c طريق سان فرانسيسكو - سان دييغو رحلة لن تنساها - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 16:19:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شُجيرات الخرشوف تُزيِّن جانبَي الطريق

طريق سان فرانسيسكو - سان دييغو رحلة لن تنساها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - طريق سان فرانسيسكو - سان دييغو رحلة لن تنساها

طريق سان فرانسيسكو - سان دييغو
سان فرانسيسكو ـ عادل سلامة

أراد الكاتب مارسيل ثيروكس أن يذهب في رحلة بالسيارة مع زوجته، وفي البحث عن الطريق المثالي لرحلتهما قررا الانطلاق على الطريق الذي يبلغ طوله 500 ميل من سان فرانسيسكو إلى سان دييغو، ويحكي الكاتب عن رحلته فيقول: "شعرنا أن الطريق بين سان فرانسيسكو وسان دييغو هو مزيج مثالي من المناظر الطبيعية الجميلة والفخامة التي لا تصدّق، وكانت النتيجة رحلة رائعة للغاية، حتى إنني أتساءل لماذ انتظرنا كل هذا الوقت لنذهب في مثل تلك الرحلة من قبل".

لقد وصلنا إلى سان فرانسيسكو في مساء حار بشهر سبتمبر، وفي المطار أنهينا الأوراق الخاصة باستئجار سيارة مرسيدس مكشوفة، وحيث إنني دائما ما أشعر بالتوتر في اللحظات الأولى وراء عجلة قيادة سيارة مستأجرة، وجدت صعوبة في ضبط اتجاهات المرايا، وأخذت وقتا طويلا لأتكيف معها حتى أن شرطيا أوقفني جانبا على الطريق ليتأكد من أنني بخير، نجحنا في الوصول عبر جسر غولدن غيت إلى الفندق الذي خططنا للإقامة به تلك الليلة كافالو بوينت، وهو فندق مقام في قاعدة بحرية قديمة، حيث يقيم الضيوف في المنازل الخشبية التي كانت في السابق مساكن للضباط، وشعرنا بالحماس مباشرة بسبب الضوء الأصفر الدافئ والرائحة المهدئة للخشب الأحمر، ثم تناولنا الطعام على شرفة الفندق المطلة على جسر غولدن غيت أثناء غروب الشمس.

طريق سان فرانسيسكو  سان دييغو رحلة لن تنساها

في صباح اليوم التالي توجهنا جنوبا، مرورا بالتحول المذهل من بالو ألتو والمدينة التكنولوجية إلى البلد الزراعي الجميل قبالة الطريق السريع 1، ثم امتلأت السيارة برائحة الفراولة الناضجة في الحقول التي اصطفت على الطريق، وقد نمت شجيرات الخرشوف متفرقة على جانب الطريق.

كنت متحمسا لقيادة السيارة المكشوفة على طول الطريق السريع على ساحل المحيط الهادئ، حيث الكورنيش الممتد جنوب مونتيري قبالة موجات المحيط الهادئ المتلاطمة، وفي مونتيري، تركنا سيارتنا في موقف للسيارات لنغير وسيلة انتقالنا إلى طائرة هليكوبتر بيل 206 ذات أربعة مقاعد، وكنا قررنا الانطلاق بالطائرة الهليكوبتر لأنها أفضل وسيلة لتقدير جمال منطقة بيغ سور من أعلى، وهي محمية طبيعية ممتدة على طول الساحل حيث تحيط جبال سانتا لوسيا بالمحيط الهادئ، وعلى الجانب الساحلي استطعنا رؤية الجبال والرمال الذهبية والمخلوقات البحرية والرغوة حول الصخور، بينما على الجانب الآخر يمتد البحر إلى الأفق.

طريق سان فرانسيسكو  سان دييغو رحلة لن تنساهاطريق سان فرانسيسكو  سان دييغو رحلة لن تنساها

بعد نحو 20 دقيقة، أوصلتنا الهليكوبتر إلى فندق بوست رانش، الذي يقع فوق حافة منحدر صخري مطلا على المحيط، ويتميز بأنه يجمع بين الطابع الريفي والروعة على حد سواء، يتجول الغزال أبيض الذيل في جميع أنحاء الأرض، وتحتوي الغرف على قطع غريبة من الفن الحديث، ولا توجد أجهزة تلفزيون، بينما توجد نوافذ واسعة توفر رؤية متصلة للمحيط الهادئ، ويتوفر بالفندق خيم لليوغا، ومسارات للمشي لمسافات طويلة، وحمام سباحة، ولكن أهم ما وجدته هناك هو الهدوء والسكينة، وامتياز مشاهدة الشمس تنزل إلى البحر بينما أسترخي في حوض استحمام ساخن على شرفة خاصة، في هذه المرحلة، لكان من دواعي سروري أن أنهي رحلة السيارة وأقضي بقية الأسبوع في الفندق، ومع ذلك، وجدت بعض العزاء في رؤية الجبال في اليوم التالي من الهليكوبتر، وركوب السيارة مرة أخرى.

بعد الانعطاف عن الطريق لتناول الغداء في مدينة كارميل-بي-ثي-سي، والمعروفة بسكانها من الفنانين، وعمدتها السابق كلينت إيستوود، والقانون الغريب الذي يحظر ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي (بسبب الشوارع المرصوفة بالحصى)، توجهنا جنوبا نحو سانتا باربرا، أخذت طريق G16 الذي يبلغ طوله 50 ميلا، ويتكون من حارتين تلتفان خلال مزارع الكروم، واسطبلات الأحصنة والماشية، وأشجار البلوط المغطاة بالطحالب، كانت المناظر تستحق الخروج عن الطريق السريع، ومررنا في النهاية عبر وادي ساليناس.

في اليوم التالي، كان الطريق إلى الجنوب موازيا للمحيط في منطق كريستال كوف الجميلة، ثم قادنا خلال ضواحي لوس أنجيلوس، إلى أن وصلنا إلى مقاطعة أورانج في منتصف اليوم، ثم في منتجع بيليكان هيل، قدنا في طريق بدا كأنه تحت منحدر، وعلى بعد نصف ساعة بالسيارة من بيليكان هيل وصلنا إلى نيوبورت بيتش، الشاطئ الذي يفضله أصحاب القوارب الأغنياء، إذ رسا يخت سيرنجيتي، يخت فاخر تبلغ قيمته 23 مليون دولار وكان يمتلكه مضيف برنامج الحواري جوني كارسون، في نادي خليج بالبوا.

ومع اقترابنا من سان دييغو كنا نودع رحلتنا بالسيارة، مع أننا لم نكن مستعدين للعودة إلى البيت بعد، وما بقي في ذاكرتنا لم يكن مجرد الرفاهية، ولكن شيء أثمن، وهو شعورنا بالحرية التي كنا نشعر بها في شبابنا.​

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق سان فرانسيسكو  سان دييغو رحلة لن تنساها طريق سان فرانسيسكو  سان دييغو رحلة لن تنساها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon