توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تم تصنيفها العام 1985 تراثًا عالميًّا من قِبل "يونسكو"

حدائق "أكدال" متنزهات طبيعية تشهد على عراقة المدينة الحمراء

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حدائق أكدال متنزهات طبيعية تشهد على عراقة المدينة الحمراء

حدائق "أكدال"
مراكش - ثورية ايشرم

تعد حدائق "أكدال" من بين الحدائق الكبرى التي تجعل مراكش قبلة للسياحة الطبيعية، وهي من الحدائق التي تم إعادة تهيئتها منذ قرون مضت، وتشهد على تاريخ المدينة الحمراء وعلى تأسيسها، والتي تتميز بمساحات شاسعة جدًا.

وتعتبر حدائق "أكدال" من المتنزهات الكبرى التي تساهم بشكل كبير في إنعاش السياحة في مراكش، وذلك يرجع إلى توافرها على معالم طبيعية مميزة لا يمكن أن تجدها إلا في هذه الحديقة التي ذاع صيتها بشكل واسع داخل وخارج المغرب.

وتعتبر "أكدال" من بين الحدائق التاريخية في المدينة الحمراء، التي تجمع في ملامحها معالم الثقافة الإسلامية الخاصة التي تتميز بها المملكة المغربية، حيث تحتوي على فضاءات كبرى تشكل خليطًا من المميزات الطبيعية بمناظرها الخضراء، وتجمع أشجارًا كثيرة ومختلفة ونباتات مميزة ومتنوعة بين الصيفية والربيعية والشتوية، والتي تتم العناية بها على أكمل وجه حتى تبقى محافظة على جماليتها ورونقها الطبيعي الذي تمتاز به هذه الحدائق.

 ولا تعرف المدينة الحمراء تغييرًا في المناخ، فهذه من المميزات الأساسية التي تمتاز بها مراكش عن غيرها، إذ تجد حدائقها خضراء اللون ومنعشة على مدار العام، وهذا ما يبرز الإرادة القوية في تجديد وأحداث مناظر طبيعية في كل أرجاء المدينة.

وتلعب هذه الحدائق الكبيرة والمميزة دورًا فعالًا في إنعاش السياحة الداخلية والخارجية؛ إذ تعتبر مقصدًا مهمًا للزوار من أجل الاستمتاع بمناظر خلابة ومميزة وعيش تجربة مميزة بين أحضان  الطبيعة، التي ترسم تلك اللوحة الفنية والمتألقة في كل وقت.

كما أنها تشهد إقبالًا منقطع النظير حيث تتحول إلى منتزهات توفر الراحة والانتعاش والحيوية وتفتح المجال أمام عشاق الطبيعة؛ للتعرف على تاريخها المميز وهندستها المعمارية التي تعود بك إلى فترات زمنية مهمة ومميزة عايشتها المدينة الحمراء وسكانها في عهد السلطان عبدالمومن، الذي يعد أول سلطان للدولة الموحدية التي حولت مدينة مراكش إلى عاصمتها، والتي تركت إرثًا تاريخيًا وطبيعيًا خلابًا ومعماريًا تلمسه في كل أرجاء المدينة وفي كل نقطة تقصدها إلا ويصادفك هذا التاريخ الذي تشم عبقها أينما حللت وارتحلت.

وقد تمكن هذا السلطان بفضل عشقه للطبيعة والمعالم الخضراء أن يدشن مجموعة من الحدائق الرائعة في المدينة التي تعتبر حدائق "أكدال" من ضمنها والتي تجمع مواصفات وأبعاد تبرز الثقافة الإسلامية وتعكس صورة الحدائق النموذجية من الداخل والخارج، حيث يحيط بموقع هذه الحدائق سور يبلغ طوله 9 كيلومترات، مبني من الطين وتتخلله أبراج، وبداخله مساحات واسعة تتضمن ممرات تقسمها إلى مساحات صغيرة لكل واحدة، تحتضن كل منها أغراس لأشجار مثمرة مثل الزيتون، والبرتقال، والمشمش، والجوز، واللوز، والتين، والرمان وغيرها من الأشجار التي كانت تعتبر مصدرًا مهمًا للإقبال على الفواكه والثمار الطازجة.

وقد أنشئت هذه المعلمة الطبيعية ذات الجمالية الملفتة في المناخ الجاف، الذي يميز المدينة، حيث اعتمدت على أسلوب زراعي يروم خلق واحة خضراء في أرض قاحلة مسقية بشكل جيد معتمدة على الموارد المائية عبر شبكة قنوات تحت الأرض مصدرها ينابيع  جبال الأطلس، التي تعتبر المورد الرئيسي في سقي معظم الحدائق في المدينة الحمراء، ومن خلال نظام سقي تم إعداده بطرق متقنة توصل المياه إلى صهريج كبير يزود مختلف قنوات السقي بالماء، والتي تزود أيضًا عددًا من النافورات في الحدائق بالماء بالإضافة إلى الصهاريج الصغيرة جدًا الموجودة في أمكنة مضبوطة في حدائق "أكدال" لتمكين عدد من المساحات الصغيرة القريبة منها من الارتواء.

ويعتبر تصميم حدائق أكدال إنجازًا رائعًا تم نسخه في عدد من المناطق في المملكة المغربية وحتى في مدينة إشبيلية، وكانت أيضًا محطة إعجاب لجماليتها ونظام سقي منتجاتها، بالنظر إلى كون المنطقة التي توجد فيها مهددة بالجفاف بسبب مناخها المتسم بقلة الأمطار.

وتعد هذه الحدائق المميزة واحة غناء يقصدها الزوار لإنعاش الروح واكتساب الطاقة والانتعاش والحيوية والنشاط، فضلاً عن قضاء وقت ممتع بين منتزهاتها التي تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على البيئة أولًا ثم العمل على استقطاب السياح إلى المدينة الحمراء ثانيًا، إضافة إلى كونها من المعالم الأثرية التي تفتخر بها المدينة ويعتز بها سكانها؛ إذ تم تصنيفها العام 1985 تراثًا عالميًا من قِبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية "يونسكو".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدائق أكدال متنزهات طبيعية تشهد على عراقة المدينة الحمراء حدائق أكدال متنزهات طبيعية تشهد على عراقة المدينة الحمراء



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon