهرة المحلي 07:38:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تنحى عن منصبه وسط سيّل من الانتقادات القاسية

بلير ينضم لنادي الأميركيين والبريطانيين من مدمري الشرق الأوسط

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - بلير ينضم لنادي الأميركيين والبريطانيين من مدمري الشرق الأوسط

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير
واشنطن - يوسف مكي

تنحى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، أخيرًا، عن منصبه باعتباره مبعوث السلام في الشرق الأوسط بعد 8 سنوات، وسط سيّل من الانتقادات القاسية والسخرية والإغاثة، إذ أشيع أنه خصص 3 أيام شهريًّا لهذا المنصب، وكرَّس باقي وقته لمصالحه التجارية.

وانضم بلير إلى نادي السياسيين البريطانيين والأميركيين "الافتراضي"، الذي تم بناؤه خلال القرن الماضي، من خلال التسبب في كوارث منطقة الشرق الأوسط.

ومن أعضاء النادي البريطانيين ونستون تشرشل، وديفيد لويد جورج، وأنتوني إيدن، ومن بين الأميركيين جيمي كارتر، وروناد ريغان، وجورج بوش.

وفشل هؤلاء الأعضاء في التعامل بحكمة مع الأزمات المختلفة في الشرق الأوسط، وأصبحت المنطقة مقبرة لسمعتهم السياسية.

ويتزامن رحيل بلير عن المنصب مع ما حدث في 18 آذار/ مارس 1915، وهو دخول الأسطول الأنجلو- فرنسي إلى الدردنيل؛ للقتال في إسطنبول، إذ أغرق اللورد تشرشل المدينة وبشكلٍ كارثي بالألغام والبنادق التركية و3 سفن حربية، وبعد ذلك أنزل قوات برية في شبه جزيرة غاليبوي في 25 نيسان/ أبريل، والتي انتهت بالهزيمة بعد 8 أشهر وبعد مقتل ربع مليون من القوات البريطانية والفرنسية، إلى جانب عددٍ مماثلٍ من الجنود الأتراك.

أما الحرب العظمى في الشرق الأوسط ما بين 1914-1920، كانت شبيهة بالغزو الأميركي للعراق العام 2003، ففي كلتا الحالتين كان هناك مبالغة في الثقة بالنفس والتقليل من المعارضة، والجهل بالتضاريس الخطرة للمشهد السياسي القاتل، الذي كان في غاليبولي والعراق، وفي أعقاب الفشل تم تخفيض رتبة تشرشل حتى أصبح رئيسًا للوزراء.

وعلى الرغم من دخول بريطانيا إلى حرب العراق العام 2003، عاش بلير في الشرق الأوسط لفترات طويلة خاصة حين كان رئيسًا للوزراء، ولكنه لم يظهر أيّة حساسية للصراع الناجم بعد هذا الغزو.

وفي أدلة التحقيق في "تشيلكوت" العام 2010، أعطى بلير الانطباع بأنه أبدًا لم يأخذ الأمر على متن الطائفية والفساد لحكومة بغداد، ولكنه ساعد فقط في تعاقب السلطة.

وسيكون من المثير للاهتمام معرفة النصائح التي يعطيها بلير إلى عملائه الأثرياء في منطقة الخليج ووسط آسيا، بشأن مستقبل كل من العراق وسورية وليبيا.

وبشأن هذه المسألة، هل يمكن  أن تعلم أي شيء عن أزمة قناة السويس في مصر العام 1956، بعد وضع حدٍ لمهمة أنتوني إيدين، البريطاني الذي لم يستطع القيام بأي شيء في الشرق الأوسط، على عكس الرغبات الأميركية.

كان الزعيم جمال عبدالناصر مشابه جدًا للزعيم العراقي الراحل صدام حسين، حيث الحكام الأقوياء، وبعد سقوط بغداد العام 2003، ودخول بعض الجرحى العراقيين إلى المستشفى، ذكر أحدهم أنه على الأميركيين أن يتذكروا أن صدام حسين نفسه وجد صعوبة في حكم العراقيين.

وبعد أزمة السويس، أصبحت الولايات المتحدة والقوى الغربية هي الرائدة في الشرق الأوسط، ومن ثم اندلعت الثورة الإيرانية وسقط الشاه واحتجز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران، وتضررت سمعة ريغان آنذاك، وتمت صفقة غريبة في محاولة للإفراج عن الرهائن.

غزو العراق كان يشبه إلى حدٍ كبير أزمة قناة السويس، ولكن هذه المرة كانت قدرات الولايات المتحدة فائقة، وربما ذهب بوش وبلير بعيدًا عن حرب العراق، بعد الإطاحة بصدام، فقد كانوا مثل بعض العراقيين يريدون التخلص منه، ولكن احتلالهم البلد لم يكن مقبولاً.

ويبدو أن بوش وبلير لم يفهما رد الفعل العدائي من الدول المجاورة للعراق مع وجود جيش غربي يحتل بلد مجاور، والآن يشكو بلير من أن التدخل الإيراني يزعزع استقرار العراق، كما لو أن إيران لن تقبل مجددًا أن يحكم العراق عدو.

دمر بوش وبلير الدولة العراقية ولم ينجح أحد في إعادة بنائها مرة أخرى، وبدأت الأبواب تفتح لتنظيم "داعش" المتطرف.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلير ينضم لنادي الأميركيين والبريطانيين من مدمري الشرق الأوسط بلير ينضم لنادي الأميركيين والبريطانيين من مدمري الشرق الأوسط



GMT 07:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon