تعد جزيرة بينانغ الاستوائية الواقعة قبالة الساحل الشمالي الغربي لماليزيا واحدة من أفضل وجهات العالم التي تتميز بالمطاعم في الشوارع، مع مجموعة رائعة من المأكولات من الجزر الصينية والماليزية والهندية، ولكن بعد أن تتناول وجبة غداءك من الشعرية، الروبيان العملاق ومجموعة من الأطعمة المميزة على البخار ستكتشف أن بينانغ أكثر من كونها جنة عشاق الطعام.
وبالنسبة لمعظم الزوار، فإن جورج تاون، عاصمة الجزيرة تجذب الكثيرين والتي تحولت منذ أن منحتها اليونسكو وضع التراث العالمي لواحدة من أهم الوجهات بجنوب شرق آسيا، حيث الحي الصيني الذي كان ذات يوم مرة متدهورا والذي اصبح الآن يضم الفنادق التراثية والمعارض والمحلات والحانات والمطاعم الأكثر تطورا، ولكن اذا اردت استكشاف الجزيرة عليك استئجار سيارة أو تنظيم رحلة مع دليل الطبيعة واكتشاف الجانب الآخر من هذه الجزيرة الخضراء من الغابة الخصبة والشواطئ الرملية في حديقة بينانغ الوطنية وقرى الصيد التقليدية والقرى الريفية.
جورج تاون
استكشاف الجزيرة هو أفضل ما يمكن القيام به في الصباح والمساء في وقت مبكر، قبل ارتفاع الحرارة 35 درجة مئوية والرطوبة التي تصل 95٪. كل شيء يمكن القيام به سيرا على الأقدام، على الرغم من أن الدراجات تستخدم بكثرة لدى التجار والباعة المتجولين كما تستخدم دراجات "تريشو" لنقل السياح. من أجل اكتشاف مجتمع بينانغ متعدد الثقافات وثلاثة من الديانات الرئيسية، عليك أن تبدأ رحلتك بزيارة القباب المزخرفة التي تعود لعام 1803 لمسجد كابيتان كيلينج، بالوصول بالقرب رصيف ضريح هندي حيث يترك المصلين الزهور من الياسمين العطرة وجوز الهند المفتوح، إلى ان تصل إلى المعبد الصيني المميز في بينانغ، حيث يشعل البوذيون عصي البخور العملاقة مع عروض للطقوس الصينية.
التجول وسط المدينة في الشوارع الضيقة الصاخبة التي تثير أسماءها تاريخ بينانغ العالمي، مثل ليبوه ليت، الذي سمي باسم مؤسس الجزيرة الاستعمارية فرانسيس ليت، ويصطف بجانب المحكمة العليا المستعمرة وفورت كورنواليس، التي بنيت في 1786.
عليك أن تحظى بجولة سيرا على الأقدام لرؤية جميع الاماكن المحمية من قبل اليونسكو، في جورج تاون، يتبع تراث حديث وسط جداريات ثلاثية الابعاد وسط الشارع التي أنشأتها الفنان الليتواني، إرنست زاكاريفيتش، والذي يجذب جحافل من الزوار، وجميع الراغبين في التقاط الصور جنبا إلى جنب مع الجداريات.
وهناك محطتان ثقافيتان متناقضتان لا ينبغي تفويتهما هما قصر بيراناكان و هين باص ديبوت. القصر هو مسكن يعود لاواخر القرن التاسع عشر، والذي يعطي لقطة حية من نمط الحياة للصينيين المولودين بالمدينة الذين خلقوا ثقافة بيراناكان ومأكولات نيونيا الرائعة. ويعد المستودع تحولا مثيرا لمحطة حافلات مهجورة إلى مركز إبداعي للمساحات المخصصة للوسائط المتعددة، وورش عمل فنية، وسينما، وحفلات موسيقية، ومقاهي، وسوق حرة منبثقة في أيام الأحد.
وينتشر الطعام في الشوارع في كل مكان مع الأكشاك الطبخ المفتوحة على مدار 24 ساعة في اليوم، لتناول وجبة الإفطار في سوق تشاوراسترا سيث للانضمام إلى قائمة الانتظار بعد منتصف الليل من المقبلات لزبدة الكاكاو وحساء لحم الخنزير والخبز المحمص في ورقة الموز في أولد غرين هاوس.
تعتبر مدينة جورج تاون بمثابة منجما للذهب نظرا لانتشار محلات بيع المجوهرات حيث تمتلئ صالة العرض "جوناثان يون" بالمجوهرات الذهبية والفضية النحتية الرائعة، وبجانبها، يعتبر "بون تون ذي شوب" بمثابة كهف علاء الدين للسارونج والحرير الصيني والملصقات العتيقة. استوديو هوارد يعرض عمل اثنين من الفنانين المحليين رسومات جورج تاون العاطفية من هوارد تان، المنتجات الزجاجية والمنحوتات من قبل الفنان وونغ كنغ فوان، كما افتتح متجر سام باتيك هاوس المحلي، ليقدم أحدث تصاميم الموضة للمصممون الماليزيين وكذلك الأزياء المعاصرة من تايلاند وكوريا.
وتتنوع خيارات الإقامة في فنادق جورج تاون بداية من الفنادق الفاخرة إلى بيوت العطلات البسيطة - وبقوة الإسترليني في ماليزيا، فإن الأسعار معقولة للمسافرين البريطانيين. في نهاية المطاف قضاء ليلة ممتعة في فندق " Oriental Hotel " على الواجهة البحرية من أفضل الأماكن للإقامة.
وتم تحويل العديد من الفيلات الصينية القديمة والمنازل التجارية إلى فنادق فاخرة، مثل القصر الأزرق الذي يتمتع بمزيج أنيق من التحف وتصاميم الأرت ديكو، إضافة إلى فندق "مونتري موس" الذي بني في الأصل لإيواء العربات الخشبية والخيول، والذي اصبح الآن فندقا من تسع غرف يطل على حديقة استوائية بالإضافة إلى بار كوكتيل بارد ومطعم.
وتخرج من جورج تاون، نحو وسط جزيرة بينانغ إلى مدينة آير إيتام. المدينة الصديقة للبيئة الخالية من السياح على الرغم من أن الحافلات السياحية تأتي لمعبد كيك لوك سي القريب، الذي يتميز بتمثاله الشاهق للإلهة كوان يين، بالاضافة إلى المعبد البوذي المزدحم دائما، وبالقرب من بينانغ هيل، مع المناظر الطبيعية التي يمكن رؤيتها من خلال الغابات المطيرة بعد الخروج من القطار.
وبعد العودة على الطريق الساحلي، يمكن الذهاب للشواطئ ومنتجعات باتو فيرينغهي، تليها يجب أن ترى حديقة التوابل الاستوائية . لمحبي المشي يمكنكم التمتع باستكشاف حديقة التوابل بينانغ والتجول فيها مع المرشد في المسارات الطويلة المحددة لهذا الغرض ستحبون تجولكم ببين النباتات والأشجار الخضراء و أشجار التوابل المذهلة، بالاضافة إلى عبور الجداول المائية الصغيرة بالقوارب وأخذ نزهة مائية قصيرة ولكنها غاية بالجمال بين الأشجار والنباتات، وتناول الطّعام في المطاعم الداخلية التي تطلّ طاولاتها على مناظر الحديقة الخلّابة.
كما يمكنك زيارة حديقة الفراشات وهي واحده من أهم المعالم السياحية المهمة في المدينة حيث تقع هذه الحديقة في العاصمة الماليزية كوالالمبور.والحديقة عبارة عن صورة مصغرة لغابة استوائية بنباتاتها التي تزيد عن 15000 نبته وتضم هذه الحديقة أكثر من 6000 فراشة بعضها من اكبر فراشات العالم وملحق بها قاعة لعرض الفراشات المحنطة .
وخارج منتجع جورج تاون، قاعدة شعبية، وخاصة لقضاء العطلات العائلية، هو منتجع الشاطئ باتو فيرينجي. يعتبر فندق راسا سايانغ (راباي سايانغ) الذي يقع على الواجهة البحرية الرملية واحدا من أقدم المنتجعات في شانغريلا، بينما يقع على طول الطريق، فندق لون باين الذي تم ترميمه بشكل مميز في الخمسينيات . يقع فندق باو شنغ دوريان فارم في منطقة باليك بولاو الريفي، وهو عبارة عن غرفة مزدوجة تبلغ تكلفتها 33 جنيها إسترلينيا فقط، وهو المكان المناسب للبقاء لزيارة حدائق بينانغ ومتنزهات المغامرات.
أرسل تعليقك