بكين ـ مازن الأسعد
يبدو وكأنه سحر ينقلك إلى عالم مختلف تمامًا بعيدًا عن الواقع، وكأنك ارتفعت إلى الجنة، إذ يستقل السائحون القوارب الصغيرة التي يقودها البحارون الصينيون بزيهم الصيني التقليدي في مياه البحيرة الصينية التي تعلو المياه بها طيور البحر التي تنزل تنطلق إلى سطح المياه بين الحين والآخر لصيد بعض الأسماك تقتات بها. كما توجد مدينة دالي التي يقطنها في المنطقة
تحيطها البحيرة من جهة وجبال كانجشان من الجهة الأخرى.إضافة إلى مكونات الطبيعة البرية والبحرية التي تحاصر المدينة، ويقوم المواطنون المحليون بتغطية الأرض بغطاء طبيعي من صنع أيديهم من حقول الأرز والتبغ التي ينتشر وسطها الفلاحون الصينيون، ممسكين بشوك الحرث والمحاريث وغيرها من أدوات الزراعة. ويحلو التجول بين الجبال والوديان المنتشرة في المناطق النائية في محيط مدينة دالي والتي تجعل من المنطقة بما تحتوي عليه من مظاهر الحياة الطبيعية في البر والبحر جنة حقيقية على الأرض يمكننا أن نطلق عليها اسم شانجري لا، الاسم الذي يرمز لأي بقعة على الأرض يرى الإنسان أنها جنة.وعلى جانبي الطريق إلى مدينة يوننان الصينية، وهو الطريق الذي أنشأته السلطات الصينية في الخمسينات، تنتشر سيارات وكارافانات السائحين، وهو الطريق المؤدي إلى بكين، عاصمة الصين، وغيرها من المدن الأعرق التي تأسست قبل العاصمة بزمن طويل مثل مدينة دالي. وعلى بعد مسافة ليست بالطويلة، تقع مدينة شيزهاو التي تعتبر من أكثر الأسواق الشعبية ازدحامًا في الصين، إذ تتوافد إليها أعداد كبيرة من الأقليات الملونة في الصين، منهم سكان باي البيض الذين تتقدمهم فتيات يرتدين المآزر وأغطية الرأس المحلية الملونة بألوان مبهجة والمصنوعة يدويًا، لتحمل أشكالًا كثيرة مستمدة من الفن الشعبي والتراث الصيني. وعلى المائدة، يستمتع محبو المغامرة بالكثير من ألوان الطعام الغريبة، منها أنوف الخنازير ورؤوس البط وأرجل الدجاج وعدد لا نهائي من أطباق الخضروات المطهوة على الطريقة الصينية. كما تقدم مطاعم في هذه المدن الصينية الساحرة التي تحتضنها الطبيعة الخالصة الكثير من الأطعمة البحرية، على رأسها أطنان من الجمبري المملح الذي تشتهر به الصين، إضافة إلى منتجات صينية معروفة مثل جيلي الذرة وأقماع قصب السكر وأطباق التمر المغمور بزيت النخيل والذي يُعد أمام الضيوف في المطاعم المختلفة. وبالاقتراب من منطقة التبت، لاسيما طريق التبت القديم، يمكن للسائحين التجول في سوق شازي الذي بدأ التوافد عليه من منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وما زال منذ ذلك الحين يحتفظ برونق أسرة المينج الحاكمة الذي يتجلى في معبد شيججياوو الذي استخدمه البوذيون من الطاويين والبايين، وشهد على مدار تاريخه زيارات من التجار المسلمين الذين كانوا يقصدون هذا السوق المشهور بقوافلهم منذ القدم. وتنتشر في المدينة منازل بحدائق وساحات تطل على الطبيعة الجميلة مباشرةً.ويغادر السائحون السوق الذي يعج بالباعة والبضائع الصينية للاستمتاع بتجربة تي هورس في مدينة مابنجوان المشهورة بأبار الملح القريبة من جبل يي الذي يشهد الكثير من محاولات ركوب الخيل. وبعد قضاء وقت ممتع على ظهر المخلوقات الجميلة، يأتي الدور على الاستمتاع بطبيعة بكر ساحرة تحميها منظمة اليونسكو، إذ أعلنت المنظمة مدينة ليجيانج موقعًا من مواقع التراث الإنساني، وهي مدينة صغيرة محاطة بعدد من القرى الصغيرة. وأهم ما ينصح به مجربو السفر إلى الصين، هو تجنب الاعتماد المفرط على المعلومات التي يوفرها المرشدون السياحيون، إذ لا يحفظون عن ظهر قلب جميع المعلومات الصحيحة عن المزارات السياحية هناك.لذلك على السائح الأجنبي توخي الحذر والبحث عن مصادر معلومات لنفسه عن الصين والمدن التي يرتادها أو يمر عليها أو يقيم فيها أثناء الرحلة
.
أرسل تعليقك