لندن ـ كاتيا حداد
استطاعت أحذية "ماري جينس" و"أكسفورد بروغيس"، أن تحتل مكانة قوية ضمن الروح المشتركة التي تظهر في المعرض الكبير "كاترين هيوغس" والذي ينعكس على الجنس والطاقة وسحر الأحذية.
وأول الأشياء التي تلاحظها عند الدخول إلى المعرض الصيفي الجديد للأحذية "V&A" هي رسالة المتعة والألم التي يريد إيصالها لرواده، ويظهر ذلك من خلال الحذاء الذي كانت ترتديه مويرا شيرر في فيلم "الحذاء الأحمر"، من إخراج كل من بويل و بريسبيرغر حيث يبدو وكأنه مائل إلى الدم اختلافًا عن الأحذية المعتادة التي تظهر باللون الوردي.
وفي الفيلم الذي أنتج عام 1948 عن قصة هانس كريستيان آندرسن، أدّت شيرر دور الفتاة التي ترقص بذلك الحذاء حتى الموت كعقوبة على رغبتها في الحب والفن، الزواج ورقص الباليه.
وانتشر بشكل كبير منذ عامين ارتداء مثل هذه الأحذية التي يرتديها راقصو الباليه كحذاء للخروج إلى الشارع ليتخطي بذلك الأحذية المألوفة التي يتم ارتداؤها في الصيف، إلا أن أي شخص ارتدى هذا النوع من الأحذية طوال اليوم سواء في كان أو كامدن سيعلم جيدًا بأنه لا تتناسب مع السير في الطرقات العادية حيث تؤدي إلى الشعور ببعض الألم وتحول القدمين إلى أشرطة دموية.
وجاء ضمن معرض "V&A" 200 نوع من الأحذية المختلفة لأشهر العلامات مثل "كريستيان ديور" التي يختلف ارتداؤها وفقًا لطبيعة مرتديها، كما ضم المعرض أيضًا أحذية خاصة بالرجال من بينها أحذية "أكسفورد بروغيس".
وتمثل الأحذية أهمية للجميع لأنها تشهد على الأماكن التي نخطو إليها حيث تتصل أجسادنا بالعالم وتبدأ الحكايات، ومن خلال المعرض فقد كانت هناك واحدة من العناصر التي لفتت الانتباه كثيرًا وهي تلك الأحذية التي تتآلف من الحرير والستان والشريط المعدني، فلبضعة عقود خلال منتصف القرن السابع عشر كانت هناك موضة أحذية للسيدات يتم ارتداؤها داخل المنازل تتمتع بكعب عالٍ كما ترتفع كثيرًا من الأمام ما كان يجعلها تصدر أصوات عند اتصالها بالأسطح الأرضية، هذا النوع من الأحذية أصبح ارتداؤه اليوم يدل على أن من ترتديه هي امرأة مميزة.
ويكرس جزء آخر من المعرض للشعور بالقوة حيث تأتي الأحذية ذات الكعب العالي والتي على سبيل المثال تم ارتداؤها من قبل السيدات في الصين من عائلات المانشو الثرية، حيث كانت تتناسب معهن لقصر قامتهن ما يؤدي إلى الشعور بالقوة، فالبعض يرى أن كعب الحذاء يعطي الشعور بالقوة فيما تقول أخريات بأن الكعب يضفي المزيد من الإثارة على من ترتديه.
وعلى جانب آخر نجد هذه الأيام موضة الحذاء تأتي من خلال تلك الأحذية المسطحة والتي تسمى أيضًا الأحذية القبيحة، وشهد مهرجان "كان" جدلًا واسعًا إثر حظر النساء اللواتي يرتدين الأحذية المسطحة من اعتلاء السجادة الحمراء.
وجاء المعرض يحتوي أيضًا على نموذج لميلدا ماركوس، حيث كانت السيدة الأولى السابقة في الفلبين ترتدي أحذية ذات كعب متوسط بألوان محايدة، فيما كانت أكثر تشكيلات الأحذية غرابة هي تلك التي تتعلق بليونيل بيزي وهو من قام بجمع الأحذية النسائية بداية من عام 1914 وحتى مماته في عام 1969، حيث استطاع جمع 600 زوج من الأحذية وتأتي قصة بيزي للتذكير بأن الأحذية هي مجرد أحذية تتمتع بالعملية والجمال.
أرسل تعليقك