توقيت القاهرة المحلي 20:21:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أراد الاحتلال عزلهم عن العالم وتحويلهم إلى أشباه أموات

أسرى فلسطين يحطمون قيود السجن

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أسرى فلسطين يحطمون قيود السجن

جامعة القدس الفلسطينية
القدس - مصر اليوم

3783 أسيرا فلسطينيا حصلوا على الثانوية العامة خلال 4 سنوات الأخيرة 3783 أسيرا فلسطينيا حصلوا على الثانوية العامة خلال 4 سنوات الأخيرة، حيث أراد الاحتلال عزلهم عن العالم وتحويلهم إلى أشباه أموات في قبور العزل وخلف القضبان؛ ولكنهم حطموا قيود الأسر منطلقين إلى فضاءات المعرفة والتعلم، إنها تجربة استثنائية خاضها مئات الأسرى الفلسطينيين الذين شقوا طريقهم العلمي بمراحله المختلفة. 

التربية الذكية.. تجربة نسائية فلسطينية لمواجهة ضغوط الاحتلال
الفلسطيني المحرر رأفت حمدونة، البالغ من العمر 49 عاما، أحد هؤلاء الأسرى، اعتقل منذ عام 1990 إلى 2005، ودرس في السجون مراحل دراسية مختلفة، ونجح بعد مغادرته الأسر في نيل درجة الدكتوراه، ويروي حمدونة تجربته قائلا: "قدمت توجيهي 4 مرات، ونجحت فيها في كل مرة، وكنت أقدم في أحد الفرعين أدبي وعلمي، لأنه لم يكن مسموحا الالتحاق بالجامعة في بداية التسعينيات، وكنا نحصل على شهادة ثانوية عامة من وزارة التربية والتعليم".

وذكر "حمدونة" أن موجهين كانوا يراقبون سير الامتحانات فقط، والدراسة كانت ذاتية داخل السجون، والكتب كانت محدودة يوفرها الصليب الأحمر وبعض الأهالي، وفي 27 سبتمبر/أيلول 1992، خاض الأسرى أول إضراب جماعي للمطالبة بحق التعليم الجامعي في جامعات فلسطينية، وهو ما رفضته إدارة سجون الاحتلال بذريعة وجود مناهج تحريضية، ثم اقترحت الإدارة الالتحاق بالجامعة الإسرائيلية للتعليم المفتوح.

اقرأ أيضًا:

جامعة القدس تختتم فعاليات تخريج الفوج الثامن والثلاثين

وقال "حمدونة": "واجهتنا عقبتان الأولى أن الدراسة كانت باللغة العبرية، والثانية أن المناهج الدراسية كانت إسرائيلية وتفرض على الأسرى دراسة الرواية الإسرائيلية المضادة لروايتنا الفلسطينية"، ومع ذلك التحق العديد من الأسرى بالدراسة وكانت الدراسة عن بعد، ووفق "حمدونة" فإن الاحتلال قرر عام 2009 منع التعليم الثانوي والجامعي نهائيا بقانون شاليط، ضمن سلسلة عقوبات جماعية بحق الأسرى الفلسطينيين بعد أسر الفصائل الفلسطينية لجندي إسرائيلي من حدود غزة (أطلق سراحه لاحقا في صفقة تبادل).
وأكد أن الأسرى لم يستسلموا وقرروا تحدي القرار الإسرائيلي وواصلوا التقديم لخوض امتحانات الثانوية العامة والالتحاق بمقاعد الدراسة في 3 جامعات فلسطينية، بالاتفاق بين هيئة شؤون الأسرى ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
وأشار إلى أن التقديم للالتحاق بالتعليم الثانوي والجامعة يتم سرا من الأسرى، فهم يقدمون لدخول الامتحانات عن طريق لجان تتفق عليها هيئة الأسرى مع قيادة الأسرى، وتعقد الامتحانات سرا، ويتم تصحيح الاختبارات من اللجان السرية داخل السجون وإرسالها من خلال هيئة الأسرى لوزارة التربية والتعليم التي تعتمدها بدورها، مشيرًا إلى أن الكتب الآن تدخل سرا وبطرق معقدة جدا وعادة ما يلجأ الأسرى لنسخ الكتب بأيديهم لتوفير نسخ عدة.

مهمة تثقيف الأسرى 
ويوضح فؤاد خفش، وهو أسير محرر ومدير مركز أحرار لشؤون الأسرى، أن اللجنة الثقافية للأسرى كانت تتولى مهمة تثقيف الأسرى وترقية تعليمهم الثانوي والجامعي، مؤكدًا: "انتزع الأسرى بمعارك وإضرابات عن الطعام حق التعليم قبل أن يمنعه الاحتلال مجددا"، مشيرا إلى أن التعليم كان حاجة ضرورية خاصة لأصحاب الأحكام العالية فعندما يحصلون على قسط من التعليم تكون لديهم شهادة عند الإفراج عنهم من ناحية وليقضوا جزءا مهما من محكوميتهم في مسار مفيد يقطع أوقاتهم الطويلة.

دراسة خلف القضبان 
ونجحت "العين الإخبارية" في التواصل مع أحد الأسرى الفلسطينيين الذي يقضي حكما بمؤبدات عدة في سجون الاحتلال واكتفى بتعريف نفسه بـ"عبدالناصر"، مشيرا إلى أنه يدرس حاليا درجة الدكتوراه عبر إحدى الجامعات بعد أن أنهى دراسة الماجستير والبكالوريوس في جامعات فلسطينية والجامعة العبرية.
وذكر أنه نشر أبحاثا علمية عدة في مجلات بجامعات فلسطينية وعربية، مؤكدا أن الأسرى اختاروا أن يتحدوا السجن الإسرائيلي الذي أراد دفنهم أحياء خلف جدران الزنازين واخترقوا هذه الجدران لينهلوا من فضاءات المعرفة والعلم ويستثمروا أوقاتهم المهدورة في أشياء مفيدة.

آلاف الأسرى حصلوا على شهادات 
عبدالناصر فروانة، مدير دائرة الإحصاء في هيئة شؤون الأسرى (حكومية)، أكد أن سلطات الاحتلال تسعى إلى عزل الأسرى عن العالم الخارجي وفرض سياسة الجهل ووظفت كل إمكانياتها لتشديد الحصار الثقافي والتعليمي، مشيرًا إلى أن عشرات الأسرى نالوا شهادات جامعية ودرجات أكاديمية عالية، وفقا للنظام التعليمي في فلسطين، رغما عن الرفض الإسرائيلي الرسمي وإجراءات السجن والمعوقات التي وضعتها إدارة السجون، مؤكدًا أنه خلال الـ4 سنوات الأخيرة تمكن نحو 3783 أسيرا من الحصول على شهادة الثانوية العامة وأن أكثر من 50 أسيرا حصلوا على شهادات جامعية، وهذا كله بعيدا عن أعين السجان.

برنامج تعليم الأسرى 
وخلال حفل تخريج جامعة القدس المفتوحة الفوج الأول لبرنامج تعليم الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، قال محمود أبو مويس وزير التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطيني: "إصرار الأسرى وتصميمهم ونضالهم المستمر، حوّل سجون ومعتقلات الاحتلال من محنة إلى منحة يتخرجون فيها من الجامعات ويحصلون من خلالها على أعلى درجات العلم".

وأشار إلى أن تخريج هذا الفوج المميز والكوكبة الأصيلة من أبناء فلسطين الأبطال جاء ثمرة اتفاقية تنسيق جمعت بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة شؤون الأسرى والمحررين وجامعة القدس المفتوحة بما يتواءم مع نظام التعليم العالي في فلسطين.

وأوضح أنه ضمن منظومة متكاملة من الخطوات والإجراءات المدروسة وتخطي المعيقات تم إنجاز امتحان الثانوية العامة للأسرى وتعلم العبرية والالتحاق بالجامعة المفتوحة في إسرائيل، وصولا إلى الانتساب بالجامعات الفلسطينية ونيل شهاداتها في درجة البكالوريوس.

وأشرف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي داخل الأسر على منح درجة الماجستير لعدد من الأسرى، كما أنه حصل على الدكتوراه وهو داخل الأسر.
وقال أبومويس: "لم يعلم الاحتلال أن اعتقال الكفاءات الفلسطينية المميزة سيفتح آفاقا جديدة للأسرى على صعيد التعليم في الجامعات العربية والدولية"، موضحًا: "ستنكسر القيود وسيحرر الأسرى من المعتقل وهم بكفاءة ثقافية وإبداعية ومكانة علمية وأكاديمية متميزة؛ ليواصلوا النضال لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

وقد يهمك أيضًا:

جامعة الإمارات تحتل المركز 39 ضمن أفضل الجامعات

الجامعة البريطانية تكرم رواد التميز العلمي في المنتدى الخامس للبحوث

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرى فلسطين يحطمون قيود السجن أسرى فلسطين يحطمون قيود السجن



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 10:00 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الفنان المصري عادل الفار داخل أحد مستشفيات القاهرة

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 08:26 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 25 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 17:22 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 07:38 2022 الخميس ,20 كانون الثاني / يناير

أشرف بن شرقي يقترب من الرحيل عن الزمالك

GMT 19:01 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كارثة في منزل رانيا فريد شوقي بسبب الأمطار

GMT 13:06 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

"Ferdinand" يُحقّق 13 مليون دولار خلال 48 ساعة

GMT 02:04 2017 الأحد ,12 شباط / فبراير

إبرام يكشف أن مسرح مصر أعطاه شهرة كبيرة

GMT 22:54 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تأجيل زفاف ابنة أميرة موناكو والمغربي جاد المالح

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon