كانبيرا ـ ريتا مهنا
تتميز المنطقة الوسطى في أستراليا المعروفة بـ"المركز الأحمر" بالتنوع البيئي والطبيعة الخلابة البكر، حيث لم تمتد إليها أيدي التلوث، حتى الأن، وفي شمال المنطقة الوسطى من أستراليا، تقع سلسلة جبال ماكدونيل، التي تحتضن متنزه واتاراكا الوطني "كينغ كانيون"، الذي يحتوي على المواقع الجبلية المميزة، مثل أيرز روكس وجبل أولغا، بالإضافة إلى متنزه أولورو كاتا تغوتا الوطني، المسجل في منظمة "اليونسكو" باعتباره أحد مراكز التراث الإنساني المحمية.
وبرغم الطبيعة الجبلية والمناخ المتطرف وبعد المنطقة وصعوبة الوصول إليها، يجتذب المركز الأحمر ما يزيد على نصف مليون سائح سنويًا، مع أن الحرارة لا تقل عن 45 درجة في معظم أوقات السنة، مقارنةً بدار الأوبرا الأسترالية في سيدني، التي يزورها سنويًا سبعة ملايين زائر، إلا أنه في ضوء المسافة الطويلة التي تفصل وسط أستراليا عن العاصمة، حيث تبعد حوالي 750 ميلاً، والطبيعة الصحراوية القاحلة التي تسود المنطقة التي تفصل الوسط عن باقي أستراليا، يعتبر نصف مليون زائر رقمًا كبيرًا.
ومن أهم مميزات هذا المكان الساحر توافر جميع ما يتمناه السائح، بدءًا من التجول في المنطقة الوسطى ومتنزهاتها الوطنية على ظهر جمل، وحتى الاستمتاع بحمامات الـ"سبا" الفاخرة، وبرغم التنوع البيئي وانتشار الأنشطة السياحية، إلا أن هناك بعض المناطق الوعرة التي تنطوي زيارتها على خطر يتعرض له السائحون، مثل متنزه "أولورو كاتا تغوتا" الوطني، الذي لا يُسمح للسائحين أثناء زيارته بالتجول بين المرتفعات الصخرية لمسافة 8 أميال تقريبًا.
يُذكر أن الطريق أصبح ممهدًا أمام السائحين إلى وسط أستراليا أو "المركز الأحمر" منذ بداية الثمانينات من القرن العشرين، حيث بدأت السلطات الأسترالية في الثمانينات في تعبيد الطرق ومد الخدمات السياحية وغيرها من المرافق إلى هذه المنطقة النائية، حتى أصبحت مركزًا سياحيًا يُعتد به على مستوى العالم، يزوره مئات الآلاف من السائحين من جميع أنحاء العالم.
أرسل تعليقك