توقيت القاهرة المحلي 06:54:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يضم آثار رومانية وأديرة ترجع إلى القرن الثالث عشر

"الحي اللاتيني" في باريس صرحًا يتلألأ بالمباني التاريخية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحي اللاتيني في باريس صرحًا يتلألأ بالمباني التاريخية

"الحي اللاتيني" في باريس
باريس ـ مصر اليوم

مر نصف قرن على تلك الصور التي يظهر فيها الحي اللاتيني في حالة شلل نتيجة لأحد الاحتجاجات. لا تزال أحداث مايو (أيار) 1968 تمثل أكبر الاضطرابات التي أصابت المجتمع الفرنسي الحديث، فقد أعادت تشكيل الشوارع الواسعة المصفوفة بالأشجار في الدائرة الخامسة بباريس إلى الأبد لتصبح تجسيداً لروح فرنسا الثائرة.

أثار جان بول سارتر الطلاب والممرضين والأطباء والمعلمين، للخروج في موجة من الاحتجاج من منبره البسيط تحت أشجار البلوط في «بولفارد سان جاك»، وأخذ المتظاهرون يقذفون بالحصى فوق المتاريس بالقرب من أقواس «السوربون»، وترددت أصداء ضجيج الشغب في كل المنطقة.

صوت ماضي الحي اللاتيني المشحون خف تماماً، فمنطقة الطلاب تظل أحد أجمل المناطق التي يمكن استكشافها في المدينة، على الرغم من أن الكثير من مرشدي السفر لا يضعونها ضمن برنامجهم السياحي، فهي تتميز بمزيج مثير بين المباني التاريخية ومقاهي الطلاب المزدحمة، عدا المطاعم المتنوعة ونوادي الجاز المفتوحة حتى الفجر، وهناك أيضاً آثار رومانية، وأديرة ترجع إلى القرن الثالث عشر، وأكبر مسجد في باريس.

أقرأ أيضًا:

تعرَّف على أفخم المطاعم في العالم لعشاق الطعام الراقي

من الممكن قضاء عطلة أسبوع كاملة في باريس دون مغادرة حدود هذه الدائرة، الواقعة على بُعد شوارع قليلة شرق «سان جيرمان دي بري».

يمكن أن تبدأ بالتوجه إلى «البانثيون»، حيث دُفن فولتير وجان جاك روسو وفكتور هوغو وإميل زولا تحت القبة المصنوعة على طراز كلاسيكي. على بعد خطوات توجد كنيسة سان إيتان، وهي واحدة من أجمل الكنائس في المدينة وأكثرها هدوءاً من صخب الحياة الطلابية.

تضم الكنيسة قبر «سانت جانفيف» القديس الراعي لباريس، ويجمع تصميمها الخارجي ما بين أسلوبي النهضة والقوطي، في حين يسود تصميمها الداخلي طراز عصر «الباروك».

في الصيف، يمكن أن تأخذ حديقة لوكمسبورغ يوماً كاملاً من وقتك. تعبق الحديقة الغنَّاء، التي شُيدت في عام 1612، بالورود والزنابق العطرة. وتتناثر نحوها نافورات ومروج وأشجار، بالإضافة إلى مقاعد يمكن أن تقضي فيها نهارك في القراءة. وهي تحيط بقصر لوكسمبورغ المزخرف، حيث يوجد مقهى يمكن اللجوء إليه عندما يتغير الطقس.

يمكنك بعد ذلك السير إلى مسجد باريس الكبير، الذي شُيد على طراز إسباني مغربي، ويعتبر المركز الروحي للسكان المسلمين، وأغلبهم من أصول مغاربية. استوحي المسجد، الذي بُني في عام 1920 من قصر الحمراء، بمئذنته الخضراء، التي تتميز عن المباني المحيطة، والتي تتسم بالأسلوب الهوسماني.

في الساحة الداخلية للمسجد يوجد مقهى بطاولات تعلوها الفسيفساء الزرقاء والبيضاء، يُقدم فيه الشاي بالنعناع ومخبوزات وحلويات من شمال أفريقيا.

في الأيام الممطرة، توفر دور السينما التي ترجع إلى عصر «أرت ديكو»، وتملأ الشوارع الخلفية في المنطقة، ملاذاً مهماً. فهي أكبر مجموعة من دور السينما في أوروبا، ونادراً ما تدبلج الأفلام الإنجليزية، وتتسم بأسقفها المزخرفة ومقاعدها المخملية التي ترجع إلى الخمسينيات من القرن الماضي. بيد أنه من الضروري التعرف على تاريخ الدائرة الخامسة وأحداث مايو 1968، التي شكلت شخصيتها الحالية. توجد تدوينات صوتية (بودكسات) متاحة باللغتين الفرنسية والإنجليزية عن هذه الاضطرابات التاريخية، في حين تركز جولات «السوربون» التي تقام بين الفينة والأخرى على الدور الذي لعبه طلاب الجامعة في إعادة تشكيل المجتمع الفرنسي الحديث.

- مثل مناطق عديدة في باريس، خضعت الدائرة الخامسة لتطورات سريعة في الأعوام القليلة الأخيرة. مثلاً تحولت «كلية البرنارديين»، التي كانت ديراً يرجع إلى عام 1248 إلى مقر ثقافي لإقامة الحفلات والمحاضرات والعروض المسرحية.
ومع ما تقدم ذكره عن باريس، لا يمكن وصف منطقة بالحيوية من دون ذكر مطاعمها المتعددة والمتزايدة، بسبب خفض أسعار الإيجارات في السنوات الأخيرة.

يُصنف «تومي آند كو» واحداً من أفضل المطاعم في باريس، وفق دليل «ميشلان». ويمكن للزائر اختيار وجبة كاملة وشهية لا تتعدى الـ45 يورو.

من المطاعم الأخرى البارزة «كيتشن تير»، المتخصص في المعكرونة المصنوعة منزلياً، و«أليانس» الحاصل على نجمة «ميشلان»، الذي يركز على مكونات الطعام الموسمية، و«باييتا» المملوك لجوليا سيدفجيان، وهي نجمة صاعدة في عالم الطهي.
بعد تناول العشاء، يمكنك الذهاب إلى كافيه «دي لا هوتشي»، وهو نادي جاز أسطوري مقام في مبنى يرجع إلى القرن السادس عشر، على بعد خطوات قليلة من نهر السين. وهو يجذب محبي الموسيقى من كل أنحاء العالم منذ افتتاحه في عام 1949.

وقد يهمك أيضًا:

تعرف على أشهر وأفضل 20 منطقة سياحية في مصر

سكان "آلانيا" التركية يُطالبون بوضح حد لملابس السياح

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحي اللاتيني في باريس صرحًا يتلألأ بالمباني التاريخية الحي اللاتيني في باريس صرحًا يتلألأ بالمباني التاريخية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon