لندن ـ ماريا طبراني
جَمَعَ المصمّم الداخلي بريستون شرودر، بين فن البوب والتصميم المُستوحى من الصناعة والحرف اليدوية العالمية والتحف وبريق السبعينات والكثير من الألوان في التصميم الداخلي لمنزله، ولم يكن شرودر خائفا أبدا من هذا المزج المثير، إذ قال المصمّم الذي يعيش مع شريكه ماركوس وابنته دولسي لأحد مُحرّري صحيفة "الغارديان": "لطالما رغبت في تطوير منزل بشكل يعكس شخصيتي"، وطالما قام الشريكان بترميم وبيع المنازل، لكن عندما عثرا على هذا المنزل الثلاثيني في جنوب غرب لندن قررا الإبقاء عليه وتحويله إلى قطعة فريدة من نوعها.
ويضيف شرودر: "في البداية نظرت إلى المنزل ولم يعجبني حيث كان يوجد في طريق مزدحم، لكن الممتلكات كانت شحيحة للغاية في ذلك الوقت وانتهى بي الأمر بشرائه.. لقد كان المنزل مستأجرا لكن لم يقم المستأجر بالاعتناء به، فقد كانت الحديقة أشبه بالغابة، لكنني عرفت أننا يمكننا إعادتها للحياة. أتذكر الوقوف في الطابق الأول، وأنا أنظر إلى الحديقة، مع ابتسامة على وجهي، أفكر وأقول هذا هو المنزل".
ومكث الشريكان في المنزل لمدة عام لمعرفة ما يريدون فعله، وعملا مع مهندس معماري لوضع خطط لاثنين من الملحقات في الطابق الأرضي في الجانب والخلف، وكلاهما مزوّد بضوء في السقف لجلب ضوء النهار، بالإضافة إلى عمل عليه، وكانت الخطة الأولية هي توسيع المنزل بالكامل، لكن لم يسمح بذلك المخططون المحليون، حيث استقر الشريكان على عمل فناء جانبي صغير بدلا من ذلك. اتضح في ما بعد أنه واحد من الأشياء المفضلة لدى شرودر، وكان الفناء عبارة عن جيب هوائي منعش يتصل بردهة المنزل مع جدار وردي مشرق يربط الداخل بالخارج.
كان الجدار الوردي المشرق مجرد قطرة في بحر ألوان شرودر، ومن الأخصر المشرق في مرحاض الطابق السفلي إلى الأصفر الحمضي والبنفسجي والأزرق الهادئ في غرفة المعيشة، ترك شرودر لعنانه الخيال، وأوضح شرودر: "أنا أحب الجمع بين الأشياء القديمة والأثرية مع الأشياء الجديد والمنعشة، واللون هو وسيلتي لتحقيق هذا الانسجام مع ذلك"، كما يوضح "لقد قمت بتغطية زوج من الكراسي الفرنسية التي يبلغ عمرها 150 عاما بنسيخ وردي من المخمل، كما قمت بتغطية كراسي تناول الطعام الخشبية الداكنة مع نسيج مطبوع بطبعات جلد الفهد".
وجمع شرودر بين الألوان الهادئة في غرف النوم مع استخدامه ورق الحائط الملون ذا الطباعات البارزة البسيطة، ويعشق شرودر الأعمال والصناعات اليدوية، حيث نشأ في كيب تاون، لذلك يوجد في منزله الكثير من الأشياء المصنوعة يدويا، مثل الأواني المنسوجة
والمصنوعة من الخوص في منطقة تناول الطعام، وتمثال الزرافة بالحجم الطبيعي والمصنوع الأسلاك في الحديقة، الذي تم شحنه من جنوب أفريقيا.
ونصح شرودر من يريدون إنشاء منزل مزين بشكل جريء بأن يكونوا مستعدين لتجربة أشياء جديدة وغير تقليدية.
قد يهمك ايضا :
مهندس معماري يُصمَم مباني تُنتج طاقة نظيفة وصديقة للبيئة
مهندس معماري يحوّل طائرة بوينغ 747 قديمة إلى منزل مستقبلي مذهل
أرسل تعليقك