لندن ـ ماريا طبراني
تخيَّلت الفنانة ومُصمّمة الديكور البريطانية، إيلي هاووتس، حين اشترت شقتها في منطقة فورست هيل، جنوب شرق لندن، قبل 5 أعوام أنها قطعة قماش بيضاء، وقالت: "إنها مجلس سابق تم بناؤها في السبعينات، وما يميز الشقة عن عصر السكن الاجتماعي هو نسب المساحات، إذ في الثمانينات أصبحت المساحات صغيرة، وغير عملية، كما أنها تتميز بالبساطة وتدفق الفضاء".
وتتذكر أنه في أحد أيام فصل الصيف وقعت في ورطة بشأن قرار شراء شقة أو عقار آخر، وتوضح: "لقد وقفت أعلى الشارع لمدة 20 دقيقة، كانت رائحته أشبه بشارعي، حيث الأشجار الموجودة هنا وهناك"، وبعد شراء الشقة الجديدة، قررت هاووتس هدم بعض الجدران الواهية، وتحويلها إلى اللون الأبيض، حيث القماشة البيضاء التي تخيلتها، وزودت المطبخ بأدوات شركة أيكيا الرخيصة السعر، واستبدلت السجاد القذر، بأرضيات مصنوعة من الخيزران.
وحين حوّلت الشقة إلى قطعة قماش بيضاء وأصبحت جاهزة بدأت المتعة، حيث وضعت رفوفا بيضاء سميكة على ثلاثة جدران في المطبخ، وغرفة العشاء، وغرفة الجلوس، وجمعت الزخارف التي تعود إلى ستينات وسبعينات القرن الماضي، من موقع eBay، وتضع الآن المزهريات الألمانية الكبيرة على رف واحد، بينما تجلس سبع قطط سوداء أنيقة أخرى إلى جانب تماثيل الغزلان والدلافين والأسماك الأخرى المصنوعة من السيراميك.
وتؤكد إيلي أن الغرض الأساسي مِن استخدام مثل هذه الزخارف إدخال الفرحة على نفسها وعلى الأشخاص الآخرين، وهي غالبا ما تحرك هذه التماثيل الصغيرة أو تغيّرها، لإعادة إضافة الحيوية والمرح إلى المكان، موضحة أن الاهتمام بتلك الرفوف عمل مبدع، فهي مثل العناصر الأساسية للرسم، فهناك مجموعة متوعة من الأشكال والألوان وكذلك الإيقاع.
وتخرجت إيلي في الكلية الملكية للفنون، وعملت كمساعدة لعدد من الفنانين المختلفين، بما في ذلك داميان هيرست، وكيث تايسون، وهي تساعد الآن الأفراد والأسر على إقامة تحويلات مخصصة وموجهة بالفن داخل مساحات العمل والمنازل، وفي منزلها يوجد كرسي فوتيه كبير من طراز "تيل"، وهو من أحد الأشياء القليلة في منزلها غير المستعمل، إذ تعلق ستائر إسكندنافية تعود إلى ستينات القرن الماضي على أبواب الفناء، وقالت إن كل شيء كان باللونين البرتقالي والبني، لذا احتاجت إلى شيء لتخفيف هذين اللونين، ولذلك اشترت ذلك الكرسي بسعر 350 جنيها إسترلينيا من موقع made.com، ويوجد شيء آخر تفتخر به، وهو الغيتار الذي يحمل اسمها ومعلق على الجدار، فقد صنعه لها آلان ميلر الذي أسس فرقةBand of Nod، وهي مجموعة من الفنانين والموسيقيين الذين لعبوا الكازو.
افتتان إيلي بالمساحات ومعرفة كيفية استغلالها يعني أن شقتها مرتبة وخالية من الكراكيب، وتوضح أن ذلك يتحقق جزئيا من خلال شراء أشياء غير كبيرة الحجم، وأثاث بأرجل لأن الفجوة بين الأرجل الخاصة بالأثاث والأرض تضيف إحساس بالاتساع في الغرفة.
وتضع إيلي رفا في المطبخ "sex shelf" ويضم مجموعة من التماثيل الصغيرة الخشبية والفخارية والبلاستيكية، وعلى هذا الرف تضع صورة مضحكة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتشير إليها بـ"قضيب ذكري" أهداه إليها أحد الأصدقاء، وتقول إن إشارة القضيب إلى ترامب، يعني أن روح الفكاهة تحتفظ بإنسانيتنا تجاهه، وإلا سنخاف من مشاهدته على شاشة التلفزيون".
وتستمر روح الفكاهة في الحمام حيث تضع تمثالا منفوخا بطول 4 أقدام على شكل مخروط "آيس كريم"، وخلفه جدار باللون الوردي، وكذلك حصان صغير أنثوي، وتقول: "اشتريت الحصان من متجر وايتستابل منذ 8 أعوام، إنه مطابق لواحد كنت ألعب به في طفولتي".
ويوجد أيضا في الحمام ثماني دُمى بلاستيكية بألوان مشرقة مختلفة، تضعهم تحت المرآة، وتقول: "إنها نسخ من الدمى الموجودة في جنوب أفريقيا، والتي يحملها الناس في ذكرى وفاة الطفل".
قد يهمك أيضاً :
موضة السجاد في الديكور الداخلي لإطلالةً شبابيَّةً عصرية
الجداوي تكشف عن لمسات بسيطة لتغيير ديكور المنزل
أرسل تعليقك