صوفيا ـ مصر اليوم
ربما تبدو قرية "جيلا" الصغيرة أعلى جبل رودوب في بلغاريا اختيارًا غير محتملًا بالنسبة لعطلة، إذ انخفض عدد سكان جيلا الذي كان يصل إلى ثلاثة آلاف في السابق إلى 30 ساكنًا الآن، ومتوسط أعمارهم 70عامًا، إذ هجر الشباب منذ وقت طويل العمل في الحقول، والتي لا تزال تحرثها الخيول والمحراث، لكي يذهبوا إلى مدن مثل العاصمة صوفيا، بحثًا عن وظائف أفضل من الناحية المادية والحياة المعنية، ولكن ربما توقف "فيلا جيلا" المفتتحة
حديثًا في ظل جبل أورفيوس الهجرة، وهي سبب جيد للزيارة. وبالفعل تسيطر على العاصمة صوفيا المباني الكئيبة الرمادية والمتاجر الرثة، ولكن تأخذك ساعات الطريق الثلاث من العاصمة إلى طرق رومانية قديمة وجسور عبر المشاهد الطبيعية المتموجة والوديان المفتوحة المنقطة بالقرى الصغيرة والمروج الخضراء والماعز وأخشاب الصنوبر الكثيفة التي تعود إلى قرون، إذ لا تزال الدببة والذئاب تتجول. وإذا توقفت عند واحدة من عشرات الكنائس الصغيرة التي تتقاطع مع الريف، ستجد جداريات محفوظة بشكل جميل تعود إلى القرون الوسطى، وإن الشاحنات المهجورة على جانب الطريق آثار الحقبة السوفييتية، ولكن فيلا جيلا عقار فاخر يتسع لإثني عشر شخصًا وثلاثة أطفال، وهو نتاج الحقبة الرأسمالية. وتعتمد البلدة على قطيع الأبقار الخاص بها في الزبد والجبن والزبادي، ويأتي العسل من نحل بلدة مجاورة، والنبيذ من "تيرا تانجرا" رائع للغاية، ويقدم في المطاعم الغربية الأوروبية. وكانت بلغاريا في السابق موطنًا للتراقيين، ومحل ميلاد أورفيوس بالأساطير، وجبال رودوب. وتقول الأسطورة إن "يوريدايس" زوجة أورفيوس تعرضت للقتل على يد أفعى سامة في يوم زفافهما، وذهب أورفيوس إلى العالم السفلي لمحاولة إعادتها من الموت عن طريق سحر "هاديس" بقيثارته. ويمكنك إعادة صنع رحلة أورفيوس عن طريق الذهاب إلى حلق الشيطان، ليس الأمر صالحًا للمترددين، فيتراجع الكثير من السياح، إذ يردعهم البرد الرطب والخطوات الـ288 الموصلة إلى الكهف. إن "قاعة الرعد" كهف واسع يسيطر عليه شلال طوله 140قدمًا تحت الأرض، وهو أحد أعلى الشلالات في أوروبا، الأرضية صورة بالفسيفساء من منحدرات النهر التحت أرضية والبحيرات التي لم يعد منها أي مستكشف حيًا. وفي الطريق إلى الخارج يمكنك شراء أغصان المورساليا التي يقول السكان المحليون إنها "تصنع شايًا منعشًا له تأثير الفياجرا نفسه على الرغم من أنه لم يجعل أورفيوس جيدًا، إذ فشلت مهمته وهلكت زوجته مرة أخرى. ولا تزال الكثير من فنادق بلغاريا تكافح لتخرج من الإرث الشيوعي المدمر، ولكن فيلا جيلا التي بنيت على ارتفاع أكثر من 1600متر فوق سطح البحر، تبرز وتسحب سياحة البلاد إلى القرن الحادي والعشرين، وتتمتع كل غرفة بموقد وإطلالات بانورامية على الوديان المغطاة بأشجار الصنوبر في الأسفل، وفي الصيف يمكنك الذهاب لركوب الخيل والدراجات واستكشاف الكهوف، وفي الشتاء يمكنك التزلج في"بامبوروفو" التي تبعد أقل من عشرة أميال و"شيبيلور" التي تبعد بضعة أميال أكثر. ولكن هناك بعض الأمور التي لا تتغير، فهي فخورة بقوائمها ومصادر ترفيهها التقليدية، لذا كن مستعدًا لأداء مثير لموسيقى القرب، على عكس الاعتقاد الشائع بأنها قد نشأت في أسكتلندا، إلا أن بلغاريا قد وصلت إليها قبل ذلك بقرون، كما تشهد التماثيل التي لا تحصى للاعبي القرب في أنحاء البلاد. ويعد خل التفاح المصنوع منزليًا في فيلا جيلا علاجًا لآثار الشرب، فهو ممتع ويساعد على استعادة توازن الجسم، ويقولون إن النوم هنا ليلًا هو "فخامة الصمت"، فهي مزيج بين هواء الجبال النقي والأطراف المتألمة من السير عبر سفح جبل أورفيوس عبر مروج زهور الأوركيد البرية، وتضمن الفراشات الجميلة نومًا جيدًا في الليل. ولا عجب أن هتلر قد أرسل الرياضيين للتدريب في تلك الجبال من أجل الألعاب الأوليمبية للعام 1936، وهناك بعض الأماكن الساحرة التي تستحق الزيارة كذلك، مثل "بلوفديف" ومدرجه الروماني، والمنازل المطلية ببهجة وزاوية الفنانين البوهيميين، وتكلف وجبة الغداء لفردين هناك، إضافة إلى زجاجتين من الجعة حوالي عشرة دولارات. معلومات حول السفر: تكلف الإقامة لسبع ليالٍ في فيلا جيلا "www.villagella.com" 200,7جنيه إسترليني، بما يشمل الإقامة لما يصل إلى إثني عشر شخصًا ووجبتين يوميًا وطاهٍ "www.firefly-collection.com"، وتقدم شركة "إيزي جيت" "www.easyjet.com" رحلات من جاتويك في لندن إلى صوفيا مقابل 48,135جنيه إسترليني.
أرسل تعليقك